رياض الجنة: تحمل بلال بن رباح المؤذن رضي الله عنه الشدائد
2003/03/20م
المقالات
1,595 زيارة
رياض الجنة:
تحمل بلال بن رباح المؤذن رضي الله عنه الشدائد
أخرج الزبير بن بكار عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال: (كان بلال لجارية من بني جمح وكانوا يعذبونه برمضاء مكة يلصقون ظهره بالرمضاء لكي يشرك فيقول: أحد أحد، فيمر به ورقة وهو على تلك الحال فيقول أحد أحد يا بلال…) وهذا مرسل جيد كما في الإصابة.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كان ورقة بن نوفل يمر ببلال وهو يعذب، وهو يقول: أحد أحد، فيقول: أحد أحد، الله يا بلال… حتى مر به أبو بكر الصديق يوماً وهم يصنعون ذلك فقال لأمية ألا تتقي الله في هذا المسكين؟ حتى متى؟ قال أنت أفسدته فأنقذه مما ترى. فقال أبو بكر: أفعل، عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى على دينك أعطيك به. قال قد قبلت، قال هو لك. فأعطاه أبو بكر غلامه ذلك، وأخذ بلالاً فأعتقه، ثم أعتق معه على الإسلام – قبل أن يهاجر من مكة – ست رقاب بلال سابعهم.
وذكر أبو نعيم في الحلية عن ابن إسحاق: كان أمية يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد، وتعبد اللات والعزى. وهو يقول – في ذلك البلاء – أحد أحد. قال عمار بن ياسر وهو يذكر بلالاً وأصحابه وما كانوا فيه من البلاء، وإعتاق أبي بكر إياه، وكان اسم أبي بكر عتيقاً رضي الله عنه، أبياتاً من الشعر منها:
جَزَى اللّهُ خَيْراً عَنْ بِلاَلٍ وَصَحْبِهِ
عَشِيَّةَ هَمَّا في بِلاَلٍ بِسَوْءَةٍ
بِتَوْحِيدِهِ رَبَّ الأَنَامِ وَقَوْلِهِ
|
|
عَتِيقاً وَأَخْزَى فَاكِهاً وَأَبَا جَهْلِ
وَلَمْ يَحْذَرَا مَا يَحْذَرُ المَرْءُ ذُو عَقْلِ
شَهِدْتُ بِأَنَّ اللّهَ رَبِّي عَلَى مَهْلِ
|
2003-03-20