عادتْ بيوسفَ أيامي إلى الصِّغَرِ 
.
 | 
 
 | 
وزدان روْضُ الشباب العاطِرِ النَّضِرِ 
.
 | 
وغرّدتْ ذكرياتُ الأمسِ شاديةً 
.
 | 
 
 | 
كأنها اللحنُ في تَرنيمةِ الوتَرِ 
.
 | 
وأقبلَ الدهرُ طفلاً في براءتِهِ 
.
 | 
 
 | 
جَذْلانَ يَمْرَحُ في إطْلالة العُمُرِ 
.
 | 
أليومَ أُولَدُ والأحلامُ تغمُرُني 
.
 | 
 
 | 
نَشْوى، وكأسُ المُنى صَفْوٌ بِلا كَدَرِ 
.
 | 
مِنْ بَعْدِ ليلٍ خَريفيٍّ تَعَقَّبَهُ 
.
 | 
 
 | 
عَصْفُ الشتاءِ أنواءٌ بِلا مَطَرِ 
.
 | 
جاءَ الربيعُ وقد عادتْ مواكبُهُ 
.
 | 
 
 | 
بالنهْرِ والطيْرِ والأنسامِ والزَّهَرِ 
.
 | 
ظَلَّ الصَّدى في فُؤادي بَعْدَما ظَمِئَتْ 
.
 | 
 
 | 
صَحراؤُهُ، فاكتَسَبْ بِالسُّنْدُسِ العَطِرِ 
.
 | 
وَشَعَّ في الصَّدْرِ نورٌ راحَ يَغْمُرُهُ 
.
 | 
 
 | 
بِشُعْلَةٍ مِنْ ضِياءِ الشَّمْسِ والقَمَرِ 
.
 | 
يا أَيُّها القادِمُ السَّاعي إلى أَمَلٍ 
.
 | 
 
 | 
بالأُمْنِياتِ وَطيبِ العَيْشِ مُزْدَهِرِ 
.
 | 
هذي الحياةُ وبارِي الكَوْنِ أَبْدَعَهَا 
.
 | 
 
 | 
وَكُلُّ شيءٍ بِها يَجْري عَلَى قَدَرِ 
.
 | 
بِالجِدِّ والخَيْرِ والإيمانِ نَعْمرُها 
.
 | 
 
 | 
نُضِيءُ فيها سِراجَ الحقِّ لِلْبَشَرِ 
.
 | 
يا مَنْ وُلِدْتَ بِعَصْرٍ كالمحيط بلا 
.
 | 
 
 | 
فُلْكٍ، بلا ساحلٍ يُنْجي، بِلا جُزُرِ 
.
 | 
في عَرْضِه مَركَبُ الأشْرارِ ذُو صَلَفٍ 
.
 | 
 
 | 
مُعَربِدٌ في ظلامٍ دَامسٍ عَكِرِ 
.
 | 
أو كالأَعاصيرِ في عاتي عَوَاصِفِها 
.
 | 
 
 | 
نارُ الطَّواغيتِ ترمي الأرْضَ بِالشَّرَرِ 
.
 | 
عَصْرٌ وُلِدْتَ بِهِ لَيْلٌ بلا قَمَر، 
.
 | 
 
 | 
بلا نجومٍ، بلا صُبْحٍ، بلا سَحَرِ 
.
 | 
عادتْ هياكِلُهُ أَصْنامَ آلِهَةٍ 
.
 | 
 
 | 
مِنَ الطُّغاةِ، وأصناماً مِنَ الحَجَرِ 
.
 | 
فعادت الأرَضُ صَلْداً لا تُرابَ بها، 
.
 | 
 
 | 
بلا ظِلالٍ، بلا ماءٍ، بلا شَجَرِ 
.
 | 
يا يوسفُ النَّاحِرُ الميْمُونُ طَالِعُهُ 
.
 | 
 
 | 
عَسَى تَعُودُ سُيُوف النَّصْرِ بِالظَّفَرِ 
.
 | 
فَنَسْتَعِيدُ صلاحَ الدِّينِ ثانيةً 
.
 | 
 
 | 
وما بِأيَّامِهِ مِن رَائِعِ الصُّوَرِ 
.
 | 
وتَزْدَهي مِصْرُ في ظِلِّ العزيز ولا 
.
 | 
 
 | 
ظُلمٌ لفرعونَ أو هامانِهِ الأَشِرِ 
.
 | 
حَتَّى يُطِلَّ جَبينُ الفَتْحِ مُؤْتَلِقاً 
.
 | 
 
 | 
عَلى الكِنانَةِ من عَمْروٍ ومن عُمَرِ 
.
 | 
وَيرتدي القُدْسُ ثَوْبَ الفَتْحِ فِي رَجَبٍ
 | 
 
 | 
فلا يُرَى لِيني صِِهْيَوْنَ الغُرَرِ 
.
 | 
ولِلخِلافةِ شَمْسٌ لا مَغيبَ لها 
.
 | 
 
 | 
والأرْضُ تَنْعُمُ في أيَّامِها الغُرَرِ 
.
 | 
يا وارثَ الشِّعْرِ عَنِّي لا تَضِنَّ بِهِ 
.
 | 
 
 | 
إذا هُدِيتَ إلى ما فيهِ مِنْ دُرَرِ 
.
 | 
واسْكُبْهُ رِيّاً ونوراً هادياً رَشَفَتْ 
.
 | 
 
 | 
مِنْ مَنْبَعَيْهِ ظِماءُ الرُّوحِ والبَصَرِ 
.
 | 
فَلاَ أَبوكَ وَلاَ الأَعمامُ قَدْ وَرِثوا 
.
 | 
 
 | 
مِنْ لَحْنِهِ نَعْمَةً تَحْدو على وَتَرِ 
.
 | 
عساكَ تبلُغُ أُفْقاً مِنْ منابِرِهِ 
.
 | 
 
 | 
مُحَلِّقاً في مَدَارِ الأَنْجُمِ الزُّهُرِ 
.
 | 
حَتَّى تكونَ بِرَوْضِ الشعرِ ذا نَسَبِ 
.
 | 
 
 | 
كالغُصْنِ يختالُ بالأوراقِ والثّمَرِ 
.
 |