أخبار المسلمين في العالم
أوباما: التخلص من «تنظيم الدولة» رهن مشاركة سُنّة العراق وسوريا!
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه كان لديه شكوك منذ البداية حول «فكرة إمكانية تأسيس جيش بالوكالة» لقتال تنظيم الدولة في سوريا، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لن يمكن التخلص من التنظيم دون مشاركة سُنة العراق وسوريا. وذكر أوباما في مقابلة تلفزيونية مع قناة «سي بي إس» الأميركية، إن غايته كانت «اختبار فكرة ما إذا كان بإمكاننا تدريب وتسليح معارضة معتدلة ترغب في محاربة التنظيم»، مضيفاً أن «التركيز على داعش» صعب للغاية مادام الأسد في الحكم».
واعتبر أوباما أن إرسال الولايات المتحدة قوات عسكرية في الماضي إلى بلدان كالعراق وأفغانستان كان «خطأً»، موضحاً أن من يؤكدون ضرورة إرسال قوات عسكرية، من أجل استعراض قوة أميركا، إلى سوريا واليمن وليبيا «يسيرون في طريق خاطئ « أيضاً. وأفاد الرئيس الأميركي بأن المجتمع الدولي سيتخلص من التنظيم في النهاية، وستكون بلاده في ريادة من يحقق ذلك، مضيفاً: «لكننا لن نستطيع التخلص منهم مادام الشعب السُّني المحلي في سوريا وبعض المناطق في العراق لا يعمل بالاشتراك معنا».
الوعي: لقد بات واضحاً من خلال متابعة سلسلة طويلة من المواقف العملية والتصريحات المتكررة والمتناسقة من قبل الإدارة الأميركية تأجيلها الحرب الحاسمة ضد تنظيم الدولة متذرعة بعدم توفر من لديه العزيمة والإرادة لقتاله، فيما أن المشاهد على الأرض تصاعد أعداء ذاك التنظيم واشتباكهم معه على نحو مضطرد! ما يعني أنها تؤجل عن قصد مسألة الحسم التي يمكن استقراء أسبابها بحسب المعطيات المتوفرة على النحو التالي:
-
تمكنت أميركا من خلال سلوكيات تنظيم الدولة – القتل بطرق مستفزة كالحرق والذبح بالسكين وسبي النساء وهدم المعالم الأثرية وغيرها – إلى تحويل الأنظار عن جرائم نظام عميلها بشار الأسد، ما يبرر تقاعسها أمام الرأي العام الداخلي والعالمي عن القيام بأي عمل ضد النظام البشع على اعتبار أن تنظيم الدولة أشد خطراً على الغرب، وأنه سيكون البديل في حالة سقوط النظام.
-
إن استمرار تنظيم الدولة على مدار سنوات بممارساته التي تبطش بمعارضي النظام بذريعة الردة، تمنح النظام أسباب الحياة كونها تشرذم الجهود الرامية لإسقاطه، وتحول مسار المعارك عن وجهتها الأصلية. ويلتقي هذا تماماً مع السياسة الأميركية المعلنة منذ البداية بمنع إسقاط نظام الأسد عسكرياً.
-
إن إصرار أميركا على جعل المسلمين وتحديداً من تسميهم «الشعب السني» لهدم كيان «الخلافة» الذي أعلنه التنظيم، والذي يرمز لحكم الشريعة وكسر الحدود واحتضان المسلمين بغض النظر عن قومياتهم وجنسياتهم، إن هذا الإصرار يأتي كي تئد أميركا بأيدي المسلمين أنفسهم كل المعاني التي يطمح المسلمون منذ عقود طويلة وبكثير من الشوق لرؤيتها مجسدة في حياتهم.
-
قامت أميركا وحلفاؤها مجدداً بإحياء الحملة المشؤومة ضد المسلمين في كل مكان بذريعة «الحرب العالمية ضد الإرهاب» بعد أن كانت هذه الحملة قد فقدت مصداقيتها عالمياً، وانتهت مقومات استمرارها وكادت أن تموت.
خلاصة القول: إن أميركا تريد أن تحفظ نفوذها في سوريا من خلال صرف الأنظار عن جرائم نظام الأسد بما يثيره تنظيم الدولة من لغط، ويؤشر إليه من «تهديد أمن العالم» مع الحرص على إبقاء النواة الأمنية والعسكرية للنظام السوري متحكمة في البلاد والعباد في إطار أي تسوية يتم التوصل إليها، إضافة إلى زرع النفور والإحباط من مشروع الخلافة، ودفع المسلمين إلى القبول بما تريد أميركا وحلفاؤها فرضه عليهم، من دولة علمانية تخاصم الإسلام، وتبقي على تحكم العملاء بالبلاد لصالح الغرب الكافر المستعمر.