عزمات صدق ليوم الخـلافة العظيم
2000/09/10م
المقالات
2,302 زيارة
نص الكلمة التي ألقاها الدكتور محمد عفيف شديد بمناسبة ذكرى يوم هدم الخلافة الإسلامية والذي نظمته كتلة الوعي الإسلامي في جامعة النجاح الوطنية في نابلس:
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون)، وقوله تعالى: (قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب)، وقوله تعالى: (قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد) صدق الله العظيم.
يا أحباب محمد صلى الله عليه وسلم … يا جمع الذين يمسكون بالكتاب… يا رهط الأبرار: تعالوا إلى ساعة من المكاشفة والمحاسبة وتقييم الذات… تعالوا إلى وقفة صدق في مقام الحق… تعالوا إلى لحظة استشراف علوية نسمو فوق ارتكاسات الحمأ والطين… تعالوا نقف بين يدي ربنا: فما لنا وما علينا… ما قدمنا وما أخرنا… تعالوا فإن لهذه الوقفة ما بعدها، فاليوم مضمار وغداً السباق.
يا قوم… ما للعبث خلقنا… وأمتنا ابتعثت لتظل مشغولة بجدية الحياة وارتياد المعالي وقيادة الركب واكتساب الفضائل… ليخل امرؤ بنفسه، وليطوف في آفاق ذكرياته: هل مر بأحدكم يوم ذاق فيه طعم العزة؟… هل دنت فكانت قاب قوسين أو أدنى؟ يا ليت شعري هل هجرتنا أو نحن تخلينا عنها… ألا ترون معي أن العذاب يصب علينا صباً… أما ترون معي أن الفتن تحيط بنا يرقق بعضها بعضاً… ألا ترون معي أن يومنا أشد علينا من أمسنا الغابر… أما ترون معي أننا نفقد عزيزاً غائباً عنا منذ نيف وسبعين عاماً لا طعم لحياتنا ولا لوجودنا بدونه… ألا ترون معي أننا أشد الناس حاجة لمن يلم لنا شعثنا ويحفظ لنا شاهدنا وغائبنا… ألا ترون معي أن الشكوى والتشكي لا يردان حقاً ولا يرفعان ضيماً ولا ينكآن عدواً… ألا ترون معي أننا بحاجة إلى عزم وإرادة ومثابرة لتغيير هذا الحال… يا أولي الألباب وأولي النهى والحجى أفبعد هذه الأحوال من مزيد؟! أفبعد هذه الأدلة من دليل… أولم يأتكم نبأ أجدادكم العظام، كيف كانوا يفصلون للدنيا أثوابها وكيف كانوا يُنَظِّرون للوجود مصيره… وكيف كانوا يفتتحون الأرض بأيها يبدأون… كل ذلك وهم يحملون ألوية الحق والعدل… شاور عمر بن الخطاب الهرمزان في أيهما يبدأ أولاً. بأذربيجان أم بفارس وأصبهان، فقال له الحكيم: “إن فارس وأذربيجان الجناحان وأن أصبهان هي الرأس، فإن قطعت أحد الجناحين قام الآخر وإن قطعت الرأس وقع الجناحان، فابدأ بالرأس يا أمير المؤمنين…” فانتدب عمر أمير المؤمنين خير القادة لهذه المهمة… النعمان بن مقرن وكان دعاؤه في المعركة: “اللهم إني أسألك أن تقر عيني اليوم بفتح يكون فيه عز الإسلام وذل للكفار ثم اقبضني بعد ذلك إليك على الشهادة… أمِّنوا على دعائي يرحمكم الله… فأَمَّنوا، وبكى المسلمون”، وكان النصر العزيز المؤزر واستشهد النعمان… أفلا تشتاقون لأولئك الصناديد… أولا تهفو قلوبكم لتلك الأيام الوضيئة المضيئة؟
أيها الأحبة… كنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها غالبين… وعندما ذهب سندنا، ذهبت أرضنا وضاع جاهنا يوم أن أعلن نعي خلافة المسلمين… يوم أن سكت المسلمون على ذلك ولم يبذلوا المهج والأرواح في سبيل إعادتها للحياة… يوم أن فقدت أرض المسلمين حارسها وحاميها وسيدها… يوم أن بكت أرض الإسلام على الأعزة وعلى العزة التي كانت ترفل بها… يوم أن اسود أديم الأرض حزناً… يوم أن داست سنابك الأعداء وجه ثرى أرضها الطهور… يوم أن زفرت الأرض حسراتها: آه على أيام الفتح… آه على أيام الجهاد.
لقد ضاعت أرضنا… لقد ضاعت أرضنا يوم أن غرز العدو أسنة راياته في إهاب أديمنا… يوم أن جاس العدو خلال هذه الديار… لم تعد تعرف هذه الأمة شكل السماء ولا الضياء ولا القمر… يومها انكفأت الأرض حزينة تداعب ذراتها أجساد شهداء الله في أحشائها تهمس إليهم وتناجيهم وتستنهض رجولتهم… أن استيقظوا فقد قدم الغرباء… هبوا فقد استأسد الجبناء… انتفضوا فقد بغى الأشقياء… أغيثوني فقد نكص على أعقابهم الأبناء… أنجدوني فقد غشيني الألداء… ولا طاقة لي بالبعداء… ادفعوا عني يا أهلي ويا عزوتي فقد قلاني خلاني والأقرباء… أعيدوا لي نضرتي وبهجتي فبغير ولي أمري مالي من هناء… أدركوني أدركوني فلئن ذهبت فما لكم بعدي من بقاء… اسقوني من دمائكم ففي سبيل الله يهون كل عناء… أنا فلسطين… أنا حطين… أنا اليرموك… أنا عين جالوت… أنا أرض الأنبياء… أنا الأقصى وما حوله… أنا أرض الإسراء… أنا أرض الإسلام… أنا أرض الكرامة… أنا أرضٌ لا حدود لي أمام عزم أحبائي الميامين… أنا الأرض أغرق مائي العصاة… ودفنت في باطني كل الطغاة… أنا الأرض زويت لخاتم الأنبياء فتباركت وباركت على النجباء الأصفياء… هم لي وأنا لهم… أبكي عليهم ويبكون علي… أحبهم ويحبونني أشهد لهم ويشهدون لي… أميد بعدوهم وأرفق بهم… أنا الأرض المقدسة أتى إلي كل الأنبياء… أعيدوني إلى حصن أبي وأمي وأجدادي… كونوا أبناءهم وأحفادهم… كونوا رجالاً مثلهم… فجروا العزة من ثناياكم والإخلاص من أفئدتكم… أثيروني بعد خشوعي… وازرعوا أديمي من ثبات أقدامكم تحصدوا تمكيناً واستخلافاً، فقد وعد ربي وصدق وهو أصدق القائلين… أنا طوع أمر ربي يورثني من يشاء من عباده… فهل ترثونني… فقد حن فؤادي إليكم… واختلج خاطري للقائكم وأضرمت جوانحي هياماً بكم… فهل أنتم إلي قادمون؟ فوالله إني إليكم لبالأشواق… فتعالوا إلي ولكن مع أميركم… وائتوني به عزيزاً بعزتكم… أميناً بإخلاصكم… راشداً بدعائكم… ائتوني به أفتح لكم بركاتي وأفيض عليكم من أقواتي… ائتوني به… فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون.
يا عباد الله اثبتوا… يا عباد الله أروا الله من أنفسكم خيراً… يا عباد الله لا خير في الدنيا بعد الإسلام… ولا خير فيكم بعد الإيمان… أين القائم على حدود الله… أين جُنة المسلمين… أين أميرهم… يا قوم إن أحق ما يعبد الله به ويتقرب إليه به هذه الأيام هو كلمة حق تعلو فوق الركام، إنه الثبات على المبدأ ثبوت الراسيات… إن أعداءنا ما ناموا حيث نمنا، ولا غفلوا عنا حيث غفلنا عن واجبنا… ألم يأن للعقلاء من هذه الأمة أن يرجعوا إلى ربهم ويعترفوا بخطيئتهم ويمسكوا عن اللجاجة في باطلهم… أما يكفي… أليس بحسبنا ما نحن فيه… فشل إثر فشل، ولطمات تتلوها لطمات، ومنكر يعلوه منكر… هل حصدنا غير الشوك الدامي… وهل يزفر المستنقع بماء زلال، وهل يجنى من الدبر العسل… وهل يتخذ الذئب صديقاً للغنم… وهل يتحول أشد الناس عداوة للذين آمنوا إلى أكثر الناس وداعة… يا قوم إن الفضل لا يطلب من اللئام، ولا يرجى الخير من الأعداء، ولا يستسقى بماء السراب.
يا قوم إن عوازم الأمور أفضلها… قولوا الحق تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله… وتميزوا وتزيلوا فنحن في زمن نهد فيه الأشرار وذل فيه الأغيار.
كان على هذه الأمة أن تغضب لربها غضباً منبعثاً من عقيدتها وإرادتها… غضباً ثائراً مدمراً لا ينتهي حتى ترفع راية العقاب فوق كل الربوع… إن الغضب لله يجب أن يؤتي ثماره، وأدناه أن يشعر المغضوب عليه أنه منبوذ ملوم محسور نادم… وأعلاها نصرٌ وعزةٌ وانتقامٌ لله وانتقامٌ من أعداء الله.
إن غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قريش يوم نقضت عهدها قد جاء بالفتح العظيم، وغضبه على يهود قد أجلاهم عن المدينة المنورة… وغضبه من أسامة بن زيد يوم أن شفع في حد من حدود الله أن جسد تطبيق حدود الله لا يشفع فيها…
وإن غضب أبي بكر قد وأد الردة وأعاد للإسلام هيبته وأعاد التائهين إلى صوابهم… وإن غضب عمر بن الخطاب قد أقام العدل للوجود… وإن غضب الرشيد قد أدب علوج الروم، وأما غضب المعتصم لله فقد حرق عمورية ومن حولها وذاد عن عرض المسلمين… وأما غضبنا فزفرات وانفعالات بلا عمل ولا إرادة… غضب الضعيف المكبل أمام مارد مجرم… فأي غضب يكون للفت أنظار العالم ونحن نهمل مراقبة الله وقد اتخذناه وراءنا ظهرياً وأمنّا مكره… فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون… لا يا قوم معادلتنا غير متوازنة وطريقنا ملتوية عرجاء غير مِئْتاء… ومن ارتجى من أعدائه أن ينصفوه فعليه أن يستقيل من الحياة والتاريخ والوجود… إن المهزوم لا يملك بعد انعدام بدائله سوى الرجاء… ولكن ما من رجاء في التاريخ قد صار نداً للسيف… وما من حمامة أخجلت ذئباً أو أحرجته، وستبقى هذه الأمة تعيش في عبثية خيارات الأغيار ما دامت قد ارتضت بالدونية واكتفت من الغنيمة بالإياب، فمن لم ينفعه الحق ضره الباطل، ومن لم يستقم به الهدى جار به الضلال.
إن أولوياتنا قد اختلطت علينا، وإن قضايانا المصيرية قد اختلت موازينها، وإن مواقف الصدق في حياتنا قد تضاءلت واندثرت، وإن مثلنا العليا قد أبهمت حتى سأل سائل… أأنتم أضللتم هؤلاء أم هم ضلوا السبيل؟ فنادى عليهم مشفق على طريق أبلج: يا أغراض المنايا… يا رهائن الموت… يا من غمرتهم الفتن… وحيل بينهم وبين الحق مسافات، بحق أقول لكم هلم إلي، ما نجا من نجا إلا بمعرفة نفسه، وما هلك من هلك إلا من تحت يده.
يا قوم… لا نريد أن نظل نتمسك بمقولة عبد المطلب أن للبيت رباً يحميه، صحيح أن الله هو رب كل شيء ومليكه، ولكنه انتدبنا وابتعثنا لنكون قوته الضاربة وسيفه المسلول المسلط وعذابه النازل على أعدائه وعقابه الأليم على من عصى وأبى واستكبر… فالقدس لنا وفلسطين لنا والعالم كله لنا فلا تميتوا علينا ديننا هداكم الله… ولا تقتلوا العزة في نفوسنا واعرفوا قدر أنفسكم وقليلاً من ذاتية الاحترام.
يا قوم… ارفعوا رؤوسكم بأعظم شرف وأعلى وسام واستعلوا بدينكم واستعزوا بعزة ربكم وتيقنوا من هيمنة دينكم على الدنيا قريباً، وعداً لا يخلف وإرادة لا تهزم وصدقاً منجزاً إذا صدقت العزائم فوار الزند يقدح واصدق مولاك تفز وتفرح، فلا تهنوا ولا تحزنوا… وإياكم ودعاة الذلة والاستكانة، إياكم ومن سقطوا في الاختبار والابتلاء فارتكسوا مع المرتكسين. الفظوا من وجودكم أهل المسكنة والصغار والذين رضوا أن يكونوا مع الخوالف من النساء والصبيان وأشباه الرجال… حاولوا إنعاشهم ما وسعكم جهدكم فإن أبوا فأعرضوا عنهم وعظوهم وقولوا لهم في أنفسهم قولاً بليغاً:
جاد العزيز على الذليل بصفعة
ومضى العزيزُ يحـكّ راحةَ كفه
فظنَنْتُهُ رضِـيَ الهوانَ لحكـمةٍ
ولبثْتُ أنتظـرُ الجبانَ لكي أرى
حتى عثَـرتُ به الغـداةَ كأنهُ
مَنْ كان يرضى بالهوانِ لقـومِهِ
|
|
تركتْ بصحن الخد طابعَ خمسِهِ
ومضى الذليلُ يحكّ جلدةَ رأسِهِ
حتى يعـود بسـيفِهِ وبترسِـهِ
من بعد حِكْـمته طلائعَ بأسِـهِ
نسـيَ الذي قد ذاقهُ في أمسِـهِ
لا بد أن يرضـى الهوانَ لنفسِـهِ
|
لا يا قوم لستم من هؤلاء… وأعيذكم بالله أن تكونوا منهم… فإنهم عار الحياة وزبد الوجود، وأولئك هم موجبو الاستبدال… (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم…) فبادروا يا قوم إلى النجاة فقد دقت ساعة المفاصلة ألا وإنكم في أيام أمل ومن ورائه أجل، فمن قصر في أيام أمله قبل حضور أجله فقد خاب عمله، فكونوا ممن سمع الوعظ فقبل ودُعيَ إلى العمل فعمل.
أيها الجمع المبارك… لا تبرروا استسلامكم للنكبات بجراحكم الغائرة ودمائكم النازفة وتخل الجميع عنكم، وتآمر العالم كله ضدكم… لا تفعلوا فوالذي يُحلف به لميتةٌ في سبيل الله خير من حياة في معصيته. لما كان يوم اليمامة في حروب الردة جُرح أبو عقيل الأنصاري ورُمي بسهم فوقع قريباً من فؤاده فأخرج السهم وقد وهن نصفه الأيسر فجُرَ إلى الرحل… فلما حمي القتال وانهزم المسلمون أمام جيش مسيلمة، وانحازوا إلى رحالهم وأبو عقيل واهن في جراحه، فبينما هم كذلك إذ نادى منادٍ يا للأنصار الله الله، الكرة على عدوكم أخلصونا واخلصوا إلينا… فنهد الأنصار رجلاً رجلاً يُمَيزون… يقول ابن عمر فنهض أبو عُقيل يريد قومه للجهاد… فقلت إلى أين تريد يا أبا عُقيل؟ أفيك قتال؟ قال: قد نوه المنادي باسمي… قال عبد الله بن عمر له: إن المنادي يقول: الأنصار وليس الجرحى!! فقال: أنا رجل من الأنصار أجيبه وألبي ولَو حَبواً… فتحزم أبو عُقيل وأخذ السيف بيمينه مجرداً، ثم جعل ينادي يا معشر الأنصار كرةً كيوم حنين!! فاجتمعوا يَقدُمون المسلمين واقتحموا على عدوهم الحديقة واختلطت السيوف بالأجساد وقطعت يد أبي عُقيل المجروحة من المنكب، فوقع على الأرض وبه من الجراح أربعة عشرة جرحاً كلها قد خلصت إلى مقتل… وقتل عدو الله مسيلمة… قال ابن عمر: فوقعت على أبي عُقيل وهو صريعٌ بآخر رمق، فقلت أبا عقيل قال لبيك بلسان ملتاث… قال لمن الدبرة؟ قلت أبشر ورفعت صوتي قُتل عدو الله، فرفع إصبعه إلى السماء يحمد الله والتحق بركب الشهداء… هؤلاء هم آباؤنا… هاهم رجالنا…
فيا معشر المنهزمين أمام عدوكم… يا معشر المبررين لهزائمكم واستسلامكم ألا تتأسون بهؤلاء الجرحى المشرفين على الموت من صناديد المسلمين.
أيها الاخوة الكرام… نحن على موعد في لقاء محمد صلى الله عليه وسلم في زمر أحبابه… أولئك الذين آمنوا به ولم يروه، فاستووا بذلك مع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين آمنوا به ورأوه… وفي حديث شريف يقول: «… قالوا فمن يا رسول الله، قال: أفواج في أصلاب الرجال يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ويصدقونني ولم يروني، يجدون الورق المعلق فيعملون به، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيماناً يود أحدهم أن يفتدي برؤيتي أهله وماله…» فلا تجزعوا يا اخوتي… فمن سرى الليل الداجي تنبثق تباشير الصباح، وتشرق الأنوار… ومن رحم البلاء يولد الفرج، وبعد الغروب شروق، ولكل ليل نهاية… ولن نسعد بذلك الأمل الواعد حتى نجعل الهم هماً واحداً، وحتى نعلوَ فوق الركام ونستشرف كل الذرى، وأن نسمو فوق كل الآلام، وأن يجمع شمل الرجال فينا أُمٌّ آمر وعزم قادر وهمم ثابتة وغاية أثيرة حقيقة ببذل الوسع واستفراغ الجهد وإدامة العطاء… فتعالوا نسقط أبجديات الضعف، تعالوا نسر مع الرواد أحباب محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الزمان، الإسلام حي أيها الرجال… وخليفة المسلمين قادم عزيزاً كريماً… أميزه من بين القوافي وعلى هامات شواهق النصر المبين… أرادنا الله قادة رواداً… وتلك هي وظيفتكم يا أحباب محمد صلى الله عليه وسلم نذكركم بها قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وآناء الليل وأطراف النهار، فقد جعلنا الله أمناء على دينه… فهل نخون الأمانة أم نحملها بهمة وعزم واقتدار.
إن لكل رسالة أمل وغاية ونهاية… فهل ستصحو أمة الإسلام… أمة الجهاد… فيعيد خليفتها أمير الجهاد إلى الوجود… هل تصحو هذه الأمة لتتسنم حياة العز… وتهب عليها رياح النصر… ولتتزين لها رياض الجنة… لمثل هذا فليعمل العاملون، ولمثل ذلك اليوم فليتنافس المتنافسون… (إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً) فطوبى للعاملين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
2000-09-10