خيوطُ الدجى وَلَّتْ وبَدَّدّها الفجرُ
|
|
ودوَّى صدى التكبيرِ فالتفتَ الدهرُ
|
نعمْ.. فأذانُ الفجرِ نَسْجُ هُوِيَّةٍ،
|
|
وصوتُ جهادٍ خرَّ من هولهِ الكفرُ
|
فَمِنْ مسجدي إشراقةُ الفجرِ، شعلةٌ
|
|
تُحيلُ رماداً كلَّ نارٍ لها جمرُ
|
سجدْنا فأسقطْنا الطواغيتَ عَنْوَةً
|
|
سجْدنَا فهانَ الموتُ وارتجَفَ القَهْرُ
|
سجْدنا وفي الأعماقِ وَثْبَةُ ثائرٍ
|
|
وإنَّ صلاةَ الفجرِ يَتْبَعُهَا النَّحْرُ
|
لِرَبِّكَ كبِّرْ.ز صلِّ وانحرْ بمُدْيةٍ
|
|
رُؤُوسَ بني صُهْيُون يُكْتَبْ لك الأجرُ
|
هو الفجرُ يعلوا من مآذنِ مسجدي
|
|
فلا تَحسَبوا ثَغْرَ اليهودِ سَيَفْتَرُّ
|
|
|
|
أَبيدوا… أَبيدوا بالمجازرِ أُمَّتي
|
|
ودُكُّوا بيوتَ اللهِ ولْيُهْتَكِ السِّتْرُ
|
ولكنْ… رويداً. قبل أن تتبسَّموا
|
|
سَتَنْفِضُ الأشلاءُ والدَّمُ والصخرُ
|
ستُنبتُ أرضُ المسلمينَ رجالَها
|
|
ويَهدرُ من أعماقِ سجنكم الذكرُ
|
ويومَ غدِ، فوق الكِنِسْتِ رايتي
|
|
سأرفعُها والشمسُ تُشْرِقُ والنصرُ
|
سأُوقدُ من جُرحي وَقودَ رُفاتِكم
|
|
وفي النيل، حتى يَدْفِنَ الحُلُمَ النهرُ
|
وإن شئتُ أَجْعلْ في الفُراتِ قُبورَكُمْ
|
|
وفي النيل، حتى يَدْفِنَ الحُلُمَ النهرُ
|
نعمْ، جيشُ طهَ باتَ يُسرِجُ خيلَهُ
|
|
ويعقِدُ راياتٍ يجيشُ لها الصدرُ
|
هنا خالدٌ والسيفُ سُلَّ بكفِّه
|
|
وذا حمزةٌ يدعو: هو الكَرُّ لا فَرُّ
|
وذاك عليٌّ قُرْبَ أَسْوارِ خَيْبَرٍ
|
|
فطأطِئْ وأَرغمْ أنفَكَ اليومَ يا كُفْرُ
|
|
|
|
أيا لاهثاً خلف السرابِ بِقِيعَةٍ
|
|
تحثُّ الخُطا ظمآنَ فارقَكَ الصبرُ
|
بيمناك سيفٌ ليس يقطعُ حدُّه
|
|
وهل تقطع (الأوراقُ) يا أيها الحَبْرُ
|
تبيعُ ثرى الأقصى ببيتٍ وشارعٍ
|
|
تبيعُ دمَ الأبرارِ، والثمنُ الحِبْرُ
|
تخادعُك الأفعى تبدِّلُ جِلْدَها
|
|
ألمْ تدرِ أنّ السُمَّ ينفُثُه الجُحْرُ؟
|
وتلهو بك الحرباءُ تهجرُ لونَها
|
|
ألم تدرِ أن اللهوَ مبعثُه الغَدْرُ؟
|
ألم تدرِ… بل تدري. ولكن لغايةٍ
|
|
بنفس (أبي عمّارَ) آنَ لها الجهرُ
|
تتوجُ هذا الرأسَ فوقَ دُويلةٍ
|
|
فأكرمْ به تاجاً جواهرهُ شَعْرُ
|
تجرَّأتَ واستنكرْتَ سفكَ دمائنا
|
|
فقلنا صحا الأمواتُ وانتفضَ القبرُ
|
إذا بك قد أنكرْتَ خَدْشَ تفاوُضٍ
|
|
تَضنّ عليه أن يُلِمَّ به ضَرّ
|
فصبراً يسيراً (آل ياسرَ)، في غدٍ
|
|
تُلَقَّوْنَ أوفى ما يُجازى به المَكْرُ
|
|
|
|
أيا بنَ أُبَيِّ قد عرفْنَا أعزَّنا
|
|
وما لذليلٍ أن يكونَ له قَدْرُ
|
بباب (أريحا) مسلمٌ متربّصٌ
|
|
وفي غزّةٍ ليثٌ براثنه حُمْرُ
|
فإن تأتِ يخرجك الأعزُّ مضرَّجاً
|
|
ويَنْتِفْ منك الشيبَ (أطفالُكَ) الغُرُّ
|
أيا بنَ أُبيِّ ذي (حُديبيةُ) هوتْ
|
|
لفتيةِ حقٍّ سُجَّدٍ سامَهُمْ غَدْرُ
|
وسُلَّتْ سيوفُ المسلمين: تقدَّموا
|
|
فكلّ مبيحٍ مقتلي.. دَمُهُ هَدْرُ
|
فضاقت على الكفّارِ دَرْبُ نجاتهم
|
|
وسارت جيوشُ النورِ يَقْدُمها الثأر
|
إذا جاء حقٌّ سوف يُزهقُ باطلٌ
|
|
فلا شرْكَ، لا أوثانَ، بل خالقٌ بَرُّ
|
وشعّ ضياءُ الهَدْيِ في أرضِ مكّةٍ
|
|
وقيل لغُزَّى: ها قد انتقم الدهرُ
|
متى بعدَ هذا الفتحِ، تُفْتَحْ قدسُنا؟
|
|
متى فبقلبي غُصّةُ وقعُها مُرُّ
|
متى مسجدي الأقصى يُعانِقُ كعبتي؟ |
|
متى فدموعُ العين أوجَعَها الأسرُ
|
أيا بن أبيّ، قبضةُ الحَقّ صُلبةٌ
|
|
ولكمةُ جندِ اللهِ يَدْمَى لها الثَغْرُ
|
فَتُبْ أو فسارعْ في الفرارِ، أو اتَّخِذْ
|
|
ضريحاً بأرض لا يحلُّ بها طيرُ
|
|
|
|
هو الفجرُ.. فاحذرْ يا يهوديُّ صولتي
|
|
سَتُسْحَقُ أسوارٌ ويُقْتَلَعُ الكفرُ
|
هو الفجرُ.. أَذِّنْ يا بلالُ… وكبِّري
|
|
معي يا رُبا الأقصى، لقد أَزِفَ النصرُ
|
أيا قدسُ إنّا قادمونَ بقُوَّةٍ
|
|
وإن خانَنا الحكَّامُ والمَسْلَكُ الوَعْرُ
|
على جُثَثِ الآبين نسلك دربنَا
|
|
إليكِ، وفي الأيدي المصاحفُ والسُمْرُ |
عشقنا الردى… لا خوفَ عندَ لقائه
|
|
فقوموا معي، نَزْحفْ، لقدْ أقبل الفجرُ
|
أيمن القادري