كيف يستشعر المسلم مسؤولية العمل لإقامة «الخلافة الراشدة»؟
2014/07/29م
المقالات
2,265 زيارة
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف يستشعر المسلم مسؤولية العمل لإقامة «الخلافة الراشدة»؟
نور الهدى – فلسطين
الحمدُ للهِ الذي أَكْمَلَ لنا الدِّينَ وأَتمَّ عَلَيْنا نِعْمَتَه، وجَعَلَ أمَّتَنا خيرَ الأُمَم، وبَعَثَ فينا رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِنَا يتلو علينا آياتِ اللهِ ويُزكّينا ويُعَلِّمُنا الكتابَ والحِكْمَةَ وإنْ كُنّا منْ قَبْلِهِ لَفِي ضَلالٍ مُبِين.
لقد أرسلَ اللهُ تعالى رُسُلَه، وأَنْزَلَ عَلَيْهِمُ الكِتابَ بالحقِّ ليقومَ الناسُ بالقِسْط ؛ وقد بَيَّنَ سبحانَه وتعالى في كتابهِ العزيزِ أنَّ الحُكْمَ بِما أنزلَ اللهُ فرضٌ من أعظمِ فروضِ الدِّين، إذ أُنْزِلَتْ عَشَراتُ الآياتِ في القرآنِ الكريمِ في موضوعِ الحكمِ والسّلطان، تُوْجِبُ على المسلمينَ الحُكْمَ بما أَنْزَلَ الله.قالَ تعالى: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ)
ففي هذه الآيةِ الكريمةِ يُخاطِبُ اللهُ تعالى رسولَهُ آمِراً إِيّاهُ بالحُكْمِ بما أَنْزَلَ اللهُ كاملاً من غيرِ نُقصان. وقد أَبْدَعَ صاحبُ الظِّلالِ في تفسيرِهِ لهذه الآية. حيثُ يقولُ سيد قُطُب – رحِمَهُ اللهُ – مُعَلِّقاً على هذه الآية: «فالتحذيرُ هنا أشدُّ وأَدَقّ؛ وهو تصويرٌ للأَمْرِ على حَقيقتِهِ، فهي فِتْنَةٌ يجبُ أن تُحْذَرَ، والأَمْرُ في هذا المجالِ لا يعدو أن يكونَ حُكْمَاً بما أنزلَ اللهُ كاملاً ؛ أو أنْ يكونَ اتّباعَاً للهوى وفتنةً يُحَذِّرُ اللهُ منها، ثم يستمرُّ السياقُ في تَتَبُّعِ الهواجسِ والخَواطرِ؛ فَيُهَوِّنُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أمرَهم إذا لم يُعْجِبْهُم هذا الاستمساكُ الكاملُ بالصغيرةِ قبلَ الكبيرةِ في هذه الشَّريعَة”.
والخطابُ وإنْ كانَ هنا لرسولِ الله، إلّا أنَّ الأمةَ مخاطَبَةٌ به أيضاً؛ للقاعدةِ الشرعيةِ التي تقول: «خِطابُ الرسولِ خطابٌ لأُمَّتِهِ ما لَمْ يَرِدْ دَلِيلٌ يُفِيدُ التَّخْصِيصْ». ولم يَرِدْ دليلٌ يُفِيدُ أنَّ هذِهِ الآيةَ خاصَّةٌ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم وَحْدَه، فتكونُ فَرَضِيَّةُ تَحْكيمِ شَرْعِ اللهِ في كُلِّ مَجَالاتِ الحياةِ شاملةً كلَّ المسلمين. وإذا تَدَبَّرْنا أحكامَ الإسلامِ فإنَّنا نجدُ كثيراً منها لا يمكنُ تطبيقُها من دونِ دولةٍ وإمام؛ فأحكامُ الحدودِ والجناياتِ والفتوحاتِ واتحادُ الأمةِ في دولةٍ واحدةٍ وإدارةُ المِلكيةِ العامّة… وكذلكَ الأحكامُ الشرعيةُ المتعلقةُ بالسياسةِ والاقتصادِ والتربيةِ والاجتماعِ والسياسةِ الخارجيّة… فتلكَ الأحكامُ وأمثالُها يتوقفُ تطبيقُها على وجودِ الخلافة. وقد نصَّ على هذا صاحبُ كتابِ المغني والشرح الكبير(ج 10ص 537 ).من أَجْلِ هذا كان التلبسُ بالعملِ لإقامةِ الخلافةِ ليسَ فَرْضَاً فَحَسْب،بل هو تاجُ الفُروض. وهو القضيةُ المصيريةُ التي يجبُ أن يُتَّخَذَ إزاءَها إجراءُ الحياةِ أو الموت في سبيلِ تحقيقِها.
غيرَ أنَّه ينبغي أن يكونَ واضِحَاً أنَّ ما يواجهُ المسلمينَ الآنَ ليس نصبُ خليفةٍ حتى يُقالَ إنهُ فرضُ كفايةٍ على المسلمينَ لما رواهُ ابنُ عمرَ عنِ النبيّ صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ عَلَيْهِ إِمَامُ جَمَاعَةٍ فَإِنَّ مِيتَتَهُ مِيتَةٌ جَاهِلِيّة» فلا يكونُ قضيةً مصيرية، بل الذي يواجهُ المسلمينَ الآنَ هو إقامةُ الخلافة، أي إيجادُ نظامِ الخلافةِ نظامَ حُكْم. وهذه واقِعُها غيرُ واقعِ نَصْبِ الخليفة، وإن كانتْ إقامتُها تُحَتِّمُ نَصْبَ الخَلِيفَة. فالخليفةُ حتى يَسْتَحِقَّ البَيْعَةَ مِنَ المسلمينَ لا بُدَّ أنْ يكونَ صاحبَ سلطان، وهذا لا يكونُ إلا إذا تمَكَّنَ مِنْ أَخْذِ الحُكْمِ مِنْ أصحابِ القُوَّةِ والمَنعَةِ في الجيشِ مِنْ خلالِ ما يُسمَّى في الفِقْهِ بِـ(طَلَب النُّصْرة) وقد نَصَّ على هذا صاحبُ كتابِ سيرةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لابنِ هشام.
ولا شكَّ أن لهذا العملِ أجراً عظيماً وشرفاً كبيراً عندَ اللهِ تعالى، كيف لا وهو ميراثُ الأنبياء؟! وهو من خيرِ الأعمالِ التي امْتَدَحَها اللهُ في كتابِهِ فقال: ] وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [ ولقد أخبَرَنَا نبيُّنا – الصلاةُ والسلامُ – أنَّ «إِقَامَةُ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ مَطَرِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فِي بِلَادِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ». أخرجه ابن ماجة. فكيفَ بالعملِ لإقامةِ دولةِ الخلافةِ التي لا تُطَبِّقُ الحدودَ فَحَسْب، بل وترعى شؤونَ الناسِ بأحكامِ الإسلامِ في شتّى مجالاتِ الحياة، وتحملُ دعوةَ الإسلامِ إلى العالَمِ بالجهادِ فينتشرَ الخيرُ في رُبوعِ العالمَين؛ ويدخلَ الناسُ في دين ِاللهِ أفواجاً؟! فأَعْظِمْ بِهِ ثواباً!.
ومَعَ هذا الخيرِ العَمِيمِ الذي يَنْعُمُ به المسلمونَ بل والبشريةُ بأجْمَعِها في ظلِّ حُكْمِ الإسلام، إلا أنَّنا نجد، ومع الأسف، بسبب كونِ الناسِ قد طالَ عليهمُ العُمُرُ في العيشِ في دارِ الكفرِ والخضوعِ لأحكامِها، نجدُ كثيراً من أبناءِ هذهِ الأمةِ لا يَستَشْعِرونَ عِظَمَ المَعْصِيَةِ جَرّاءَ قُعودِهم عَنِ العَمَلِ لَعَوْدَةِ الخلافة، ويَرْضَوْنَ لأنفسِهمْ بالانشغالِ بالنوافلِ من الأعمالِ عن المسارعةِ في العملِ لتحقيقِ هذا الفرضِ العظيمِ الذي هو وعدُ اللهِ الأكيدِ وبُشرى رسولِهِ محمدٍ عليه الصلاة والسلام؛ لذلك كان لِزاماً على المسلمينَ أن يُعيدوا النَّظَرَ في أَمْرِهِم مَرّاتٍ ومَرّات ،وأنْ يُدْرِكوا أنَّهم في إثمٍ عظيمٍ يُعذَّبُ اللهُ عليهِ أشدَّ العذاب. كما يجبُ عليهم أن يَضَعُوا سُلَّماً لأولويّاتِ أعمالِهم، فلا يُؤَخَّرُوا ما حقُّهُ التقديمُ، ولا يُقَدَّمُوا ما حَقُّهُ التَّأْخِير. وحتى يُوجَدَ عندَ المسلمينَ هذا الاستشعارُ لهذهِ المسؤوليةِ العَظيمة،لابُدَّ لهم أنْ يَسْتَعِينُوا بأمورٍ نَذْكُرُ بعضاً منها هنا؛ لعلَّ اللهَ ينفعُنَا وإيّاكم بما فيها:
أولاً: إنَّ مما يعينُ المرء على الإحساسِ بمسؤوليةِ حملِ الدعوة، إدراكهُ لمعنى وحقيقةِ ما يَحْمِل؛ فمتى أَدْرَكَ أنَّ هذا العملَ فَرْضٌ فَرَضَهُ اللهُ، وأَنَّهُ أَوْلَى الفُروض؛ صارَ عليه أن يُقَدِّمَه ويَضَعَه في مقدمةِ سُلَّمِ الأَوْلَوِيات؛ ولذلك لَمّا فَهِمَ الصحابةُ، رجالاً ونساءً، حقيقةَ الإسلامِ وأنَّهم مُكَلَّفونَ بِحَمْلِهِ وتَبْلِيغِهِ إلى الأَنام،لم يَتَوَانَوْا عن ذلك لحظةً واحدة.
فهذا أبو ذرٍّ الغَفاريِّ منذُ أسلَمَ أصبحَ من الدعاةِ إلى الله، فدعا أباهُ وأمَّهُ وأهلَه وقبيلَتَه، ولَمّا أسلَمَ أبو ذَرٍّ قال: انْطَلَقَ النبيُّ وأبو بكرٍ وانْطَلَقْتُ معهما حتى فَتَحَ أبو بكرٍ باباً، فجعلَ يقبضُ لنا من زبيبِ الطائف، قال: فكان ذلك أولَّ طعامٍ أكلْتُهُ بها، فَلَبِثْتُ ما لَبِثْت، فقال رسولُ الله: «إني قد وُجِّهْتُ إلى أرضٍ ذاتِ نخلٍ، ولا أحسَبُها إلا يثرب، فهل أنتَ مبلِّغٌ عنّي قومَك؛ لعلَّ اللهَ ينفعُهم بك ويأجرَكَ فيهم».
قال: فانطلقتُ حتى أتيتُ أخي أنيساً، قال: فقال لي: ما صنعتَ؟ قال: قلتُ: إني أسلمتُ وصَدَّقْت. قال: فما بي رغبةٌ عن دينك، فإني قد أسلمتُ وصَدَّقْتُ. ثم أتينا أُمَّنا فقالت: ما بي رغبةٌ عن دينِكما، فإني قد أسلمتُ وصَدَّقْتُ. فتحمَّلْنا حتى أتينَا قومَنا غفاراً. قال: فأسلَمَ بعضُهم قبلَ أن يَقْدُمَ رسولُ اللهِ المدينة، وكان يَؤُمُّهُم خُفافُ بنُ إيماء بن ِرَحَضَة الغفاري، وكان سيِّدَهم يومئذٍ، وقال بقيتُهم: إذا قدمَ رسولُ اللهِ أسلَمْنا. قال: فَقَدِمَ رسولُ اللهِ فأسْلَمَ بقيَّتُهم. قال: وجاءت «أسلمُ» فقالوا: يا رسولَ الله، إخوانُنا، نُسلمُ على الذي أسلَموا عليه. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «غِفَارُ غَفَرَ الله لها، وأَسْلَمُ سَالَمَها الله».
هذا ولم يقتصر حملُ دعوةِ الإسلامِ على الرجالِ دونَ النساء، بل إنَّ شقائقَ الرجالِ كان لهنَّ دورٌ عظيمٌ في ذلك أيضاً، كيف لا وقد خاطبهنَّ اللهُ بالأحكامِ الشرعيةِ كما خاطَبَ الرجالَ سواءٌ بسواء؟!
فهذه أمُّ شريكٍ الأزديةُ تضربُ لنا مثلاً عظيماً في الاستجابةِ لأمرِ الله، وبَذْلِ نفسِها في سبيلِ نَشرِ هذا الدينِ العظيمِ ولو كانَ ثمنَ ذلك حياتُها!! فهي أسلَمَتْ مع أولِ من أَسْلَمَ في مكةَ البلدِ الأمين، فلما رأتْ تمكُّنَ الكافرين وضعفَ المؤمنين، حَمَلَتْ همَّ الدعوةِ إلى الدين، فقويِ إيمانُها، وارتفعَ شأنُ ربِّها في نفسها، ثم جَعَلَتْ تَدْخُلُ على نساءِ قريشٍ سِرّاً فتدعوهُنَّ إلى الإسلام، وتحذِّرُهُنَّ من عبادةِ الأصنام، حتى ظهرَ أمرُها لكفارِ مكة، فاشتدَّ غَضَبُهم عليها، ولم تكن قُرَشِيَّةً يمنَعُها قومُها. فأخذها الكفارُ وقالوا: لولا أن قومَكِ حلفاءُ لنا لفعلْنا بك وفعلْنا، لكنا نخرجُكِ من مكةَ إلى قومِك، فَتَلْتَلُوها، ثم حَمَلُوها على بعير، ولم يجعلوا تحتها رِحلاً، ولا كِساءً تعذيباً لها، ثم ساروا بها ثلاثةَ أيامٍ لا يُطعمونها ولا يسقونَها حتى كادت أن تَهْلَكَ ظَمَأً وجوعاً. وكانوا من حقدهم عليها إذا نزلوا منزلاً أَوْثَقُوها ،ثم أَلْقُوها تحتَ حرِّ الشمس، واستظلوا هم تحت الشجر، فبينما هم في طريقِهم، نزلوا منزِلاً وأنزلوها من على البعير، وأوثقوها في الشمس، فاسْتَسْقَتْهم فلم يَسقُوها، فبينما هي تَتَلَمَّظُ عطشاً، إذ بشيءٍ باردٍ على صَدْرِها،فتناولَتْهُ بيدِها فإذا هو دَلْوٌ من ماء، فَشَرِبَتْ منهُ قليلاً، ثم نُزِعَ منها فَرُفِع، ثم عاد فتناولَتْهُ فشربتْ منهُ ثم رُفِع، ثم عادَ فتناولَتْه ثم رُفِعَ مِرَاراً، فشربت حتى رَوِيَتْ، ثم أفاضَتْ منه على جسدِها وثيابِها.
فلما استيقظ الكفار وأرادوا الارتحال، أقبلوا إليها، فإذا هم بأثر الماءِ على جسدها وثيابِها، ورَأَوْها في هيئةٍ حسنة، فعَجِبُوا! كيف وَصَلَتْ إلى الماء وهي مقيَّدة؟!! فقالوا لها: حَلَلْتِ قيودَك، فأخذْتِ سِقاءَنا، فشرِبْتِ منه؟ قالت: لا والله، ولكنه نَزَلَ عليَّ دَلْوٌ من السماءِ فشربتُ حتى رويتُ. فنظرَ بعضُهم إلى بعضٍ وقالوا: لئِنْ كانت صادقةً لَدِينُها خيرٌ من دينِنِا. فتفقَّدُوا قِرَبَهُم وأَسْقِيَتَهم، فوجدوها كما تركوها! فأسلَمُوا عند ذلك كلُّهم، وأطلَقوها من عِقالِها وأحسَنُوا إليها. أسلَمُوا كلُّهم بسبب صبرِها وثباتِها! وتأتي أمُّ شريكٍ يومَ القيامةِ وفي صحيفتِها: رجالٌ ونساءٌ أسلَمُوا على يدِها، فهنيئاً لها.
ثانياً: إنَّ حَمْلَ هَمِّ هذا الدينِ لابُدَّ له من صِدْقٍ في النِّيَّة وإِخْلاصٍ خَالِصٍ لِلهِ عَزَّ وَجَلّ؛ فإنَّ اللهَ لا يَقبَلُ منَ العَمَلِ إلا ما كانَ خالصاً له وابْتُغِيَ به وَجْهُه، و«المسلمُ الصادقُ هو الذي لا يُبالي لو خَرَجَ كُلُّ قَدْرٍ له في قلوبِ الخَلْقِ مِنْ أَجْلِ صَلَاحِ قَلْبِه، ولا يُحِبُّ إطلاعَ الناسِ على مَثَاقيلِ الذَّرِّ مِنْ حَسَنِ عَمَلِه، ولا يَكْرَهُ أن يَطَّلِعَ الناسُ على السَّيئِ من عملِه، فإنَّ كراهَتَه لذلك دليلٌ على أنَّه يُحبُّ الزيادةَ عندَهم وليس هذا من علاماتِ الصَّادقين».
ورحم الله ابن القيّم إذ قال: العملُ بغيرِ إخلاصٍ ولا اقتداء، كالمسافرِ يَمْلَأُ جِرَابَهُ رَمْلاً يُثْقِلُهُ ولا يَنْفَعُه!!
من أَجْلِ ذلك فقد كان سَلَفُنا الصالحُ من أَشدِّ الناسِ خوفاً على أعمالِهم من أن يخالِطَها الرِّياءُ أو تشوبَها شائبةُ الشِّرك، فكانوا رحمَهُمُ اللهُ يُجاهِدونَ أنفسَهم في أعمالِهم وأقوالِهم كي تكونَ خالصةً لوجهِ اللهِ تباركَ وتعالى؛ ولذلك لما حَدَّث يزيدُ بنُ هارونَ بحديثِ عمرَ رضيَ اللهُ عنه: «إنّما الأعمالُ بالنِّيَات» والإمامُ أحمد جالِس، قال الإمامُ أحمد ليزيد: «يا أبا خالد، هذا واللهِ هو الخِنَاق، هذا واللهِ هو الخِنَاق، أن تَجْعَلَ عَمَلَكَ خالِصاً لوَجْهِ اللهِ تبارَكَ وتعالى».
ثالثاً: يجبُ أنْ يَضَعَ المسلمُ نُصْبَ عَيْنَيْهِ أنَّ حَمْلَ هَمِّ الإسلامِ وتبليغَه للناسِ لا يكفي حتى يُصَدِّقَهُ العملُ الجادُّ. وأولُّ الطريقِ خُطوَة، وهذه الخطوةُ تَتَمَثَّلُ في: طَلَبِ العِلمِ الشرعيِّ المُؤَصَّل، ثم العملِ بهذا العلم، وأخيراً تبليغِ هذا العلمِ والصبرِ على الأذى في سبيلِ ذلك. ولابُدَّ من التقيدِ في كلِّ ذلك بما وَرَدَ في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ وسنةِ نبيِّهِ عليهِ الصلاةُ والسلام،حتى يسيرَ حاملُ الدعوةِ وهو على بصيرةٍ من أمرِهِ ونورٍ من ربه، يُبَلِّغُ عنهُ وعن نبيِّهِ وهو على صِرَاطٍ مستقيم. قال تعالى:( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
رابعاً: الحرصَ الحرصَ على ملازمةِ ذوي الهممِ العاليةِ الذين يحملونَ المسؤوليةَ بحقّ؛ فأولئكَ لا يرضونَ بسفاسفِ الأمورِ، ولا يَقنَعونَ بما دونَ النُّجوم، يحبّونَ صعودَ الجبالِ ويَأْبَوْنَ العيشَ بينَ الحُفَر، ويُوقدون في النفسِ ناراً تَتَّقِدُ لها حَمَاساً، وتدفعُ للعملِ كلما فَتُرَتِ الهمّةُ وخارتِ القُوى، فتتجدَّدُ حرارةُ حملِ همِّ الإسلامِ في النفسِ كلما خَبَتْ أو كادَتْ… وللهِ درُّ الهِمَمِ كما قال ابنُ القيم: «ما أَعْجَبَ شَأْنَهَا، وأشدَّ تفاوتَها! فهِمَّةٌ متعلقةٌ بالعَرْش، وهِمَّةٌ حائمةٌ حَوْلَ الأنتانِ والحُشِّ».
وقد أنزلَ اللهُ تعالى ذكره في مُحْكَمِ كتابِه ما يحملُ إشارةً إلى أنَّ المؤمنَ ينبغي أن يكونَ في حركةٍ دَؤُوبٍ تصاحِبُهُ في كلِّ آنٍ وحين. يقولُ اللهُ تعالى:] فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ [ أيّ «إذا فَرَغْتَ من الدعوةِ إلى اللهِ فانْصَبْ لذِكْرِ الله، لماذا؟ لأن هذا الذكرَ بمثابةِ الشَّحْنِ لهذهِ البطاريَّة، فبقَدْرِ صِلَتِكَ باللهِ ينطلقُ اللسان، وبقَدْرِ ما لَكَ عندَ اللهِ من قُربى تُؤَثِّرُ في الآخرين، أما الدعاةُ الذينَ ينصرفونَ إلى الناسِ وصِلَتُهم باللهِ ضعيفةٌ فلا يُؤَثِّرونَ فيهم، فإذا فَرَغْتَ مِنَ الدعوةِ إليه فانْصَبْ إلى الصَّلاة، واتَّصِل بي، واذْكُرْنِي، وأَقبِلْ عَلَيَّ، من أجلِ أنْ تَسْتَمِدَّ الطاقَة، ومن أجلِ أن تَسْتَمِدَّ النُّور، وتَسْتَمِدَّ القوة في وجه المعارضين، وتستمدَّ الكمالَ الإنسانيّ، حتى يُفْتَنَ بك أصحابُك، فرسانٌ في النَّهار، رُهبانٌ في اللَّيل، فإذا دعوتَ إلى اللهِ فالتفتْ إلى اللهِ بقلبكَ حتى تستمدَّ منه القوةَ على توضيحِ المعاني، وإذا دعوتَ الناسَ إلى اللهِ وفَرَغْتَ من هذا العملِ فانْصَبْ واتَّصِلْ بي حتى تستمدَّ مِنِّي ُقوَّةَ الاحتمالِ فهناكَ معارِضونَ وهناكَ ضغوطٌ ومُغرِيَات؛ فإذا فَرَغْتَ فانْصَب». [في ظلال القرآن].
ولعل في قَصَصِ من لا يبتعدونَ عنا كثيراً في العهدِ الأثرُ الأكبرُ في الدِّلالةِ على عِظَمِ الهِمَمِ العاليةِ إذا نَهَضَتْ لِأَمْرِ هذا الدين، إذْ ذُكِرَ عن إحدى الأخواتِ المشاركاتِ في مؤتمرِ إندونيسيا، أنها لم تقبلِ الاعتذارَ عن القيامِ بما كُلِّفَتْ به رُغمَ وفاةِ ابنتِها في ذاتِ الأسبوع ِالمقررِ عقدُ المؤتمرِ فيه!! فأيُّ همّةٍ هذهِ وأيُّ تضحية؟!! لقد كانتْ مثالاً حياً لهمةٍ تناطحُ السحابَ وتعانقُ السماءَ بالرغمِ من عِظَمِ البَلاءِ الذي نَزَلَ بها!
ولنا فيما فعلَ أميرُنا عطاءٌ عِبْرَة حينما كانَ ناطقاً إعلامياً، إذْ قَدَّرَ اللهُ أن يخرجَ ذاتَ مرةٍ من السجنِ وكان الحزبُ قد أصدرَ نشرةً جديدة، وهذا يعني تكليفاً جديداً في الصدعِ بالحقِّ والكفاحِ في سبيلِ الدعوة، فما كان منه إلا الامتثالُ رغمَ أن عاقبةَ هذا الأمرِ هي عودتُه إلى السِّجن!!
خامساً: دوامُ الصلةِ باللهِ عزَّ وجلَّ بالدعاءِ والاستغفارِ والتزودِ بالنوافلِ ولا سيّما قيامُ اللَّيل؛ فإنَّ القلوبَ تَصْدَأُ كما يَصْدَأُ الحديد، ولا بُدَّ من ذِكرٍ يُجَلِّيها فَيُطَهِّرُها من الأدْرَان، كما أن عِبءَ حاملِ الدعوةِ ثقيلٌ وجَسيم، فلا بُدَّ له من زادٍ يعينُه على حِمْلِه ووُعورَةِ طريقِه؛ ولذلك نجدُ التربيةَ الإيمانيةَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابِه في بداياتِ طريقِ الدعوةِ فيما نزلَ من الأمرِ الإلهيِّ بمغالَبَةِ هُتافِ النَّوْمِ وجاذبيِّةِ الفِرَاش، بعدَ كَدِّ النَّهار، مع ما فيهِ من مَشَقَّةٍ وجُهْدٍ جَهيد.ولكنَّ اللهَ أرادَ أنْ يُعلِّمَنَا أنَّ قيامَ الليلِ والناسُ نِيامٌ. والاتصالَ به، وتلقي فيضِهِ ونورِه، والأنسَ بالوحدةِ معه والخلوةَ إليه، وترتيلَ القرآنِ والكونُ في سُكون… أرادَ أن يعلِّمَنا أنَّ هذا كلَّه هو الزادُ لاحتمالِ القولِ الثَّقيل والعبءِ الباهظِ والجُهْدِ المَرِيرِ الذي ينتظرُ الرسولَ وينتظرُ من يدعو بهذه الدعوةِ في كلِّ جيل. فقام صلى الله عليه وسلم، وظلَّ قائماً بعدَها أكثرَ من عشرينَ عاماً،لم يستَرِحْ ولم يَسْكُن، وظلَّ قائماً على دعوةِ الله، يحملُ على عاتِقِه ذلكَ الحِمل، حتى فاضَتْ رُوحُهُ الشريفةُ إلى بارِئِها.
أما الأمرُ السادسُ الذي يلزَمُ كلَّ مسلِمٍ كَيْ يَنْدَفِعَ لحملِ هذه الدعوةِ بحقّ فهو: أن يكونَ حَمْلُ دعوةِ الإسلامِ هو هَمُّه، هو شُغْلُهُ الشاغلُ ودَيْدَنُه، فإن قامَ فللإسلام، وإن سارَ فللإسلام، وإن فَكَّرَ فللإسلام، وإن دَفَعَ فللإسلام، وإن جَلَسَ فللإسلام. فلا يَفْتُرُ عن التفكيرِ في الإبداعِ بأساليبَ جديدةٍ يَخْدِمُ بها دعوةَ الإسلام. يقول الله تعالى:( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ). وإنه لا يَتَسَنَّى تحقيقُ ذلك إلا إذا نَظَّمَ الواحِدُ مِنّا وَقْتَهُ ورَتَّبَ سُلَّمَ أَوْلَوِيَّاتِه، فلا يُعْطِي الإسلامَ الفَضْلَةَ من وَقْتِه، بلِ الأصلُ أن يكونَ الإسلامُ مركزَ تنبُّههِ واهتمامِه، والمحورَ الذي تدورُ حولَهُ وتتكيفُ بحسبهِ سائرُ أعمالِه.
يا أبناءَ الإسلامِ العَظِيم:
إن علينا أن نذكِّرَ أنفسنَا دائماً بمن أفنى حياتَه ونَذَرَ نفسَهُ من أجلِنا، إنه نبيُّنا الكريمُ الذي ضَحَّى بكلِّ ما يملكُ ليُخْرِجَنَا من ظُلُماتِ الجَهْلِ والوَهْمِ إلى نورِ الإسلامِ والعِلْم، فتلك الطريقُ قد رَوَتْها دماءٌ كثيرةٌ حتى وصلَ الإسلامُ إلينا، فهل ندركُ ونحفظُ ما نحنُ فيه من نعمةٍ وخيرٍ عظيم؟.
لابُدَّ لنا من الثباتِ على الحقِّ والتضحيةِ بالغالي والنفيسِ في سبيلِ هذه الدعوة. ومن تَرَكَ شيئاً للهِ عَوَّضهُ اللهُ خيراً منه. وإذا أُمِرْنا بأَمْرٍ أو اضطُرِرْنا للتَّضْحِيَةِ بأنفُسِنَا أو وَقْتِنا أو مالِنا في سبيلِ استعادةِ الحكمِ بما أنزلَ الله؛ فيجبُ علينا ألا نُؤَجِّلَ أعمالَ الدعوة، بل الأصلُ أن لا نفكِّرَ: هل نقومُ بهذا العملِ أم لا، فالأمرُ لا يحتملُ التأجيلَ ولا يقبلُ التفكير؛ لأنه فرضٌ، بل هو تاجُ الفروض،وثمنُهُ غالٍ. إنَّه الفِرْدَوْس، فهل نُضَحِّي بالفِرْدَوْسِ، أم نُضَحِّي لِأَجْلِ الفِرْدَوْس؟!!
ولْنَتَذَكَّرْ وقوفَنَا بينَ يَدَي ربِّنا يومَ الحسابِ عندما يسأَلُنا: هل بَلَّغْتُم؟؟ ماذا سنقولُ له إذا سَأَلَنَا عن أهْلِ الشّام؟ ماذا سنقولُ له إذا سَأَلَنا عمّا فَعَلْنَا لِنُصْرَةِ أهلِ بورما وأفريقيا الوسطى وسائرِ المستَضْعَفينَ من المسلمين في مَشارِقِ الأرضِ ومغارِبِها؟ هل سنقولُ له: اكتَفَيْنا يا ربَّنَا بالدعاءِ، ولم يَكُنْ بينَ أيدينا سِواه؟!.
بل انظروا إلى كلامِ هذا الرجلِ الأميركيِّ ماذا قالَ بعدَ أن أسْلَم؛ لتعلَموا مدى مسؤولِيَّتِنا، وكم نحنُ مُقَصِّرُون: (لقد حدثَ أن زارَ رجلٌ مِنْ أميركا أهلَ مدينةٍ في القصيم، وكانَ قد أسلَمَ، فطلبوا منه أنْ يتكلَّمَ عنْ إسلامهِ كيف كانَ؟ فوافقَ، ولكنه اشترطَ عليهم أنْ يُتَرْجِمُوا جميعَ ما يقولُ، رضوا بذلك أم لا. فقالوا: نعم، وما المانعُ؟ نترجمُ جميعَ قَوْلِكَ. فقالَ : أبدأ ؟ قالوا: ابدأ. فبدأ فقالَ: السَّلامُ عليكم أيها الظَّالمونَ؟ فسكتَ المترجمُ!! فقالَ: لماذا لا تترجم؟؟ فقالَ المترجم: هذه أوَّلها، السَّلامُ عليكم أيها الظَّالمون ؟!! قالَ: إذن لا أُكْمِل، ترجمْ . أنا اشترطتُ وأنتم وافقتم، فصارَ حديثٌ بينه وبين المترجم، فقالَ الحضورُ: ما لكَ لا تترجمُ ؟! قالَ: قالَ كلمةً لا تنبغي. قالوا: ترجمْ، لا بأسَ نسمعُ. فقالَ: يقولُ: السَّلامُ عليكم أيها الظَّالمونَ!! قالوا: وعليكَ السَّلامُ ورحمةُ الله وبركاتُه. أكملْ. فبدأ يُكْمِلُ فقالَ: أنا قد مَنَّ الله عليَّ بأنْ أسلمتُ، وذلك فَضْلُ الله يُؤتيهِ مَنْ يشاءُ، فاللَّهمَّ لكَ الحمْدُ. و لكنْ أنا أسألُكم سؤالاً: أمِّي وأبي ماتا على الكُفْر!! ماتا على النَّصرانيَّة!! مَنِ المسؤولُ؟! أنتمُ المسؤولون. أنتم تملكونَ هذا الدِّين. نحن نملكُ هذه التكنولوجيا، صَنَعْنا السَّيارات أتيناكم بها، صَنَعْنا المكيِّفاتِ أتيناكم بها. كلَّما صَنَعْنا شيئاً أتيناكم به. أنتم تملكونَ هذا الدِّينَ العظيمَ، ولم تبلِّغوه لنا !! أنتم ظَلَمَةٌ. أمِّي و أبي ماتا على الكُفْر، مَنِ المسؤولُ؟؟ أنتم المسؤولون. أنتم قصَّرتم في دعوةِ أمِّي وأبي. وصارَ يتكلَّمُ ويبكي حتَّى أبكى كثيراً مِنَ الحاضرين).
يا أبناءَ خيرِ أمةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاس:
إنّ الصلاةَ والصيامَ والزكاةَ والحَجَّ والعمرةَ بعدَ العمرةِ لا تكفي حتى نُبَرِئَ ذِمَّتَنَا عندَ اللهِ تعالى، فنحنُ لسنا مسؤولينَ عن أنفسِنا فقط، بل إن الأمرَ يمتدُّ ليشملَ المسؤوليةَ عن العالمِ كلِّه، فكيفَ يهنَأُ بعيشٍ أو يَنْعُمُ بِنَوْمٍ مَنْ عَلِمَ أنه مسؤولٌ عن كلِّ هذا؟! كيف يَهْدَأُ له بالٌ ويَقرُّ له قَرَار؟!
ولتعلموا يا إخوتي أن لا سبيلَ لنا لتحقيقِ ذلك كلِّه إلا بدولةِ الخلافة، فهي المكلَّفةُ بحملِ دعوةِ الإسلامِ إلى العالمِ عن طريقِ الدعوة والجهاد، ولكنْ تبقى وظيفتُنا بالعملِ الجادِّ لإقامةِ هذا الفرضِ العظيم، فهل مِنْ مُشَمِّر؟.
ثم أخرى أقولُها لكم أيها المسلمون: إني أنصح لكم، والنصيحةُ هي من صُلْبِ دِينِنا، وأُذَكِّرُكُم بقولِه عليه الصلاة والسلام: «أَيُّمَا عَبْدٍ جَاءَتْهُ مَوْعِظَةٌ مِنَ اللَّهِ فِي دِينِهِ فَإِنَّهَا نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ سِيقَتْ إِلَيْهِ، فَإِنْ قَبِلَهَا بِشُكْرٍ، وَإِلا كَانَتْ حُجَّةً مِنَ اللَّهِ عَلَيْهِ لِيَزْدَادَ بِهَا إِثْمًا، وَيَزْدَادَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطًا» فلا يَكُنْ كلامِي هذا ونصيحتى حجةً عليكم يومَ القيامة، وتذكَّرُوا يومَ المماتِ فهو واللهِ آتٍ آت، فهنيئاً لمن جاءَتْهُ مَنِيَّتُهُ وهو عاملٌ لنصرةِ هذا الدينِ وإعلاءِ كلمَتِه. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ).
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وممن إذا دعاهم الله ورسوله لما يحييهم استجابوا وبادروا ولم يتخلفوا، اللهم اصنعنا على عينك واصطنعنا لنفسك، واجعلنا من أصفيائك وأحبابك وأوليائك، ومكن لنا يا ربنا في الأرض كما مكنت لنبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه، إنك ولي ذلك والقادر عليه. لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
2014-07-29