من مقاصدِ سُورَةِ الأَنْعَامِ
7 ساعات مضت
المقالات
45 زيارة
الأستاذة أمُّ آدم
نزلت سُورَةُ الأَنْعَامِ على نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم جملةً واحدةً في مكة، يُروى عن عبداللهِ بنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهُ أنَّه قال: «نزلتْ سُورَةُ الأَنْعَامِ بمَكَّةَ ليلًا جملةً، حولَها سبعون ألفَ مَلَكٍ يَجأرون حولَها بالتَّسبيحِ»، رواه الطبرانيّ. وقد قيلَ إنّ نزولَها جملةً واحدةً سببُه أنّها تتناولُ بالمجملِ مسائلَ الأصولِ والعقيدةِ، وهي مسائلُ ليست كالأحكامِ الشرعيّةِ التي تحتاجُ إلى النزولِ مُنَجَّمَةً حسبَ الحوادثِ والنوازلِ.
إذًا فمحورُ السورةِ الأساسيُّ هو العقيدةُ وإقامةُ الحججِ والبراهينِ والأدلّةِ عليها وعلى صدقِها، ودحضُ افتراءاتِ المشركينَ وبيانُ زيفِ ما يزعمونَ.
لذلك نجدُ السورةَ تتعرّضُ بكثرةٍ لأدواتِ العقلِ والتفكيرِ مثل البصرِ والسمعِ والأفئدةِ، وقد وضعتْ مقابلةً بديعةً بين المؤمنِ الذي يستجيبُ للحقِّ لأنَّ قلبَه وبصرَه وسمعَه سليمٌ، وبين الكافرِ الذي ضُرِبَ على فؤادِه وسمعِه وبصرِه فلا يستجيبُ. وهذا الخللُ في السمعِ والأفئدةِ والبصرِ ليس فسادًا في أداءِ وظيفتِها، فهي سليمةٌ تسمعُ وتبصرُ، وإنّما هو فسادٌ في إرادةِ الحقِّ أو الباطلِ؛ فهم يرفضونَ الحقَّ ويحاربونَه ويريدونَ الباطلَ ويدافعونَ عنه رغمَ وضوحِ الحقِّ وبيانِ حجّتِه، فما كانَ إلّا أن ضربَ اللهُ على قلوبِهم أكنّةً فطبعَ عليها، وعلى آذانِهم وقرًا فلا يسمعونَ ولا يفقهونَ، فازدادوا غيًّا في ظلماتِ الكفرِ والشركِ التي اختاروها طريقًا لهم، ثمّ زادَهم اللهُ ضلالًا في هذا الطريقِ، يقولُ سبحانهُ وتعالى: (وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَا صُمّٞ وَبُكۡمٞ فِي ٱلظُّلُمَٰتِۗ مَن يَشَإِ ٱللَّهُ يُضۡلِلۡهُ وَمَن يَشَأۡ يَجۡعَلۡهُ عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ٣٩)
وتكرّرَ هذا المعنى في السورةِ الكريمةِ، ومن أمثلتِه قولُه سبحانهُ وتعالى: (إِنَّمَا يَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسۡمَعُونَۘ وَٱلۡمَوۡتَىٰ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ ثُمَّ إِلَيۡهِ يُرۡجَعُونَ ٣٦).
جاء في تفسيرِ القرطبيّ: «إنّما يستجيبُ الذين يسمعونَ» أي: سماعَ إصغاءٍ وتفهُّمٍ وإرادةٍ للحقِّ، وهم المؤمنونَ الذين يقبلونَ ما يسمعونَ فينتفعونَ ويعملونَ به. «والموتى يبعثُهم اللهُ ثمّ إليه يُرجَعونَ» أي: هم بمنزلةِ الموتى في أنّهم لا يقبلونَ الحقَّ ولا يُصغونَ إلى حجّةٍ.
ويقولُ سبحانهُ وتعالى:( وَمِنۡهُم مَّن يَسۡتَمِعُ إِلَيۡكَۖ وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٗاۚ وَإِن يَرَوۡاْ كُلَّ ءَايَةٖ لَّا يُؤۡمِنُواْ بِهَاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوكَ يُجَٰدِلُونَكَ يَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ٢٥)جاء في تفسيرِ القرطبيّ: «ومنهم من يستمعُ إليك» يعني المشركينَ كفّارَ مكةَ. «وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةًً» أي: فعلنا ذلك بهم مجازاةً على كفرِهم، وليس المعنى أنّهم لا يسمعونَ ولا يفقهونَ، ولكن لمّا كانوا لا ينتفعونَ بما يسمعونَ ولا ينقادونَ إلى الحقِّ كانوا بمنزلةِ من لا يسمعُ ولا يفهمُ. والأكنّةُ: الأغطيةُ. «أن يفقهوه» أي: أن يفهموه، والمعنى كراهيةُ أن يفهموه أو لئلّا يفهموه. « وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٗا» أي: ثِقلًا.
ويقولُ عزّ وجلّ: ( قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَخَذَ ٱللَّهُ سَمۡعَكُمۡ وَأَبۡصَٰرَكُمۡ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُم مَّنۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَأۡتِيكُم بِهِۗ ٱنظُرۡ كَيۡفَ نُصَرِّفُ ٱلۡأٓيَٰتِ ثُمَّ هُمۡ يَصۡدِفُونَ٤٦) وفي تفسيرِ القرطبيّ: «قولُه تعالى:(قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَخَذَ ٱللَّهُ سَمۡعَكُمۡ وَأَبۡصَٰرَكُمۡ وَخَتَمَ) أي: أذهبَ وانتزعَ. و(وَخَتَمَ) أي: طبعَ. وقيل: المرادُ المعاني القائمةُ بهذه الجوارحِ، وقد يُذهبُ اللهُ الجوارحَ والأعراضَ جميعًا فلا يُبقي شيئًا. والآيةُ احتجاجٌ على الكفّارِ، ومعنى (أَرَءَيۡتُمۡ) أي: علمتم”.
ومن أدواتِ التفكيرِ أيضًا التي تعرّضت لها السورةُ الكريمةُ عرضُ الوقائعِ والأحداثِ للتفكّرِ فيها ولأخذِ العِبرِ والدروسِ منها، فضربت السورةُ عدّةَ أمثلةٍ على هذه الوقائعِ، مثل:
-
الأحداثُ الجاريةُ في زمنِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم مع مشركي قريشٍ، الذين هاجموا الإسلامَ وتصدّوا لعقيدتِه بالجدلِ والسؤالِ والسخريةِ والاستهزاءِ. فكثيرٌ من آياتِ السورةِ الكريمةِ كان لها مناسبةٌ لنزولِها، وهذه المواقفُ التي جرت مع رسولِنا الكريمِ صلى الله عليه وسلم موضعُ اقتداءٍ وتأسيٍ للمؤمنينَ؛ فوجبَ الوقوفُ عندَها والتفكّرُ في حكمتِها وأخذُ العبرةِ منها، والتأسيُ بنبينا الكريمِ صلى الله عليه وسلم في منهجِه في الردِّ على الكفّارِ والمشركينَ.
-
وذِكرُ بعضِ أخبارِ الرسلِ والأممِ السابقةِ في السورةِ، وفي ذلك مواساةٌ لسيدِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم والمؤمنينَ. فكفّارُ قريشٍ الذين رفضوا الحقَّ واستهزؤوا بالدعوةِ وبالنبيِّ عليه السلام وبأصحابِه، دَأبُهم كدَأبِ السابقينَ الذين كفروا وكذّبوا واستهزؤوا برسلِهم عليهم السلام. وفي ذلك مواساةٌ للرسولِ الكريمِ صلى الله عليه وسلم وتذكرةٌ بأنَّ عاقبةَ الكافرينَ المكذّبينَ المستهزئينَ واحدةٌ في كلِّ زمانٍ، وهي الهلاكُ، وأنَّ عاقبةَ المؤمنينَ المصدّقينَ نصرٌ من اللهِ، فهو سبحانه وكيلُهم ووليُّهم. ومن هذه الآياتِ قولُه تعالى: (وَمَا نُرۡسِلُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَۖ فَمَنۡ ءَامَنَ وَأَصۡلَحَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٤٨ وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَا يَمَسُّهُمُ ٱلۡعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ ٤٩) وقولُه تعالى: (وَلَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّىٰٓ أَتَىٰهُمۡ نَصۡرُنَاۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِۚ وَلَقَدۡ جَآءَكَ مِن نَّبَإِيْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ٣٤).
-
ومن الأمثلةِ على الوقائعِ التي جاءت في السورةِ الكريمةِ أيضًا الآياتُ الكونيّةُ كخلقِ الإنسانِ وموته، والليلِ والنهارِ والنجومِ وغيرِ ذلك؛ فهي تتحدّثُ باستفاضةٍ عن دلائلِ عظمةِ الخالقِ في آياتِ الكونِ الواسعةِ، وتُشيرُ إلى قدرتِه عزّ وجلّ.
فكيفَ لمن ينظرُ إلى هذه الآياتِ الكونيةِ العظيمةِ ويتفكّرُ فيها أن لا يؤمنَ بخالقِها! وفي ذلك أيضًا عبرةٌ أنّ اللهَ القادرَ على الخلقِ والإبداعِ، والقادرَ على تسييرِ الكونِ بنظامٍ عظيمٍ دقيقٍ، لقادرٌ سبحانهُ على إهلاكِ الكافرينَ الذين أعرضوا عن الإيمانِ بخالقِهم وعموا عن عبادتِه والتسليمِ له.
يقولُ تعالى:(وَمَا مِن دَآبَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا طَٰٓئِرٖ يَطِيرُ بِجَنَاحَيۡهِ إِلَّآ أُمَمٌ أَمۡثَالُكُمۚ مَّا فَرَّطۡنَا فِي ٱلۡكِتَٰبِ مِن شَيۡءٖۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يُحۡشَرُونَ ٣٨).
وقولُه تعالى:(إِنَّ ٱللَّهَ فَالِقُ ٱلۡحَبِّ وَٱلنَّوَىٰۖ يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَمُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتِ مِنَ ٱلۡحَيِّۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ ٩٥ فَالِقُ ٱلۡإِصۡبَاحِ وَجَعَلَ ٱلَّيۡلَ سَكَنٗا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ حُسۡبَانٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ ٩٦ وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهۡتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۗ قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ ٩٧ وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنشَأَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ فَمُسۡتَقَرّٞ وَمُسۡتَوۡدَعٞۗ قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَفۡقَهُونَ٩٨) فالسورةُ بيّنت أنّ هذه الآياتِ والوقائعَ ضُربت ليكونَ فيها عِظةٌ وحُجّةٌ وبرهانٌ، ولكنْ للمؤمنينَ الذين يفقهونَ ويعلمونَ.
وتشيرُ السورةُ في طيّاتِها إلى طريقةِ محاجّةِ المشركينَ والكافرينَ، وذلك بالعقلِ والخطابِ الفكريّ ووضعِ الحقِّ مقابلَ الباطلِ، وتضربُ مثالًا عظيمًا على ذلك من سيرةِ سيدِنا إبراهيمَ عليهِ السلامُ في محاجّتِه لأبيهِ آزر، يقولُ تعالى:(وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ لِأَبِيهِ ءَازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصۡنَامًا ءَالِهَةً إِنِّيٓ أَرَىٰكَ وَقَوۡمَكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ ٧٤) وكذلك في محاجّتِه لقومِه وإثباتِ أنّ ما يدعونَ ويعبدونَ من دونِ اللهِ من أجرامٍ وكواكبَ هو ضلالٌ مبينٌ، وأنَّ المستحقَّ للعبادةِ هو خالقُ كلِّ شيءٍ سبحانه، يقولُ تعالى:(وَحَآجَّهُۥ قَوۡمُهُۥۚ قَالَ أَتُحَٰٓجُّوٓنِّي فِي ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنِۚ وَلَآ أَخَافُ مَا تُشۡرِكُونَ بِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَشَآءَ رَبِّي شَيۡٔٗاۚ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمًاۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ٨٠).
والسورةُ ابتدأت بحمدِ اللهِ وقرنتْ حمدَه بآياتٍ دالّةٍ على خلقِه وتدبيرِه، لتُقرّ أنَّ اللهَ وحدَه المستحقَّ للحمدِ والعبادةِ، ولكنَّ الكافرينَ رغم ذلك يَعدِلونَ مع اللهِ آلهةً أخرى، ويُعرضونَ عن آياتِه كلّما عُرِضت لهم بدلًا من طاعتِه وعبادتِه وحمدِه.
يقولُ سبحانهُ وتعالى:( ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَۖ ثُمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡ يَعۡدِلُونَ ١ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٖ ثُمَّ قَضَىٰٓ أَجَلٗاۖ وَأَجَلٞ مُّسَمًّى عِندَهُۥۖ ثُمَّ أَنتُمۡ تَمۡتَرُونَ ٢)
وخُتمت السورةُ بذكرِ الرُّبوبيّةِ للهِ سبحانهُ وتعالى، بعد آياتٍ عظيمةٍ تحدّثت عن قدرتِه وعظمتِه ورحمتِه وتدبيرِه، ومصيرِ المؤمنينَ ومصيرِ الكافرينَ المكذّبينَ. فاللهُ هو ربُّ كلِّ شيءٍ وخالقُ كلِّ شيءٍ، خلقَ الإنسانَ في الدنيا ليبتليَه فيها، ولتكونَ حياتُه وصلاتُه ونسكُه فيها للهِ، ومرجعُه منها إلى اللهِ ليُنبّئَه عن أعمالِه ومصيرِه، وهو الذي جعلَ الإنسانَ خليفةً في الأرضِ وهيّأ له الأمورَ لتستقيمَ خلافتُه فيها، فخلقَ له العقلَ والقدرةَ على التفكيرِ، وأرسلَ إليه الرسلَ يدعونَه إلى الإيمانِ ويقدّمونَ له الحُجّةَ التي تهديهِ إلى الصراطِ المستقيمِ، كلَّ ذلك لتستوي وتستقرَّ خلافتُه في الأرضِ، وليؤدّيَ وظيفتَه في الحياةِ يعبدُ ربَّه ولا يُشركُ به شيئًا.
يقولُ تعالى:(قُلۡ إِنَّنِي هَدَىٰنِي رَبِّيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ دِينٗا قِيَمٗا مِّلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۚ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ١٦١ قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ١٦٢ لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ١٦٣ قُلۡ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡغِي رَبّٗا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيۡءٖۚ وَلَا تَكۡسِبُ كُلُّ نَفۡسٍ إِلَّا عَلَيۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ١٦٤ وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمۡ خَلَٰٓئِفَ ٱلۡأَرۡضِ وَرَفَعَ بَعۡضَكُمۡ فَوۡقَ بَعۡضٖ دَرَجَٰتٖ لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلۡعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورٞ رَّحِيمُۢ ١٦٥)صدقَ اللهُ العظيمُ.
1447-06-12