حدودٌ… بلا حُدُود!
د. أيمن القادري
أَسْقِطْ حُدُودَ الإفْكِ، لا تـَـتَرَدَّدِ
لا تـَـرْضَ بين بلادِ أُمَّةِ أَحْمَدٍ
لا تـَـرْضَ إلاَّ أنْ تَذُوبَ وتـَـنْزَوي
جَعَلُوا مِنَ المِزَقِ الهَزيلةِ هذهِ
«بِدَعٌ» من التّفتيتِ، صارتْ «سُنَّةً»
جَزِّئْ وجَزّئْ، ما اسْتَطعت، فما الفتى
قَسِّمْ وقَسِّمْ، دُونَ رَيْثٍ أو وَنى!
كنْ صاحِبَ النَّظرِ القصير، وضيِّقاً
هذه شُروح «البِنْتَغونِ» لقولِهِمْ
وإذا عَدَلْتَ عَنِ «السَّبيلِ» فإنـَّـهُ
تـَـعْساً لِمَنْ عاشُوا بِقُمْقُمِ قُطْرِهِمْ
تـَـعْساً لِمَنْ أَغْوَاهُمُ اسْتِقْلالُهُم
هَيّا ارْكُلوا أُكْذُوبةً مَمْجُوجةً
طالَ الرُّقادُ على سَريرِ الشَّوْكِ، قُمْ
«أنا لنْ أكونَ مُمَزَّقَ الأعضاءِ، لا!
مِنْ مِصْرَ أنتَ؟ أم الجزيرة؟ لا تُجِبْ
مِنْ أرْضِ أفْغانَ الفتى؟ أم تـَـدْمُرٍ؟
نُورُ الخلافةِ سوفَ يَغْمُرُ أرضَنَا،
قُومِي نُدَمِّرْ كُلَّ سَدٍّ بَيْنَنَا
لا شيءَ يُوقِفُ زحْفنا، بَلْ نَصْرَنا
وحدودُ دولتِنا الخيولُ تـُـزيلُـها
حَتّى نـَـرَى الكــــونَ الفســيحَ مُظَلَّلاً
وارْمِ الخرائِطَ في جحيمِ المَوْقِدِ
إلاَّ يداً ممدودةً نَحْوَ اليَدِ
عَصَبيّةٌ قَتَلَتْ بسيفٍ مُغْمَدِ!
دُولاً تـُـنَازِعُ، مُنْذُ يومِ المَوْلِدِ
فإذا رفضْتُ، وُصِفْتُ بالمُتَشَدِّدِ
عَنْ حَقِّ تقريرِ المصيرِ بِمُبْعَدِ
بُورِكْتَ، كُلُّ الغَرْبِ خَلْفَكَ، فاسْعَدِ
في الأُفْقِ، واخضعْ للمَصِيرِ الأَسْوَدِ
«حُرٌّ»، فَسَجِّلْها بِحِبْرِ العَسْجَدِ
إرهابُ أَحْمَقَ ذي سلوكٍٍ مُعْتَدي!
والكونُ مُتَّسِعٌ لِدِينِ مُحَمَّدِ
وِفْقَ «اجتهادِ» الكافِرِ المُسْتَعْبِدِ
وامضُوا غداً للنّورِ، بلْ قَبْلَ الغدِ
يا مارِد الإسلامِ، جَلْجِلْ، غَرِّدِ:
أنا ماردُ الإسلامِ، جارُ الفَرْقَدِ»
دارِي ودارُكَ في مقامٍ أَوْحَدِ
لا هَمَّ، فاسْخَرْ بالحُدودِ وَبَدِّدِ
يا أُمَّةَ المِليارِ، قومي واشهدي
ونـُـعِدْ لواءَ المَجْدِ، رَمزَ السُّؤدُدِ
ولَنُسْقِطَنْ حَتّى جُذُوعَ الغَرْقَدِ
في جيشِ فَتْحٍ دائمٍ مُتَجدِّدِ
بالـرَّايةِ الشَّـــمَّاء… رايـــةِ أَحْمَدِ!