مسلمٌ من تركيا يصدح بالحق: لا تنقادوا لأميركا فرعون هذا العصر وانقادوا للّهِ ربِّ العالمين
2003/02/20م
المقالات
1,700 زيارة
مسلمٌ من تركيا يصدح بالحق:
لا تنقادوا لأميركا فرعون هذا العصر وانقادوا للّهِ ربِّ العالمين
إنَّ أميركا، رأس الكفر، تعيد سيرة فرعون الطاغية، فهي تَعُدُّ العالم مزرعةً لها، وسكانه بزعمها أحد اثنين: إما معها خاضعين لها وإما هدفاً لعدوانها الوحشي. تماماً كما ذكر لنا القرآن الكريم من أن فرعون كان يرى مصر، أرضها وأنهارها وبحارها ملكاً له يتصرف فيها كيف يشاء (قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون) [الزخرف].
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
إلا أن بعض أتباع فرعون الماضي كانوا يقفون في وجهه، ويتركون باطله، إذا تبين لهم الحق. فقد جاء فرعون بالسحرة ليعينوه على موسى عليه السلام، وكان السحرة لما جاء بهم فرعون شديدي الولاء له، فلما تبين لهم باطل فرعون، وأن الحق مع موسى عليه السلام، آمنوا واتبعوا الحق وتركوا باطل فرعون ولم يخشوا بطشه وجبروته. لكنَّ الحكام في بلاد المسلمين، يهرولون وراء أميركا، خاضعين لها، جاعلين البلاد مستباحةً لقواعدها وقاذفاتها لتنطلق منها للعدوان على العراق كما اعتدت على أفغانستان، في الوقت الذي يدركون فيه باطل أميركا وكذبها في زعمها أنَّها تتهدد العراق وتتوعده لأنه يخالف القرارات الدولية أو من أجل العدالة والحرية! هم يدركون أن ذلك كذب وافتراء، وأن حقيقة الأمر أن أميركا تقوم بحرب صليبية، كما أعلن بوش، لتحقيق الهيمنة والسيطرة على بلاد المسلمين ونهب ثرواته ونفطه وتثبيت بقاء دولة يهود دولةً أقوى في المنطقة. هذه هي حقيقة الأمر، ولكنهم يستمرون على ولائهم وانحنائهم لأميركا، فرعون العصر وطاغوته، ولحلفائها بريطانيا وغيرها من دول الغرب الكافر.
إن أتباع وأعوان فرعون هذا الزمان (أميركا) أمثال حكام تركيا يدعمونه دعماً تاماً ولا يتبعون الحق وهو واضح وضوح الشمس، وهم يرجحون موقف الذل على موقف العز الذي وقفه السحرة وهذا الذل وصل بهم إلى درجة أن يطلبوا 25 مليار دولار لأجل سفك دماء المسلمين في العراق. إن هذا الواقع الذليل الذي وقعت فيه دولة تركيا بعد أن تبنت العلمانية وأبعدت الإسلام عن واقع الحياة قد جعلها في مصاف الدويلات الكرتونية الناتجة عن تمزيق الدولة العثمانية بعد أن هدم الكفار الإنجليز الخلافة بألاعيبهم ودسائسهم المختلفة. إن دولة الخلافة العثمانية التي حكمت القارات الثلاث قد جعلها الإسلام حاميةً للعدل وللمظلومين، ومحل خشية الظالمين وموئل العز والشرف والقوة. فكانت دولة الخلافة العثمانية الملجأ الوحيد للمظلومين، وكتاب السلطان سليمان القانوني الذي كتبه لما أسرت ألمانيا ملك فرنسا شاهد على ذلك حيث ورد فيه: (ستسمع صوت حوافر خيلي في قصرك إذا لم تطلق سراح ملك فرنسا عند استلام رسالتي هذه) فلم تجد فرنسا من تستجير به ليفك أسر ملكها إلا سلطان المسلمين في الدولة العثمانية. وهكذا كان، فخشيت ألمانيا قوة الدولة الإسلامية، وفكت أسر ملك فرنسا. هكذا كان المسلمون، وهكذا كان شعب تركيا المسلم عندما كان الإسلام مطبقاً في الدولة والمجتمع. كانت أوروبا تحسب حساباً للإسلام ودولته وأمته، أما اليوم فها هي جمهورية تركيا العلمانية، بعد أن خلعت ثوب الإسلام، نراها ترتمي أمام ابواب أوروبا ليسمحوا لها بالدخول فيركلوها بالأقدام ذليلة حقيرة، بل وصل بها الحال أن تتربص لسفك دم إخواننا المسلمين كالقاتل المأجور، جاعلةً كلام الله وراء ظهرها: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً) [النساء].
وبعد فإني أتوجه بهذه الكلمات لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد لعلي أجد من يستجيب:
يا أيها الحكام،
اتقوا الله؛ ولا تكونوا عباداً لأميركا بل كونوا عباداً لله وحده ولا تعينوها على قتل المسلمين لتحقيق مصالحها. ولا تكونوا عوناً لها، ولا تأذنوا لها باستخدام قواعدكم الجوية. وابذلوا جهودكم لمصلحة الأمة الحقيقية بدلاً من دخول الاتحاد الأوروبي. ولا تعملوا لأجل الاتحاد الأوروبي بل اعملوا لأجل الخلافة التي هي وحدة الأمة الإسلامية.
يا أيها الضباط والجنرالات،
كونوا حماةً للإسلام مصدر العزة والشرف؛ لا حماةً لأميركا الكافرة مصدر الفتنة والفساد والظلم في الأرض. كونوا جنداً لله لا أعواناً للطواغيت.
يا أيها العلماء والأئمة،
اتقوا الله؛ واستخدموا علمكم فيما هو خير للشعب المسلم ولا تكتموا الحق وتخلطوا الحق بالباطل حتى لا تنالوا لعنة الله ورسوله والمؤمنين، ولا تقفوا متفرجين على قتل إخوانكم المسلمين.
يا زعماء الجماعات الإسلامية وشيوخ الطرق الصوفية،
اتقوا الله؛ وكونوا أئمة للناس في التقوى لا في العصيان. قوموا بدور الأئمة ورسخوا في الناس الشجاعة لا الخوف والجبن. اتركوا العناد! واعملوا لأجل الخلافة التي ستنقذ الناس من موقف الذل هذا.
يا رجال الصحافة والإعلام،
اتقوا الله؛ واكتبوا وانشروا الحق لا الباطل والكفر والفساد من الأفكار الغربية، انشروا وجه الاستعمار الأميركي البشع الحقيقي ومذابحه.
يا أيها الأغنياء،
اتقوا الله؛ واعلموا أنكم لن تخلدوا في هذه الدنيا، حافظوا على دينكم بقدر محافظتكم على أموالكم، ولا تكونوا حملةً لأموال لا تنفق في سبيل الله. واعملوا بأنفسكم وأموالكم لإعادة الحكم بالإسلام إلى الحياة واحذروا (يوم لا ينفع مال ولا بنون) [الشعراء].
يا شعب تركيا المسلم،
اتقوا الله، واعلموا صديقكم من عدوكم، فعدوكم هو نظام الجمهورية التركية العلماني. فهو لا يقيم لكم أي وزن وهو قد وضعكم في ضائقة اقتصادية منذ سنوات، وهو من أعطى أموال الضرائب التي جمعها منكم لبعض الأغنياء تحت اسم قروض تشجيعية وفوائد. وهو الذي يخجل من دينكم ولغتكم ولباسكم، والآن ها هو يفتح أبواب البلاد كافةً على مصراعيها أمام أميركا الكافرة التي أعدت العدة لقتل إخواننا مسلمي العراق الذين عشنا معهم الأفراح والأتراح سويةً على مدى قرون طوال. أوليست هي جمهورية تركيا العلمانية التي تمنع بناتكم من لباس التقوى وتريدهن سافرات؟ ومن يغلق عينيه ويصم أذنيه أمام هذا الذل فينطبق عليه قول الرسول r: «إنه ستكونُ بَعدي أمراءُ، مَنْ صدَّقَهم بكذِبِهم وأَعانَهم على ظُلمِهم فليس مِنِّي ولستُ منه، وليس بِواردٍ عَلَيَّ الحَوْضَ، ومَنْ لَمْ يصدِّقْهم بكذِبِهم ولَمْ يُعِنْهم على ظُلمِهم فهو مِنِّي وأنا منه، وهو واردٌ عَلَيَّ الحَوْضَ».
يا شعب تركيا المسلم يا أحفاد من قادوا جيوش المسلمين وقادوا الأمة جمعاء تحت ظل خلافة المسلمين. إن الأمة اليوم تنتظر منكم أن تعودوا إلى سابق عهدكم، إن جيوش الأمة الحقيقيين هم الذين ينصرون الإسلام العظيم، ويعيدون سيرة القادة المسلمين الفاتحين، وليس هم حرّاس الجمهورية التركية وغيرها من الدول الكرتونية في العالم الإسلامي الذين ليس لهم عمل سوى تعقب المسلمين والزج بهم في الزنازين وحماية العروش، والاستعراض في المناسبات. إنه لن ينتهي هذا الظلم والذل إن لم تقوموا أنتم بإيقافه.
يا إخواننا المسلمين،
يا أيها السياسيون، يا أيها التجار، يا أيها الجيوش، يا أهل القرى والمدن والبوادي، ألم يحن الوقت للخلاص من هذا الذل؟ ألم يحن الوقت لتتحد هذه الأمة تحت لواء الخلافة لتتخلص من سيطرة واستعمار القوى الكافرة الأميركية والإنجليزية وغيرها!!
ألم يحن الوقت لتصغي آذانكم لربكم ولإخوانكم المظلومين في العراق وأفغانستان وفلسطين والشيشان وإندونيسيا؟
(وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً) [النساء] .
حمزة أصلان – تركيا
2003-02-20