وآسفاً على شباب المسلمين! وآسفاً على بطولات المسلمين! وآسفاً على صمود المسلمين.
لقد قاتل المسلمون الأبطال في أفغانستان باللحم العاري جحافل قوات الكفر الشيوعية، دفاعاً عن ديار الإسلام، وجهاداً عن ديار الإسلام، وجهاداً ضد الكفر لرفع راية لا إله إلا الله.
صمد هؤلاء الأبطال في وجه الروس ثماني سنوات، ووقفوا في وجه أكبر قوّة عسكرية في الأرض، وألحقوا بهم الهزائم المنكرة. لم يهنوا ولم يستكينوا، وإنما ثبتوا في وقفة عزّ أمام الباطل.
ولكن أين هذه البطولات اليوم. لقد أصبحت تنظيمات المجاهدين الأفغان تقاتل بعضها، ويوجه أفراد كل تنظيم سلاحهم إلى إخوانهم في الجهاد بدلاً من توجيهها ضد الكافر المتعدي.
فمنذ أن أصبح “السلام” في الأفق، وأعلن عن عزم السوفييت على الانسحاب من أفغانستان، صار كل تنظيم من المجاهدين يحاول توسيع سيطرته ليضم أكبر حصة ممكنة. إنهم يتنازعون على ما بيدهم من الأراضي قبل أن يحين موعد تقسيم الحصص.
شاه مسعود ـ رجل الجهاد الأول عسكرياً ـ يقتل العشرات من المجاهدين في التنظيمات الأخرى في كل معركة، وذلك لفرض سيطرته على شمال أفغانستان ـ وهي بيد تنظيمات أخرى. أما قتلا الروس فقد انتهى بالنسبة إليه، فعقد معهم معاهدة تجدّد كل ستة أشهر.
وقد بلغ من هول ما يحصل أن رجلين تونسيين قدما إلى أفغانستان للمشاركة في الدفاع عن بلاد الإسلام، لكنهما فوجئا بالتصفيات الحاصلة بين التنظيمات، فأصيب أحدهما بالصرع، وقضى الثاني منتحراً كما قيل.
إننا نهيب بأبطال الأمس التوقف عن هذه الأعمال. يقول الله تعالى: ]وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم[. فدعوكم من هذا، وأكملوا مسيرة الجهاد ضد الكفار، ]والله غالب على أمره[.
محمد جلال
لاهور ـ باكستان
“الوعي”: نأسف كثيراً لما ذكرتموه من حال المسلمين في أفغانستان. والواقع أن ما يحصل عندكم صورة لما يحصل بين المسلمين في جميع بلاد الإسلام. فلطالما أحبط عمل المسلمين لقلة الوعي عندهم، ولاندساس كثير من القادة غير المخلصين لله ولرسوله، والذين تحركهم مطامع شخصية أو قوى خارجية وإننا نعتمد على أن المخلصين من أبناء المسلمين لا بد سينفضون عنهم قياداتهم الحاليّة، ويتولّوا قادة قائمين لله وعلى حدود الله، وذلك لا يكون إلا بالتمسك بالإسلام والوعي عليه.
lملاحظة:
لم ننقل في باب بريد “الوعي” قيمة الكلمة وردود سريعة وإهداء لعدم أهميتها.