احتلال بلا جيوش: كيف سلّمت ست دول عربية مفاتيحها العسكرية لواشنطن وتل أبيب 
						
	
		
	22 ساعة مضت	
	المقالات
	
	
118 زيارة 
			
				
					
					
					
 
محرر الوعي
دراسة لتقرير في الواشنطن بوست حول: الجسر الخفي بين الحكومات: كيف تعاونت ست كيانات عربية مع الكيان الصهيوني طوال حرب غزة؟
في خضمّ دوّامة الدم والصمت الإعلامي المتقطّع، كُشِف للعالم عبر تحقيق استقصائي مشترك بين واشنطن بوست وICIJ  عن شبكة تعاون عسكري وأمني سرّية تربط بين إسرائيل وستّ دول عربية – رغم شجب هذه الكيانات العربية العلني لعدوان غزة – وذلك في صفقة “أمنية” سمّاها الأميركيون:  
Regional Security Construct.
The Washington Post .
أكد تحقيق واشنطن بوست بالتعاون مع ICIJ المنشور في موقع الجريدة تحت عنوان:
Arab states expanded cooperation with Israeli military during Gaza war, files show
أكد التقرير وجود بنية تعاون عسكري-أمني تقودها «سينتكوم» (القيادة المركزية الأميركية) وتضمّ الكيان الغاصب المحتل مع ست كيانات عربية (الكيان السعودي، والكيان المصري، والكيان الأردني، والكيان القطري، والكيان البحريني، والكيان الإماراتي)، توسّعت سرّاً خلال حرب غزة تحت مظلة Regional Security Construct، وتشمل تخطيطاً مشتركاً، وتبادل معلومات، وتكاملًا متزايدًا في الدفاع الجوي. حدث هذا في الوقت الذي كانت فيه خطابات تلك الكيانات العربية العلنية تندد بالمجزرة في غزة!
ما سنقوم به في هذا التوسيع ليس مجرد إعادة سرد للتقارير التي نشرتها الواشنطن بوست، بل تعميق في السياقات والدوافع، والتدقيق في الشواهد، والتساؤل: لماذا هذا التعاون؟ وما الثمن على الشعوب وعلى الإسلام وعلى الأخلاق؟
خلاصة الموقف الخلقي: هذا ليس «توازنات سياسية»؛ إنه تواطؤ مفضوح مع آلة الإبادة، إدانةٌ واجبة أمام الله والأمة والتاريخ.
الدول والشركاء: مَن شارك ومَن على الهامش؟
تُشير الوثائق بوضوح إلى مشاركة (إسرائيل) والدول العربية التالية: السعودية، ومصر، والأردن، وقطر، والبحرين، والإمارات، كما يُذكر أن الكويت وعُمان وُضعتا في خانة «الشركاء المحتملين»(Potential Partners)  في الوثائق .  
الأطر والآليات: كيف جرى التنسيق، قراءة بين الشرائح: 
البنية الأمنية الإقليمية (Regional Security Construct)
هي تسمية ظهرت في عروض باوربوينت داخلية تابعة لقيادة القوات المركزية الأميركية (CENTCOM) بين 2022 و2025. تُبيّن الوثائق أن العروض وُزّعت على عواصم الشركاء، وبعضها أيضًا على “Five Eyes” (الولايات المتحدة، وبريطانيا، وأستراليا، وكندا، ونيوزيلندا) في بعض الحالات.  
تصرّ الوثائق على أن هذا التعاون ليس تحالفًا جديدًا علنيًا، وأن الاجتماعات يجب أن تُعقد “بسرية ” (in confidence).
التكامل الدفاعي والراداري: في شرائح داخلية يُذكر أن “ستّ من الدول” تتلقى صورة جوية جزئية (partial air picture) عبر أنظمة دفاع أميركية، أي إن كل دولة تُرسل بيانات من راداراتها أو أجهزة الاستشعار لديها، وتُدمج مع بيانات الدول الأخرى عبر منصة مركزية. كما أن بعض الدول تشارك براداراتها الخاصة، حسب العروض:
“Two partner nations sharing their own radar data via a U.S. Air Force squadron.” The Washington Post .
ويوفّر هذا الربط لـ(إسرائيل) وللشركاء نافذة استخباراتية واسعة، من دون إعلان ذلك رسميًا.
ما الذي يُتبادَل؟ تُرسل الدول المشاركة بياناتٍ فورية من راداراتها ومنظومات الإنذار المبكر: عن مواقع الأجسام الجوية، ومسارات الطائرات والمسيّرات، وإشارات الإطلاق الصاروخي، ونقاط الاعتراض، إضافةً إلى بيانات “التمييز” (Identification Friend or Foe) لتفادي الاشتباك بين الحلفاء. تُدمَج هذه البيانات في منصة أميركية مركزية تتيح «صورة جوية إقليمية موحّدة «(Regional Air Picture).
أهميته العسكرية: تمكّن هذه الصورة (إسرائيل) والقيادة الأميركية من رؤية المجال الجوي الممتد من الخليج إلى شرق المتوسط في الوقت الحقيقي، فتُرصد أي حركة إيرانية أو يمنية أو فلسطينية قبل دقائق من وقوعها، ويُعاد توجيه أنظمة الدفاع لاعتراضها. كما تمنح سلاح الجو (الإسرائيلي) قدرة أكبر على التخطيط والتحليق الآمن داخل المجال العربي من دون كشفٍ مباشر.
الغاية الإستراتيجية: بناء درعٍ مشترك يربط أنظمة الدفاع العربية و(الإسرائيلية) تحت إشراف واشنطن لمواجهة “الخطر الإيراني” المزعوم، وفي الوقت نفسه حماية التفوّق الجوي (الإسرائيلي) وضمان استمرار عملياته في غزة وسوريا من دون مفاجآت.
الخطورة: هذا التكامل يُحوِّل بعض الرادارات العربية إلى عيونٍ لجيش الاحتلال، فيكشف تحركات المقاومة ويؤمّن الغطاء اللوجستي للغارات، ما يطيل أمد الحرب ويقوّض سيادة الدول المشاركة ويُدمّر ثقة شعوبها في استقلال قرارها الأمني.
التدريب المشترك وورشات “حرب الأنفاق”: 
في بعض الشرائح، يُوثَّق أن تدريبات ركّزت على اكتشاف الأنفاق، لتدميرها، وتأمين المسارات تحت الأرض، وهو تخصّص استخدمته حماس في غزة. أحد الاجتماعات الموثقة عام 2025 حصل في قاعدة Fort Campbell بولاية كنتاكي (الولايات المتحدة)، ضمّ ممثلين من الدول الشريكة لتلقي تدريب على التعامل مع الأنفاق.
ما الذي يجري في هذه التدريبات؟
يجري تدريب ضباط ووحدات هندسية واستخبارية من الدول المشاركة على تقنيات كشف الأنفاق واختراقها وتدميرها باستخدام أجهزة رصد أرضي (Ground Penetrating Radar)، ومستشعرات اهتزازية وصوتية، وروبوتات صغيرة مزوّدة بكاميرات وأجهزة تفجير موجهة. كما تُدرَّس أساليب إغلاق الفتحات الأرضية وتأمين المناطق المحيطة بها لمنع استخدامها مجددًا.
أهميته العسكرية: “حرب الأنفاق” تُعدّ جوهر التكتيك الدفاعي لحماس والمقاومة الفلسطينية، وقد شكّلت عقدة فشل متكررة للجيش الإسرائيلي في غزة. لذلك، يسعى هذا التدريب إلى نقل خبرة الجيش (الإسرائيلي) إلى القوات العربية عبر إشرافٍ أميركي مباشر، لتطوير وحدات قادرة على العمل في بيئات تحت الأرض شديدة التعقيد، ما يعزز شبكة التعاون الاستخباري الميداني ويزيد فاعلية التنسيق العملياتي.
الغاية الإستراتيجية: بناء قدرات عربية متوافقة مع العقيدة القتالية (الإسرائيلية) في مواجهة حروب الأنفاق والمجموعات المسلحة، تمهيدًا لدمج هذه الجيوش في منظومة “الأمن الإقليمي” التي تقودها واشنطن وتستفيد منها (تل أبيب). بمعنى آخر، يتحوّل التدريب من مجرد تبادل خبرات إلى توحيد في العقيدة الميدانية.
الخطورة: هذا النوع من التدريب يُعيد تطبيع العدو  في الوعي العسكري العربي، ويحوّل خبرة اكتُسبت بدماء الفلسطينيين إلى مادة تعليمية مشتركة. كما أنه يُضعف الموقف الخلقي والسياسي للدول المشاركة، إذ يجعلها تُسهم – بشكل غير مباشر – في تحسين قدرات الاحتلال على تفكيك أحد أهم أدوات المقاومة الفلسطينية.
العمليات المعلوماتية وسرد الشركاء: من بين العروض خطة لإدارة “عمليات معلوماتية” (Information Operations)  تهدف إلى مواجهة السرد الإيراني بأنّه الحارس للحقوق الفلسطينية، والترويج لرواية “الشركاء الإقليميين” حول الازدهار والتعاون.
هناك شريحة تقول حرفيًا :
“Propagate [a] partner narrative of regional prosperity and cooperation.”
 The Washington Post
أي إن هناك جهدًا منسّقًا لصياغة خطاب إعلامي يدعم الشرعية المخابراتية والسياسية لهذا التنسيق.
ما الذي يجري في عمليات المعلومات وسرد «الشركاء»؟ تُصمَّم حملة منظّمة من الرسائل والمحتوى تهدف إلى تشكيل رأي عام إقليمي ودولي يبرر ويطبّع التعاون الأمني بين (إسرائيل) ودولٍ عربية. الأساليب تشمل إنشاء مواد مرئية ومقالات تحليلية مدعومة بواقعات مُختارة، واستخدام شبكات حسابات مزيفة (بوتات) لتضخيم المحتوى، والدفع بمقابلات مع “خبراء مستقلين” يظهرون كداعمين للرواية، وحملات إعلانية مدفوعة تستهدف جماهير محددة حسب العمر والموقع والاهتمامات. كما تُوظَّف وسائط التواصل المحلّية والإقليمية، وتُدخل رسائل مكرّرة عن «الازدهار» و»التعاون» بديلًا  من سرد المقاومة أو حقوق الفلسطينيين.
ما الذي يُتبادَل أو يُحرَّك؟ تُنقل رسائل معدّة مركزيًا، وقوائم أهداف/شرائح مستهدفة، ومواد إعلامية محضّرة (فيديوهات قصيرة، إنفوغرافيك، مقالات رأي) وقواعد بيانات جمهور لاستهدافهم بإعلانات مدفوعة، بالإضافة إلى بيانات استخبارية حول مواقف الرأي العام لصياغة الرسائل الأكثر فعالية. تُشارَك هذه المواد عبر منصة تنسيق آمنة بين الشركاء.
أهميته العسكرية والسياسية: العمليات المعلوماتية تعمل على تهيئة المناخ السياسي والشعبي لتشريع الإجراءات العسكرية والأمنية. إعلاميًا، تُخفّف من أثر فضائح التعاون السرّي عبر تحويل النقاش إلى «حوار عن الاستقرار» و«مخاطر إيران» و«احتياجات الأمن الإقليمي».
 سياسيًا، تخلق غطاءً شعبيًا ودبلوماسيًا يقلّل من الضغوط على الحكومات ويزيد من مقبولية تسليم سيادة عناصر من البوصلة الأمنية إلى منظومة غربية-عربية-(إسرائيلية) مشتركة.
الغاية الإستراتيجية: بناء رواية بديلة تُحوّل الانتباه من معاناة المدنيين الفلسطينيين إلى مفردات الأمن والازدهار والتهديد الخارجي؛ وبذلك تُشرّع سياسيًا وعمليًا أي تعاون عسكري أو لوجستي يدعم (إسرائيل) أو يقوّي موقفها في الميدان. في السنوات التالية، تصبح هذه الرواية المرجعية التي تستند إليها براغماتيات السياسة الخارجية والقرارات الأمنية.
الخطورة والأثر الخلقي:
تضليل الشعوب: حجب الحقائق أو إعادة تشكيلها يزوّر الإرادة الشعبية ويقوّض وعيها.
قمع السرد المضاد: يُقوّض الفضاء المدني الحر عبر تشويه حياة الناشطين أو متابعة الأصوات الرافضة بتكتيكات تشويه السمعة.
تشويه الحقيقة التاريخية: إنتاج «حقيقة بديلة» يطيل عمر السياسات الظالمة ويمنع المساءلة.
توظيف التقنيات الضارة: الاعتماد على بوتات،و حسابات مزيفة، وذباب إلكتروني، و«تعزيز»، وربما مواد مفبركة (deepfakes) ينشر عدم الثقة في وسائل الإعلام ويولّد استقطابًا مجتمعيًا أعمق.
خلاصة موجزة: العمليات المعلوماتية هنا ليست حملات دعائية عابرة، بل جزء من منظومة إستراتيجية تهدف إلى حماية حياة العمليات العسكرية والسياسية التي تدعمها وتطويلها. إنها تجعل من الحرب ملفًا يُسوّغ إعلاميًا بحيث تبدو مقبولة أو ضرورية أمام الجمهور، وهو أخطر ما يمكن أن تفعله آلة إعلامية متحالفة مع أجهزة أمنية ودولية.
منصة تواصل محمية ومركز السيبراني المشترك: تشير الوثائق إلى إدخال الدول الشريكة إلى نظام تشات (محادثات آمنة، “U.S.-run secure chat system”) للتواصل المباشر بينها وبين القيادة الأميركية، وربطها بمنصة استخبارية مشتركة.
تنصّ خطط ضمن الشرائح على إنشاء مركز سيبراني إقليمي موحَّد (Combined Middle East Cyber Center)  بحلول 2026، ليقوم بمهام الدفاع السيبراني والتنسيق بين الدول الشريكة.
ما الذي يجري في منصة التواصل والمركز السيبراني؟ 
أُدرِجت الدول المشاركة في نظام مراسلة محمي تديره القوات الجوية الأميركية، يُتيح اتصالاً لحظيًا بين غرف العمليات العربية و(الإسرائيلية) والقيادة المركزية الأميركية (CENTCOM). هذه المنصّة تمكّن من تبادل بيانات استخبارية ميدانية فورية: إنذارات مبكرة، ومواقع إطلاق الصواريخ، ونشاط المسيّرات، وتحركات الوحدات، ضمن قناة اتصالات مشفَّرة لا تمر عبر الشبكات الوطنية المحلية. بالتوازي، يجري إنشاء مركز سيبراني إقليمي موحّد (Combined Middle East Cyber Center)  يُفترض أن يبدأ العمل بحلول 2026، ليتولى تنسيق الدفاع السيبراني ومواجهة الهجمات الإلكترونية “الإيرانية” المزعومة.
أهميته العسكرية: المنصّة والمركز يُمثلان العمود الفقري لشبكة القيادة والسيطرة (C4I) في المنطقة. فهي تربط مراكز القيادة العربية و(الإسرائيلية) مباشرةً، ما يتيح سرعة اتخاذ القرار وتنفيذ الاعتراضات أو الضربات خلال ثوانٍ، من دون المرور بهياكل القرار الوطنية التقليدية. كما يوفّر المركز السيبراني بنيةً لتبادل أدوات تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي في التتبع والاختراق الإلكتروني، ما يعزز التكامل الأمني إلى مستوى ما فوق وطني.
الغاية الإستراتيجية: توحيد البنية الرقمية الدفاعية في الشرق الأوسط تحت إشرافٍ أميركي دائم، بحيث تصبح الأنظمة العسكرية العربية ملحقة فعليًا بالشبكة العملياتية الأميركية-(الإسرائيلية)، ويجري ضبط تدفق المعلومات الحساسة ضمن منظومة موثوقة واحدة تخدم أهداف واشنطن و(تل أبيب) في الرصد والردع.
الخطورة: هذا المشروع ينقل مفاتيح الأمن السيبراني والسيطرة الإلكترونية من أيدي الدول إلى غرفة قيادةٍ أجنبية، ما يعني أن القرارات الحرجة (اعتراض، واستهداف، ومراقبة) قد تُتخذ خارج الإرادة الوطنية. كما يمنح (إسرائيل) وصولًا غير مباشر إلى بنى الاتصال والرصد العربية، ما يهدد خصوصية الدفاعات ويُحوِّلها إلى أدوات مراقبة مزدوجة. وبذلك يتحول التعاون التقني إلى ارتهانٍ سيادي رقمي يُرسّخ تبعية أمنية غير قابلة للفك مستقبلًا.
التصدي للصواريخ الإيرانية: حلقات الرادار واعتراض جماعي.
في 13–14 أبريل/نيسان 2024، أطلقت إيران أكثر من 300 مسيّرة وصاروخًا باتجاه (إسرائيل). جرى إسقاط الغالبية الساحقة عبر مظلة دفاع مشتركة شاركت فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن، وفق تغطيات مهنية متقاطعة.
تقديرات رويترز تُظهر أن القوات الأميركية دمّرت نحو 80 مسيّرة و6 صواريخ بنفسها خلال الهجوم، ما يبرز عمق الدور العملياتي الأميركي في قيادة شبكة الاعتراض. رويترز.
تقارير «وول ستريت جورنال» شرحت كيف نسّقت واشنطن تحالفًا إقليميًا هشًا على مدى سنوات، بحيث أتاح تبادل إنذارات مبكرة، ومسارات جوية، وتتبعًا راداريًا متداخلًا، اختبارًا عملياً لبنية «الدفاع الجوي المتكامل» في المنطقة. (وول ستريت جورنال) ، داخليًا، واجه الأردن غضبًا شعبيًا بعد إسقاطه «عشرات» المسيّرات فوق أجوائه، لكنه برّر الخطوة بحماية السيادة وسلامة المدنيين. رويترز. 
الأثر على قدرات (إسرائيل): هذا الغطاء الإقليمي رفع «احتمال الاعتراض» إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، وقلّص أثر الهجمات طويلة المدى، ومنح (إسرائيل) وقتًا وسيادة قرارٍ أكبر لاستمرار عملياتها في غزة. وول ستريت جورنال.
تمهيد الأجواء للضربات الإسرائيلية ضد إيران (البيئة التمكينيّة):
حتى لو لم تُعلِن عواصم عربية «سماحًا بالتحليق الهجومي» صراحةً، فإن شبكة الرصد والإنذار/الاعتراض التي شاركت فيها دول عربية، والدعم الأميركي من قواعد أماميّة، شكّلت بيئة تمكينية لعمليات (إسرائيل) ضد إيران وحلفائها (إنذار مبكر، ومسارات لتجنّب الاشتباك، وتزويد بالوقود جوًا، وتشارك صور الموقف الجوي). تقارير WSJ وصفت هذه الهندسة بأنها حجر زاوية لصدّ هجوم نيسان (أبريل) ومنع تشظٍّ إقليميّ أوسع. وول ستريت جورنال. 
وثائق واشنطن بوست/ICIJ نفسها تؤكد وجود صورة جوية جزئية مشتركة (partial air picture) تُغذَّى من رادارات شركاء، ومنصّات محادثة آمنة تحت إدارة أميركية، بما يسمح بتنسيقٍ لحظي. (الواشنطن بوست)
المحصلة: فتح المجال المعلوماتي-التشغيلي أمام سلاح الجو (الإسرائيلي) خفّف المخاطر والتكلفة في أي مواجهة مباشرة مع إيران، ورسّخ قدرة الكيان على الحفاظ على زخم الحرب في غزة. وول ستريت جورنال.
كشف المسيّرات والصواريخ الحوثية واعتراضها:
منذ أواخر 2023، شنّ الحوثيون حملةً مكثفة في البحر الأحمر وباب المندب ضد شحنٍ مرتبط بـ(إسرائيل) أو داعم لها. قادت الولايات المتحدة وشركاء غربيون عمليات اعتراض وضربات استباقية، مع انخراط دول عربية سياسيًا ولوجستيًا في البنية العامة للأمن البحري.
 Security Council Report   .Centcom  .بيانات سينتكوم تُظهر اعتراضات متتالية (مثلاً بيان 23 مارس/آذار 2024 عن إسقاط 6 مسيّرات فوق البحر الأحمر). هذه العمليات تقلّص قدرة الحوثيين على إيصال ضربات مباشرة لـ(إسرائيل) وتؤمّن خطوط إمدادها البحرية نسبيًا. Centcom.
الأثر: تحييد جزء معتبر من تهديد الحوثيين حَفِظَ لـ(إسرائيل) الحد الأدنى من انسياب التجارة والطاقة، رغم تراجع نشاط ميناء إيلات بنحو 90%  وفق تقرير لـواشنطن بوست.
«الجسر البري» لتزويد (إسرائيل) بالغذاء والمواد الخام.
مع تصاعد مخاطر البحر الأحمر، جرى تفعيل ممر بري صامت من الخليج إلى (إسرائيل) عبر الإمارات إلى السعودية إلى الأردن إلى (جسر الملك حسين) إلى حيفا/أشدود:
وثقت تقارير مهنية متطابقة: Times of Israel (ملف استقصائي بعنوان «Houthi bypass»)، وBloomberg، وVOA، وThe New Arab، وMiddle East Monitor  كلها وثّقت نموّ هذا المسار البري منذ مطلع 2024، مع دور لشركات لوجستية (مثل Trucknet) قلّصت زمن الوصول إلى أربعة أيام من جبل علي إلى حيفا لبعض الشحنات الحساسة (مواد غذائية طازجة، ومدخلات صناعية، وبضائع سريعة التلف).
 Middle East Monitor  The Times of Israel   Bloomberg .
تحليلات متخصّصة (Washington Institute) ذكرت صراحةً «الممر البري الإمارات-السعودية-الأردن-(إسرائيل)» خيارًا لوجستيًا بديلًا، مع شركات تعمل فعليًا على الخط. washingtoninstitute.org.
الأثر: هذا «البديل البري» أبقى المخازن الغذائية والتجارية في (إسرائيل) بحالة أقرب إلى الطبيعية مقارنةً بتعطيل البحر الأحمر، وأسهم في تقليص الضغط الداخلي على الحكومة والاقتصاد، وبالتالي إطالة أمد القدرة على مواصلة الحرب.
 The New Arab.
دور القواعد الأميركية في إدارة الصراع (غرف العمليات الأمامية):
العديد/قطر (مقر أمامي لسينتكوم)، والظفرة/الإمارات، وموفق السلطي/الأردن وغيرها منظومة قواعد تربط ISR (استطلاع ومراقبة) وطائرات مقاتلة/اعتراض، ودعم تزويد وقود جوي، ومنظومات باتريوت/إيجيس بحرية؛ وهي ما يوفّر عمودًا فقريًا للقيادة والسيطرة على عمليات الدفاع الجوي الإقليمي. تقارير رويترز والبرلمانية البريطانية ووكالات أميركية رسمية توثّق هذا الدور في صدّ هجوم أبريل 2024 تحديدًا.
Reuters  researchbriefings.files.parliament.uk .
النتيجة: من دون هذه الشبكة القاعدية، كان من المتعذّر تحقيق درجة الاعتراض التي شوهدت في أبريل 2024 أو إدارة ضرباتٍ بحرية-جوية ضد منصّات الحوثيين. إنها مركز الثقل الذي يسهّل التعاون العربي-(الإسرائيلي) تحت غطاء القيادة الأميركية. Centcom.
تكامل استخباري-تدريبي: الأنفاق، والمحادثات الآمنة، و«سرد الشركاء»:
وثائق واشنطن بوست/ICIJ تُظهر ورشًا وتدريباتٍ على حرب الأنفاق (منها اجتماعات في Fort Campbell)، وربط دولٍ عربية بمنصّات محادثة آمنة تديرها القوات الأميركية، وخطط «عمليات معلوماتية» لترويج «سرد الشركاء عن الازدهار والتعاون» ومواجهة رواية إيران. (الواشنطن بوست)
الخلاصة التحليلية: نحن أمام سلسلة تعاونات متراكبة: رصد وإنذار واعتراض، ولوجستيات برية وغذائية، وحرب معلومات، وتدريب تكتيكي، جميعها تصبّ في إطالة أمد القدرة الإسرائيلية على مواصلة الحرب رغم الكلفة السياسية.  
تقدير «حجم الدعم» وتأثيره (ملخص رقمي سريع):
أكثر من 300 قطعة (مسيّرة/صاروخ) إيرانية في 13–14 أبريل 2024؛ الغالبية أُسقطت بتنسيق أميركي-(إسرائيلي)-غربي مع مشاركة أردنية. رويترز.
≈ 80 مسيّرة + 6 صواريخ أسقطتها القوات الأميركية وحدها، وفق رويترز (تقدير أولي). رويترز.
90%  تراجع في نشاط ميناء إيلات بسبب الحوثيين؛ لكن «الجسر البري» عزّز تعويض الإمدادات (غذاء/مواد خام سريعة التلف) عبر الإمارات-السعودية-الأردن.
ربط راداري/ ومحادثات آمنة/ وتدريب أنفاق: موثّق في شرائح مسربة لـواشنطن بوست إدانة لا لبس فيها.
إن التنسيق السرّي مع جيش الاحتلال أثناء ارتكاب المجزرة والتطهير العرقي والإبادة، من اعتراضٍ لصواريخ خصومه إلى تأمين غذائه وموادّه عبر أراض عربية، هو خيانة مكشوفة لدماء غزة، وتوظيف للقدرة العربية لحماية الجلّاد بدل حماية الضحية. إن مسئولية محاسبة هذه الكيانات وكشف المسارات وتفكيك شبكات التواطؤ هذه واجبٌ ديني وخلقي يقع على عاتق الأمة عبر تفكيك هذه الأنظمة الغارقة في العمالة والغارقة في الخيانة.
حجم التعاون وأثره في حرب غزة والاتفاقات الجارية، من النّظرية إلى التنفيذ:
بينما كانت السعودية ومصر والأردن وغيرها تدين الحملة الإسرائيلية في وسائل الإعلام، كان في الكواليس حراك عسكري استخباراتي متسع. تظهر الوثائق أنه بين عامي 2022 و2024 تم ربط عدة دول بأنظمة دفاع جوي مشتركة، ما يُترجَم عمليًا إلى اشتراك في بيانات رادارية وإلكترونية. (الواشنطن بوست) بحسب الشرائح، فإن التعاون الراداري مع (إسرائيل) والعواصم العربية مكّن الأطراف من رؤية “صورة جوية” أكثر تكاملًا، وهو ما يُعدّ مكسبًا استخباريًا هائلًا.
الحادثة التي كشفت الضعف: ضربة الدوحة (9 سبتمبر 2025)
رغم هذا الربط الدفاعي، فشل النظام في حماية قطر من ضربة جوية (إسرائيلية) أعلنتها (تل أبيب) استهدفت قياديّين في حماس في الدوحة. الوثائق والبيانات ترتّب على أن الأنظمة الأميركية “لم ترصد تلك الضربة” مسبقًا، ولو كانت تتجه إلى راداراتها ومراقبتها الجويّة. لاحقًا، قدّم نتنياهو اعتذارًا لقطر، وأعلنت “أن الضربة لن تتكرر” بعد ضغوط أميركية. والراجح أن يكون التعاون الاستخباراتي قد استثنى قطر من تبادل المعلومات، ليقدم لنتنياهو صورة نصر بالقضاء على قادة حماس في قطر دفعة واحدة، وهو هدف مشترك (إسرائيلي)-أمريكي.
في سياق اتفاق وقف النار وقوات مراقبة غزة: في خضم المفاوضات لوقف النار وتبادل الأسرى، أعُلن أن 200 جندي أميركي سيُرسَلون إلى (إسرائيل) ضمن إطار المراقبة، وقد يُشارك في هذا الدور “عدد من الدول العربية التي شاركت في التعاون الأمني” وفق الوثائق الصحفية.  (الواشنطن بوست) كما أن بعض الدول العربية أبدت دعمًا لمفهوم آلية أمنية في غزة، دون إعلان مشاركة فعلية لعسكرها. (الواشنطن بوست)
تحليل الدوافع الإستراتيجية — بين الرهانات والمخاطر: الهدف المركزي: مواجهة النفوذ الإيراني:
جميع الوثائق تضع إيران ومحورها عدوًّا رئيسًا لهذه الشراكة، وكما وضحنا سابقا، اختيرت هذه السردية للتغطية على التعاون الحقيقي والشراكة التي قوامها التبعية والخيانة لإعطاء الشعوب سردية تخفف من وطأة الخيانة، بعضها تصف الحقول الحزبية والحليفة بـ “محور الشر” (Axis of Evil)، وهو تعبير يدل على وحدة أيديولوجية موجهة. الخوف من صواريخ إيرانية، والطائرات المسيرة، والميليشيات في العراق وسوريا واليمن كلها دوافع رُدِمَت في هذا البناء.
التطبيع السياسي المُموَّه: منذ اتفاقات “إبراهيم” بين (إسرائيل) والإمارات والبحرين، كانت هناك رغبة أميركية في أن يُترجَم التطبيع السياسي إلى بنية عسكرية مشتركة. ذكر الجنرال كينيث مكينزي في شهادته أمام الكونغرس أن هذا التعاون يُبنى “على زخم اتفاقات إبراهيم”.  (الواشنطن بوست) بمعنى آخر، التعاون السري بين هذه الكيانات العربية وبين الكيان الصهيوني أُريد به أن يكرّس التطبيع إلى بُعدٍ عسكري وأمني، لا يقتصر على العلاقات الدبلوماسية والتجارية.
مخاطرة فقدان الشرعية الداخلية: كل نظام عربي يواجه معادلة خطيرة: إذا انكشفت هذه الشراكات، فستخسر ميدانيًا في الشارع، خصوصًا في بلدان تشهد حساسية قوية تجاه القضية الفلسطينية. ولذلك حرصت الوثائق على أن تضع بندًا “لا يُسمح بالتصوير أو وصول الإعلام” في الاجتماعات،
 «MUST NOT DO» بالإنكليزية (الواشنطن بوست).
ما الذي يحدث في «التطبيع السياسي المموّه»؟ 
بعد اتفاقات «إبراهيم» (2020) تحولت العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين (إسرائيل) وبعض الدول العربية إلى قاعدة انطلاق لتنسيقات أمنية أبعد من العلن؛ هو تطبيع مُموّه لأنّه لا يكتفي بالمعابر الاقتصادية أو السياحية بل يسعى إلى نسج شبكة أمنية-عسكرية تُبنى على زخم تلك الاتفاقات. الجنرال كينيث «فرانك» مكينزي أشار في شهادته أمام الكونغرس إلى أن الجهود الإقليمية تبنى «على زخم اتفاقات إبراهيم»، عبارة تعكس تحوّل التطبيع إلى منصة أمنية تُوظَّف لعلاقات استخبارية وعسكرية مشتركة.
الردود المتوقعة والأسئلة المُلِحّة: من المحللين: إميل حوكايِم ومخاوف التشظّي:
إميل حوكايِم من معهد IISS يقول: إن العمل السري قد يحقن العلاقات العسكرية بين دول، لكنه في الوقت نفسه يُخفي التوترات الحقيقية ويعمَّق الغموض في الأسس السياسية. (الواشنطن بوست)
وحذر أنه بعد حادثة الدوحة، “انكشفت الثقة المُتبادَلة”، وأن ذلك قد يعقّد قدرات التنسيق الأميركي في السنوات المقبلة. (الواشنطن بوست).
الأسئلة المفتوحة التي لم يُجب عليها التحقيق:
هل هناك عقود تسليحية بين (إسرائيل) والدول العربية مشاركة في هذا البناء؟
من الوسطاء المحليون داخل تلك الدول الذين وقّعوا على مذكرات التفاهم أو سمحوا بالدخول إلى الرادارات والأنظمة؟
هل شاركت كوادر عسكرية من تلك الدول في عمليات فعلية على الأرض أو في غزة؟
هل جرت محاسبة أي مسؤول أو التبليغ أمام برلمانات أو جهات رقابية؟
هل يُشكِّل هذا «احتلالاً مباشراً» بصيغة جديدة؟ تقييم قانوني-استراتيجي موجز:
بالمعنى القانوني الضيّق لقانون الاحتلال (لوائح لاهاي 1907/المادة 42 واتفاقية جنيف الرابعة)، يُعرَّف الاحتلال بأنه بسط سلطة فعلية غير مُوافَق عليها من دولةٍ أجنبية على إقليمٍ لا سيادة لها عليه، بحيث تُمارَس هذه السلطة على الأرض ويُمكن فرضُها وإدارتها مدنياً وأمنياً (ويسمى هذا الشكل من الاحتلال ب«التحكّم الفعّال»).
 هذا يتطلّب عموماً وجوداً مادياً يتيح للحاكم الأجنبي إنفاذ قراراته على الإقليم والسكان، وهو معيار رسّخته أدبيات اللجنة الدولية للصليب الأحمر وفق اختبار «التحكّم الفعّال». لذلك، استضافة قواعد أميركية أو الاشتراك في شبكات قيادة وسيطرة لا يكفي وحده لقيام «احتلال حربي» بالمعنى الحرفي، ما لم تتحقق سيطرة فعلية على الإقليم وإدارته المدنية.
لكن ما تكشفه الوثائق المسرَّبة عن شبكات قيادة وسيطرة أميركية مُدارة مركزياً (منصّة تشات مؤمّنة تديرها واشنطن، «صورة جوية إقليمية» مدمجة من رادارات عربية، ومركز سيبراني إقليمي قيد الإنشاء، صياغة الرواية الرسمية التي يدار الصراع على أساسها وتسويقها للداخل، وباقي مكونات وأشكال هذا «التعاون»)، مع اشتغال القرار العملياتي لحظياً عبر غرف أميركية وتجاوزٍ لقنوات وطنية وإعلامية («MUST NOT DO» سِرّية الاجتماعات)، يقترب عملياً بشكل كبير من صورة «احتلالٍ وظيفيّ/رقميّ لقطاع السيادة الأمنية»: أي استلاب وظيفة الأمن والقرار والمعلومة ونقلها إلى خارج الحدود، بحيث تُمارَس سلطة تحديد التهديد وترتيب الأولويات وإيقاع الاعتراض/الضربة من قلب مراكز عمليات أميركية، فيما تُمنَح إسرائيل امتياز «الوكيل المتقدّم» داخل هذه المنظومة. هذا نمطٌ من الهيمنة بالتمكين والاستدعاء وصفته الأدبيات بـ«الإمبراطورية بالدعوة»
)Empire by Invitation(
: لا دبابات على الأرض، لكن قبضةٌ على المفاتيح السيادية (الجو، السيبر، السرد، والاستخبارات) تجعل القرار الأمني الفعّال خارج المدار الوطني.
الإمبراطورية بالدعوة (Empire by Invitation)هو مصطلح في الفكر السياسي والعلاقات الدولية يشير إلى نمطٍ من الهيمنة تُمارس فيه الدولة العظمى سيطرتها على دولٍ أخرى بناءً على “طلبٍ” أو “دعوةٍ طوعية” من تلك الدول نفسها، من الجهات الرسمية في تلك الدول لا من الشعوب، أي ليس عبر الغزو العسكري، بل عبر القبول الطوعي بالحماية أو الشراكة الأمنية التي تتحوّل عملياً إلى تبعية. بمعنى آخر: الدول التابعة تُسلّم سيادتها طوعاً مقابل شعورٍ بالأمن أو المكاسب الاقتصادية، فتصبح تحت إدارة الدولة المهيمنة دون احتلالٍ مباشر.
النتيجة التحليلية: قانوناً، لسنا أمام احتلالٍ حربيٍ كلاسيكي لغياب عنصر السيطرة الترابية المباشرة؛ لكن استراتيجياً/سياسياً نحن بإزاء «احتلالٍ وظيفي» لحقول القرار والسيطرة المعلوماتية يخلق تبعية سيادية ويُتيح لإسرائيل الاستفادة المستمرة بصفة (وكيل عملياتي داخل الشبكة). هذا النمط يوسّع «اختبار التحكّم» من الأرض إلى البنية التحتية لاتخاذ القرار (C2/C4I)، فيُنتِج فعاليةَ تحكّمٍ خارجي دون إدارة مدنية مباشرة، وهو ما يُبرِّر وصفه شعبياً وأخلاقياً بأنه استعمارٌ بلا مدافع: إدارة القرار من الخارج، وتمديد عمر الحرب بفضل بنى اتصالاتٍ وراداراتٍ وروايةٍ تُدار من واشنطن وتخدم تل أبيب.
مؤشرات عملية على «التحكّم الوظيفي» (وفق الأدلة المتاحة):
منصّة محادثات آمنة تُديرها الولايات المتحدة تربط غرف العمليات العربية والإسرائيلية (تحويل مسار القرار الفوري إلى مركزٍ أجنبي).
دمجٌ لرادارات وطنية في «صورة جوية إقليمية» تُدار وتُوزَّع مركزياً.
مركز سيبراني إقليمي ينسّق الدفاع الإلكتروني والمعلومة. 4
اشتراط السرية ومنع التوثيق الإعلامي لحماية البنية من المساءلة الشعبية. مجتمعةً، هذه العناصر تُظهر استحواذاً خارجياً كاملا على وظائف السيادة الأمنية بما يُقوّض الاستقلال الفعلي للقرار الوطني.
جريمة في حق الإسلام والمسلمين:
حين تدين بعض الأنظمة علنًا حرب (إسرائيل) في غزة، ثم تفتح لها أبواب السماء والأنواء من خلف الكواليس، فهذا ليس مجرد تردّد في الموقف، إنه خيانة منظّمة لكل من غضب على القنابل ليلاً في الشوارع القطرية أو المدن اليمنية. أن تُمسك مفاتيح الرادارات بينما تُشير بالسبابة إلى آلة القصف هو ما أعدّه الفضيحة المعاكسة: أن تقدم الدعم لعدو الشعب بكلمات ودماء خفية.
الخاتمة: زمن الهزّات… والمحاسبة: هذا الكشف، بغضّ النظر عن تداعياته الأمنية والعسكرية، هو في جوهره لحظة رقابية. ليس المهم أن نقرأ الوثائق فقط، بل أن نترجمها إلى حركة تغيير شاملة شعبية وسياسية تضعها أمام العواصم والشارع.
والمطلوب أيضا نشر الملفات الكاملة، وتكوين لجان تحقيق في الدول العربية المعنية، ومساءلة الحكام والقيادات التي سهّلت هذا التعاون في الكواليس، ومن ضمنهم وزراء دفاع أو أمن أو استخبارات، كلها لم تكن لتقوم بعمل بهذا الحجم من غير تواطؤ القيادات العليا في الدولة والجيش.
مصادر مختارة (مهنية/بحثية)
-واشنطن بوست + ICIJ: توسيع التعاون العسكري-الأمني العربي-الإسرائيلي خلال حرب غزة، إطار Regional Security Construct.
-WSJ: كيف نسجت الولايات المتحدة تحالفاً إقليمياً لصدّ هجوم إيران على إسرائيل (تفاصيل الإنذار والتنسيق والاعتراض).
 The Wall Street Journal .
-رويترز/الغارديان/أتلانتك كاونسل: أرقام الاعتراض ودور الأردن، وتداعيات داخلية. Reuters The Guardian .
-سينتكوم (بيانات رسمية): تحديثات الدفاع عن إسرائيل واعتراضات البحر الأحمر. Centcom .
-مسار «الجسر البري»: Times of Israel، Bloomberg، VOA، The New Arab، MEMO — تغطي الربط الإماراتي-السعودي-الأردني نحو موانئ إسرائيل، وتأثيره على السلع الطازجة. Middle East Monitor The Times of Israel Bloomberg .
										
									
								1447-05-08