كاتب أميركا (فرنسيس فوكوياما) من أصل ياباني كان نشر مقالاً عام 89 من 30 صفحة يتحدث فيه أن العالم وصل إلى نهاية التاريخ بانتصار الديمقراطية العلمانية. وفي عام 92 وسع فكرة المقال وأخرجها في كتاب. وكان للمقال ثم للكتاب ردود فعل عالمية كبيرة. في مقدمة عن عرض للكتاب قالت «المجلة الأميركية للقضايا الخارجية»: (إن فوكوياما تحدى فلاسفة العالم بنظرته المثيرة إلى الديمقراطية الغربية بصفتها ذروة التطور الإيديولوجي للجنس البشري).
هذا الكاتب يستعير فكرة كارل ماركس عن نهاية التطور البشري. ماركس كان يقول بأن المجتمعات البشرية ترتقي، طبقاً للحتمية التاريخية، من مشاعية بدائية إلى رِقّ إلى إقطاعية إلى رأسمالية إلى اشتراكية، وكان ماركس يرى أنه في ظل الاشتراكية تحصل المساواة ويزول صراع الطبقات ولا يبقى سبب لتطور جديد، فتكون نهاية التاريخ بانتصار الاشتراكية. أما فوكوياما فيرى أن المجتمعات البشرية تسير للوصول إلى الديمقراطية العلمانية التي هي نهاية التاريخ، وقد وصلت دول عدة، مثل أميركا وكثير من دول أوروبا الغربية، إلى هذه النهاية.
وقد رأى الكاتب أن هناك مجتمعات لم تصل بعد إلى قمة التطور هذه مثل الصين والعالم الإسلامي. وقام من يردّ عليه أو يؤيده. وحصل شبه إجماع عند هؤلاء أن التحدي الجديد للديمقراطية هو الإسلام.
المقال التالي هو جزء من مقال للكاتب «جوزيف سماحة» نشرته جريدة «الحياة» في 03/03/92:
فوكوياما وخطر الأصولية
يؤكد فوكوياما أن «التاريخ انتهى» لأن الديمقراطية الغربية سجلت انتصارها الحاسم، أو باتت في موقع يستحيل معه على أي نظام فكري آخر أن يتحداها. ولكن الأمانة تقضي القول بأنه توقف عند بعض التحديات الممكنة (استمرار النظام الشيوعي في الصين) ليفندها ويستخدمها في تدعيم رأيه. توقف أيضاً عند النزعات القومية والأصولية الإسلامية ليؤكد في أن «خطرها» على النموذج المنتصر وليوضح ما يعتبره «حدود هذا الخطر». ماذا يقول فوكوياما حول هذين «الخطرين»، وفي شكل خاص، حول الأصولية الإسلامية؟
يعتبر أنه «لم يبق أي خصم إيديولوجي جدي للديمقراطية الليبرالية، رفضتها الشعوب في السابق معتبرة أنها دون الملكية والارستقراطية والثيوقراطية والفاشية والشيوعية والتوتاليتارية والإيديولوجيات الأخرى التي ظهرت على هذه الأرض. يبدو اليوم، وخارج العالم الإسلامي، أن إجماعاً ينشأ في اتجاه قبول ادعاء الديمقراطية الليبرالية بأنها الشكل الأكثر عقلانية للحكم..» يبدأ إذاً، باستثناء العالم الإسلامي. يكمل، في مجال آخر، «أن الإسلام انفرد، في المجتمع المعاصر، بتقديم نموذج عن دولة ثيوقراطية كبديل عن كل من الليبرالية والشيوعية». ولكن الثانية انهارت، لذلك يرد فوكوياما على السؤال: «هل يمثل الإسلام الراديكالي الخطر الرئيسي على الديمقراطية؟». يرد فيقول: «ماذا يعني الخطر الرئيسي؟ يمكن للبلدان الإسلامية أن تشكل خطراً على الغربيين وإمداداتهم بالبترول. هذه حال العراق. يمكنها أيضاً القيام بأعمال إرهابية، مثل ليبيا أو إيران. يمكن هذه البلدان، أيضاً، أن تمتلك القنبلة. تطرح الهجرة من البلدان الإسلامية مشاكل اجتماعية خطيرة في فرنسا وبلدان أوروبية أخرى. ولكن الإسلام، خارج محيطه الثقافي، لا يمكنه، من دون إيرادات النفط، تشكيل أساس يتطور عليه نظام اقتصادي عصري. التهديد الإسلامي للحضارة ولقيم الغرب أقل من ذلك الذي مثلته الشيوعية». يعود فيوضح «أن الأصولية الإسلامية قوة نافذة جداً في العالم الإسلامي ولكنها لا تنتشر خارجة. عندما نرى فتيات ألمانيا بالتشادور وشبانها يصلون متوجين نحو الكعبة، نشعر بخطر فعلي على نمط حياتنا».
الإسلام، في رأي فوكوياما، خطر كبير، لكنه خطر محدود لأنه غير قابل للتصدير إلى خارج «حوضه».
النقاش الفرنسي
يلفت النظر أن هذه القضية كانت حاضرة في النقاش المندلع في فرنسا حول «نهاية التاريخ» أكثر، بما لا يقاس، من حضورها في مثيله في الولايات المتحدة الأميركية. سنعود إلى ذلك بعد استعراض سريع للانقسامات الفرنسية حول أطروحات فوكوياما العامة. ومثل العادة، حاول الفرنسيون في نقاشهم مع فوكوياما تأكيد «فرادتهم». توافقوا على أن الجانب الفكري الكتاب «ضعيف» أو «قليل التعقيد» قبل أن ينصرفوا إلى اختلاف حوله لا يكرر انقساماتهم الإيديولوجية التقليدية.
التقى في الدفاع عن الكتاب «قطبان» أولهما يميني وثانيهما يساري. جورج سوفير قال في «لوفيغارو» أن «فوكوياما على حق عندما يبرهن أن لا منافس جدياً كدنيا للديمقراطية الليبرالية» فثنّى على ذلك اليساري المعروف جان دانيا في «لونوفيل أوبسرفاتور»: «لقد انتهى التاريخ حقاً لأننا بتنا نعرف مآله». أضاف أن فوكوياما لا يمكن أن يكون مخطئاً لأنه لا يفعل، سياسياً، سوى «تكرار البديهيات».
على الجبهة الأخرى تعرض فوكوياما لنقد عنيف شارك فيه، هنا أيضاً، كتاب يتراوحون بين الجذرية والمحافظة. قال بعضهم أن هذه ليست المرة الأولى التي يتوقع فيها مفكر «نهاية التاريخ» ورفض البعض الآخر مجرد الفكرة. باسكال بركنز وبرنار هنري ليفي اتهما الكاتب بأنه يستعيد آلية تفكيره من «الشيوعية المهزومة»، وبأنه قد يكون «الماركسي الأخير». تذكر الأول ماضيه اليساري ليقذف في وجه فوكوياما أنه يوجه رسالة إلى فقراء العالم مؤداها «ابقوا خارجاً» وأنه أعدم «جانب الارتجال اليومي في صناعة التاريخ» . أما الثاني فأعرب عن التخوف من صعود اليمين المتطرف، مشيراً إلى أن التاريخ ربما كان يبدأ من جديد وأنه «يخبئ لنا مفاجآت تقوم بها قوى غربية جداً تجري صناعتها حالياً». تحدث بيار شوند عن قدم هذه الفكرة المعبرة عن الشعور بالحاجة «إلى عام ما ورائي هادئ»، في حين أشار الفيلسوف اندريه كونت سبونفيل إلى «أن التاريخ ينتهي مع نهاية الإنسانية»، أما لوك فيرى فلم يوافق على الادعاء بأن الديمقراطية هزمت أعداءها ولا على تبشير من يعيشون المأساة، مهتمين بتاريخهم العياني، بأن لا مجال بعد اليوم لأي إصلاح جذري. شارك لويس باولس، المعلق اليميني (جداً) المعروف في النقد قائلاً أن فكرة فوكوياما تناقض جوهر «الديمقراطية الليبرالية التي هي إبداع عفوي مستمر للمجتمعات الإنسانية لا يمكنها أن تعد بالراحة النهائية ولو مصحوبة بالضجر». شارك جان بيار شوفنمان وزير الدفاع الفرنسي السابق في السجال من موقعه اليساري ليؤكد رأيه في فشل الثورة الشيوعية وإيمانه بأن «قوة الدفع نحو العدالة والديمقراطية موجودة، وستقود شعوباً أخرى إلى مسرح التاريخ»… هذا التاريخ الذي يساوي الكلام عن نهايته «الحلم القديم للأثرياء والمسيطرين». قدمت جريدة «ليبراسيون» عرضاً للكتاب ختمته بالقول: «إذا أردنا أن نكون خبثاء فإننا نلاحظ أن فوكوياما هو هيغل ناقص الديالكتيك وزائد ملاحظات وزارة الخارجية الأميركية». وتميز الناقد الأدبي لجريدة «لوموند» بيرتران ديلبيش بشن الهجوم الأكثر عنفاً على فوكوياما وكتابه أنه «تنجيم» و«نشيد انتصار النموذج الأميركي»، خال من أي تواضع ومن أي حسبان للحدود والخطأ». الكتاب في رأي ديلبيش دعوة للفقراء لكي «يعودوا إلى بيوتهم» ودعوة للغرب كي يرقص على «جثة ادعاءات العدو المتخفي». يرمي التأكيد على «نهاية التاريخ» إلى «تنفيذ مناورة تخويف تستعمر بشكل بشع أفكارنا ومخيلاتنا». إنها «عملية تشريط» تستهدف، كما يقول، ينقل ديلبيش عن الدوس هالسكي «جعل الناس يحبون المآل الأخير الذي لن يستطيعوا تجنبه».
تنوعت الردود ولكنها التقت، في معظمها، عند قاسم مشترك ألقى عنده الذين أشرنا إليهم وغيرهم (ماكس غالوا اليساري، المؤرخ الشهير ايمانويل لاروا لادوري، الخ …) أي أن يساريين ويمينيين توافقوا على القول أن أطروحات فوكوياما حول «نهاية التاريخ» شديدة التفاؤل لأنها تتحدث عن انتصار النموذج الليبرالي الديمقراطي في وقت يشهد العالم صعود الأصولية الإسلامية التي تهدده (فضلاً عن النزعات القومية المتطرفة).
الإسلام هو الخطر
أثير موضوع الأصولية الإسلامية في النقاش الفرنسي مع فوكوياما بطريقة لا علاقة لها بالموضوع نفسه في الولايات المتحدة. وتأكد في هذا المجال أمران: الأول وجود حساسيات متباينة لدى الفرنسيين والانكلو – ساكسون حيال «الأصولية» (حذر الأوائل وقلقهم، براغماتية الآخرين التي لا تلغي القلق). والثاني ذهاب بعض الفرنسيين إلى حد اعتبار المشكلة في الإسلام نفسه في الأصولية المنتسبة إليه.
كتابان يعبران عن هذا الاتجاه:
«عن الإسلام عامة والعالم المعاصر خاصة» هو عنوان كتاب جان كلود بارو (أحد المسؤولين السابقين في دائرة الهجرة). الفكرة العامة للكتاب هي أن لا إمكانية للتعايش بين العالم المعاصر الذي أصبح ديمقراطياً وليبرالياً وبين الإسلام في شكله الحالي. ويعلن الكاتب عن ميوله منذ الصفحة الأولى بإبداء الدهشة من إقدام مثقفين «على الموضة» على الحديث عن «نهاية التاريخ» في وقت تنبعث أيديولوجيا عمرها ثلاثة عشر قرناً لتشكل، بقوتها وانغلاقها، تهديداً مباشراً لهذا التاريخ.
عنوان الكتاب الثاني «الانتعاش الديمقراطي» لجان فرنسوا روفيل. الكتاب الثاني هو الأهم لأسباب عديد منها أن الكاتب هو أحد بطاركة اليمين الثقافي الفرنسي، و«عراب الفلاسفة الجدد» الذين سبق لهم أن انحازوا، بضوضاء كبيرة، إلى الصف الليبرالي، لا بد من وقفة أمام ما يقول روفيل.
ينتقد الكاتب أطروحات فوكويوما من موقع فائق الليبرالية لكنه ينتقل ليستعرض على امتداد خمسمائة صفحة حجم الانتصارات التي يحققها النموذج الغربي في أوروبا والعالم. الديمقراطية تتقدم في كل مكان من أميركا اللاتينية إلى آسيا إلى أفريقيا إلى أوروبا الوسطى والشرقية… ولكنها تقف عند «أسوار العالمين العربي والإسلامي». لماذا؟ «هل الثقافة الإسلامية عاجزة عن التكيف مع الديمقراطية؟ أم أنها الثقافة العربية» يأتي الجواب سريعاً: الاثنتان معاً.
يتضح من الصفحات الكثيرة التي يخصصها الكاتب لهذا الموضوع أن «قضية سلمان رشدي» تعود لتخيم على بحث العلاقة بين الإسلام والديمقراطية فهذه القضية «تكشف عجز الإسلام عن الاندراج في الحضارة الديمقراطية»، وتؤكد «أن الإسلام ليس جزءاً من العالم الحديث». يحذر الكاتب الغرب من أن يكرر مع العالم الإسلامي الأخطاء التي ارتكبها مع الشيوعية (التردد، اللين، المسايرة، الخ …) لأن «الإسلام لا يستطيع تقديم فهم للعالم المعاصر» ولأنه، وهذا أهم، يهدده من الداخل. ففي السابق «كانت أوروبا تعتبر الإمبراطورية العثمانية خطراً. لكنه خطر كان يقف عند أبوابنا ولا ينتشر في مجتمعاتنا ولا ينغرس في قلب مدننا وفي داخل دولنا… أما حالياً فإن الهجرة الكثيفة وسهولة الحصول على الجنسية تسلحان التصلب الإسلام وتوفران له قلاعاً متكاثرة بيننا».
يرفض وروفيل أي كلام عن «تسامح الإسلام» ويرد على أصحاب هذا الرأي بكلام قاطع «لا يمكن أن نصف بالتسامح ديان يتساوى فيها الاختلاف مع الإعدام» ثم يستطرد (وقضية رشدي في ذهنه تختصر كل تعقيدات العالم الإسلامي) محاولاً بث الخوف حوله: «أن الإسلام هو مصدر تسعة أعشار الإرهاب العالمي الرسمي. هل يتوجب علينا أن نحرس مكاتبنا ومسارحنا ومتاحفنا من هذا التعصب الذي يريد فرض الرقابة على ثقافتنا مع مفعول رجعي». يبحث الكاتب، عبثاً، عن مسلمين معتدلين فلا يجد إلا الطاهر بن جلون وسمير الخليل وفؤاد زكريا. ولكنه لا يعود إلى كتبهم المنشورة بالفرنسية بل إلى مقالات لهم أو مقابلات معهم ينتهي منها إلى أنهم عديمو التأثير على مواطنيهم الذين يعتبرون «الدعوة إلى القتل فكرة ثابتة لا يعرفون التلفظ بغيرها».
وفي عودة إلى ما يبدو أنه سجال مع أطروحة فوكوياما حول «نهاية التاريخ» إلى ما يقوله عن الأصولية الإسلامية التي لا تهدد النموذج الديمقراطي الليبرالي ببديل «واقعي»، ويؤكد روفيل على أمرين: «الأول أن الإسلامي ديانة، أو حقيقة سياسية – دينية، توتاليتارية في العمق حتى الآن». الثاني: «أن الأنظمة الفكرية التي تتضمن، في مبدئها الأصلي نفسه، مشروع الفتح العالمي، هي النازية والشيوعية والإسلام». الخطر ماثل إذا لم ينته التاريخ لأن انتصار الديمقراطية الليبرالية ليس نهائياً، صحيح أنها هزمت النازية ثم الشيوعية ولكن الإسلام موجود لتهديدها، لذلك «لا يمكن المساومة مع مشروع هدفه تدميرنا»!
يتحدث روفيل عن المسلم العادي بصفته Homo Islamicus مستعبداً ما كان يقال عن «السوفياتي العادي»: أنه شخص لا يحول ولا يزول. يحمل مشروع التهديد في ذاته ويعجز عن الخلاص منه. الاستثناء (مثل تركيا) يؤكد القاعدة.
يندرج هذا التصور في سياق النيو – ليبرالية وطريقتها في التعاطي مع قضايا العالم الثالث والتنمية والتخلف والتبادل غير المتكافئ. كل طرح لهذه القضايا هو «كره للأجنبي»، وكل احتجاج بأن شروط إنتاج وعي آخر غير متوافرة ولكنها ليست التخلف، في رأي روفيل «إنسانية ونفسية قبل كل شيء» والديمقراطية هي شرط التنمية وليس العكس. يقود ذلك إلى الاستنتاج بأنه لا يمكن للعالم الإسلامي الخروج مما هو عليه لأن ما هو عليه ناجم، بالضبط، من… إسلاميته.
وظيفة القنبلة
ثمة تفاوت مؤكد في رفع «الخطر الإسلامي» دليلاً على أن التاريخ لم ينته. لكن هذا التفاوت الثقافي (بين الأميركيين والفرنسيين مثلاً) لا يخفي أن التباين يتضاءل عند الانتقال إلى المستوى السياسي – الاستراتيجي.
لقد أدى انهيار الشيوعية إلى انتفاء (أو تراجع) القدرة (أو الرغبة) في الاستفادة من «التناقض» بينها وبين الإسلام: «لا دور ملموساً له في ما يسمى النظام العالمي الجديد». متى أضفنا إلى ذلك تحولات تشهدها الحركات الإسلامية نفسها (ليس هنا مجال التوسع فيها) أصبحنا أمام معطى جديد. من بنود هذا الجديد عملية البحث المضني عن عدو جديد. هذا موضوع يشغل بال الدوائر المعنية بالدفاع والسياسة الخارجية والمخابرات والتخطيط للتصنيع الحربي ورسم التحالفات و… تعميم «الثقافة». عندما يغير حلف شمال الأطلسي عقيدته الدفاعية فإنه يعين الجنوب كمصدر للخطر. وعندما يعلن الرئيس الروسي بوريس يلتسن أن صورايخه لم تعد موجهة إلى المدن الأميركية فإنه يعين لها وجهة أخرى. وعندما «يتحرر» مسلمو آسيا الوسطى، تصبح المهمة الملحة دفعهم نحو خيارات معينة. ويصعد إلى السطح موضوعان كانت مطروحين في السابق لكنهما يأخذان، حالياً، بعداً آخر: الإرهاب والقنبلة النووية الإسلامية. يتحول الإرهاب المدان إلى ذريعة لمواجهة تقصد ما هو أبعد منه بكثير، أما القنبلة الإسلامية فتصبح حديث الساعة حين لا يطردها الحديث عن «أسلحة الدمار الشامل».
لهذه «القنبلة» وظيفة محددة في سياق النقاش الذي تطرحه «نهاية التاريخ» و«انتصار النموذج الديمقراطي الليبرالي». إنها السلاح الناقص من أجل أن يصبح «الإسلام» ليس خطرً محدوداً كما يقول فوكوياما بل مشروعاً توسعياً يقلق «العالم المتحضر» بأكمله.