تشكيل التيارات السياسية في دولة يهود بناءً على تفاهمات كامب ديفيد
2001/01/11م
المقالات
1,702 زيارة
إن ما يسمى بـ «تفاهمات كامب ديفيد» وهو الاتفاق الذي أبرمته أميركا بين باراك وعرفات في كامب ديفيد الثاني، إن هذه التفاهمات أو هذا الاتفاق قد ميَّز التيارات السياسية الرئيسية في دولة يهود عن بعضها البعض بشكل تام وحصرها في ثلاث وهي:
1ـ تيار باراك وهو التيار الذي تبنى الاتفاق، ويكافح من أجل تطبيقه، ومن أبرز إنجازاته حتى الآن تطويع جانب من الرأي العام عند اليهود وذلك بحمله على القبول أو السكوت عن فكرة تقسيم القدس وفكرة الفصل التام والشامل بين اليهود والفلسطينيين تمهيداً لإقامة الدولة الفلسطينية العازلة بشروط يهود.
2ـ تيار اليمين وهو الذي يقوده حزب الليكود الذي يرفض الاتفاق بشكل صريح انطلاقاً من دوافع مبدئية يهودية، وكان تعبيره عن هذا الرفض بصلابة وذلك عندما رفض شارون زعيم الليكود الدخول في حكومة طوارئ وطنية مع باراك واشترط إسقاط تفاهمات كامب ديفيد لتشكيل الحكومة.
3ـ تيار بيرس وهو ذلك التيار الذي يرفض اتفاق كامب ديفيد بأسلوب ملتو، ويرفض فكرة الفصل بين اليهود والفلسطينيين ويدعو إلى الاستمرار في نهج أوسلو وإلى إقامة تكتل إقليمي مع الأردن والفلسطينيين تزال فيه الحواجز ليسهل مد النفوذ اليهودي إلى منطقة الشرق الأوسط.
وهذه القوى الرئيسية الثلاث هي التي تشكل الوسط السياسي في دولة يهود، وتكاد تكون هذه القوى متكافئة في الثقل والنفوذ.
فحزب العمل الحاكم منقسم على نفسه بين باراك وبيرس وأبرز رجال باراك في الحزب هم وزير الخارجية شلومو بن عامي ونائب رئيس الوزراء بنيامين بن العازر ونائب وزير الدفاع فرايم سنيه وكبار جنرالات الجيش ويقف إلى جانبه حركة ميرتس اليسارية بزعامة يوسي سريد.
وأما تيار بيرس فيضم وزير العدل يوسي بيلين والوزير حاييم رامون الذي كان قد أعلن أنه سينافس باراك على زعامة الحزب ورئيس الكنيست ابراهام بورغ ويمكن أن تنجذب حركة شاس الدينية لهذا التيار فيما لو سيطر على الحكومة.
وأما الليكود فقد استطاع جذب حركة شاس إليه الآن على أساس رفض تفاهمات كامب ديفيد بالإضافة إلى باقي الحركات اليمينية في كيان يهود كالمفدال ودولة يهود بعلياه وغيرها التي توحدها فكرة رفض اتفاق كامب ديفيد .
أبو المعتصم
2001-01-11