الأقصـى والقـدس وكل فلسـطـين قضـية واحـدة لا تتجـزأ
2000/08/08م
المقالات
1,848 زيارة
ـ في عصر برمجة العقول، وبرمجة الشعوب للنطق بخطاب سياسي مبرمج، ومواقف سياسية مبرمجة، واستعراضات شوارعية مبرمجة، تاهت الحقيقة لدى البعض وتاهوا عنها. فينطق أقطاب العمل السياسي بما لُقِّنوا ويبتعدون عن المواقف المبدئية التي تفرضها الشريعة الإسلامية.
ـ الإعلام المبرمج في العالم الإسلامي (ومنه العربي) يركز على القدس والأقصى فقط، لإقناع الناس بأن القدس هي الأرض الوحيدة الباقية لدى المغتصب اليهودي والتي عليه إعادتها إلى أصحابها. ويرافق الطبول الإعلامية بعض من نصّبوهم ناطقين سياسيين وإعلاميين عن الأمة يشاركون في تضليل الأمة وترويضها لكي تنسى فلسطين، كل فلسطين، ويوهمون الأمة بأن الضفة وغزة هي كل فلسطين !!
ـ جميع الأنظار مشدودة إلى القدس والأقصى فقط، ولا أحد يتحدث عن حيفا وعكا ويافا واللّد والرملة وعسقلان وبيسان ومرج ابن عامر وصفد وطبرية وبئر السبع وبيت جبرين والفالوجة والجولان وبحيرة طبرية وسهل الحولة والنقب…الخ.
ـ إسرائيل تطالب في (كامب ديفيد2) بالحفاظ على السيادة على الأقصى، وتكشف عن نِياتها المبيتة لبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه. وقد بثت الإذاعة الإسرائيلية صباح يوم 26/07/2000 أن أحد أسباب انهيار محادثات (كامب ديفيد2) كان مطالبة إسرائيل «بالسيادة الكاملة على ما يسمونه «جبل الهيكل» وجبل الهيكل يقصدون به المكان الذي يقع فيه المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وحائط البراق الذي يسمونه «حائط المبكى».
ـ وأضافت الإذاعة الإسرائيلية أن عرفات رد على المطالبة الإسرائيلية بالسيادة الكاملة على هذه المواقع بقوله: «مسجدنا هناك» فأجابه باراك «تحتهما هيكلنا». وأوردت صحيفة معاريف الإسرائيلية حواراً قال فيه كلنتون لصائب عريقات: «ليس اليهود فقط وإنما معظم المسيحيين في العالم يعتقدون بأن الهيكل موجود على جبل الهيكل».
ـ لقد أفصحوا عما في عقولهم (باراك وكلنتون) وقالوا بكل صراحة: الهيكل تحت الأقصى، وجاء هذا الكلام في أخطر مؤتمر أرادوا من خلاله بيع ما تبقى من فلسطين. وجاء هذا الكلام بعد تهرب دولة الاغتصاب لعشرات السنين من كل المحاولات السابقة التي جرت لهدم الأقصى من خلال الحفريات بحجة البحث عن الآثار، وحفريات الأنفاق، ومحاولة إحراق الأقصى عام 1968م وإلصاق ذلك الحريق بمتطرف يهودي مجنون.
لعل هذا الاعتراف منهم يُسمِع مَنْ في آذانهم صممٌ، ويقنعهم بأن أطماع اليهود لا حدود لها سواء نجح (كامب ديفيد2) أم فشل، فالحبر كثير والورق كذلك. ولن يتوقف المسلمون عند أسوار القدس ففلسطين كلها أرض إسلامية يجب إرجاعها وستعود بإذن الله .
2000-08-08