النظام المصري.. ضامن أمن يهود ومُجوِّع غزة
2024/03/26م
المقالات
1,058 زيارة
لم يُخفِ النظام المصري انحيازه الفاقع لأعداء الأمة الإسلامية منذ انطلاق عدوان كيان يهود على قطاع غزة، على خلفية معركة طوفان الأقصى يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023م؛ ليكون موقف مصر من أشد مواقف دول سايكس بيكو تضامنًا مع الكيان المحتل، وحربًا على أهل غزة.
فبعد أيام قليلة من بدء معركة طوفان الأقصى قال مسؤول في المخابرات المصرية لوكالة أسوشيتد برس: «إن القاهرة حذرت مرارًا وتكرارًا الإسرائيليين من التخطيط لشيء كبير من غزة (بي بي سي عربي 12/10/2023م). وهو ما أكده رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، مايكل ماكول الذي قال: «نعلم أن مصر حذرت الإسرائيليين قبل ثلاثة أيام من احتمال وقوع حدث مثل هذا» (بي بي سي عربي 12/10/2023).
وكان رأس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، حريصًا في البداية على عدم استقبال لاجئين من غزة؛ لذلك أسدى نصيحة ليهود بتهجير الفلسطينيين إلى صحراء النقب بالداخل الفلسطيني المحتل ريثما تنتهي من العمليات العسكرية في القطاع (اعتبر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أن ما يحدث في قطاع غزة هو محاولة لدفع السكان والمدنيين إلى النزوح نحو مصر، لافتًا إلى أنه إذا كان من الضروري نقل مواطني القطاع خارجه حتى انتهاء العمليات العسكرية، فيمكن لإسرائيل نقلهم إلى صحراء النقب» (الحرة 18/10/2024).
ومع مرور أيام الحرب وبدء نفاد الغذاء والدواء والوقود في غزة، لعب النظام المصري دورًا لا يقل خسةً وعارًا عن خذلانه أهل غزة عسكريًّا، حين مارس دوره المعتاد في حصار القطاع عبر تعطيل دخول المساعدات إليه، رغم تكدّس شاحنات الإغاثة في الجانب المصري من المعبر، وذلك استجابة لرغبة كيان يهود في تجويع أهل غزة.
وقد تبرّأ يهود من الاتهامات الموجّهة لهم بمنع المساعدات عن غزة، وألقوا باللائمة على السيسي، فقال محامي الكيان أمام محكمة العدل الدولية كريستوفر ستاكر «إن الوصول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح تسيطر عليه مصر، وليس على إسرائيل أي التزام في ذلك بموجب القانون الدولي» (الجزيرة 12/1/2024).
السيسي ظهر بعد ذلك مدّعيًا أنه غير مسؤول عن منع دخول الغذاء إلى غزة «قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن معبر رفح بين مصر وقطاع غزة مفتوح 24 ساعة طوال أيام الأسبوع؛ لكن الإجراءات التي تتخذها إسرائيل للسماح بدخول المساعدات تعرقل العملية». وأكمل كلامه بلهجة استعطافية للمسلمين «هروح من ربنا فين، ولو أنا السبب في منع دخول لقمة عيش لغزة، أروح من ربنا فين؟». (CNN بالعربية 24/1/2024).
لكنّ الولايات المتحدة، وجّهت صفعة أخرى للسيسي، فاضحةً تواطؤه مع يهود في التضييق على غزة «كشف الرئيس الأميركي جو بايدن أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يرد في البداية فتح معبر رفح لدخول المساعدات إلى قطاع غزة؛ لكنه تحدث معه وأقنعه بفتحه». وأضاف بايدن «تحدثت مع بيبي (نتنياهو) وأقنعته بفتح الجانب الإسرائيلي من المعبر» (الجزيرة 9/2/2024).
ولم يكتفِ النظام المصري بحصار غزة وعدم التحرك عسكريًا لنصرتها، وتقديم النصائح ليهود، بل إنه زاد على ذلك باستغلال أهل غزة وتحصيل أموال طائلة منهم مقابل السماح لهم بمغادرة القطاع من خلال معبر رفح. فقد أورد تقرير استقصائي بصحيفة «لوموند» الفرنسية أن «عبور معبر رفح أصبح تجارة مربحة للمستفيدين من الحرب وعبئًا لا يُحتمل على من يريدون الخروج».
وذكر التقرير أن «شبكة من الوسطاء ووكالات السفر تبيع تصاريح الخروج من قطاع غزة إلى مصر بأسعار باهظة تتراوح ما بين 4500 و10 آلاف دولار للفلسطينيين» (الجزيرة 27/1/2024).
أما الخبر الذي يشكل فضيحة الفضائح التي يرتكتها السيسي بحق شعبه المسلم وأهل غزة، بل ويطعن الأمة الإسلامية جمعاء… فهو ما ذكره رئيس وزير خارجية تونس الأسبق رفيق عبدالسلام في منشور له على موقع “إكس” من إن السر وراء تقاطر الأموال على مصر بعد تحريك سعر الجنيه هو ما يحصل في غزة من تجويع للشعب الفلسطيني؛ حيث كتب أنه ليس سرًّا أن السيسي تحوَّل من ديكتاتور إلى رجل جيدٍ مرضيٍّ عنه دوليًّا، وإن الإجابة واضحة، وهي الحصار على قطاع غزة. وتابع: “في غضون 10 أيام فقط، انتقلت مصر من حافة الإفلاس إلى الحصول على 40 مليار دولار بضربة واحدة، وتوزَّعت بين دول الخليج وصندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي”. وخلال أسبوعين فقط، أدت صفقة استثمارية مع الإمارات بقيمة 35 مليار دولار، وقرض موسَّع بثمانية مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، ورفع أسعار الفائدة 600 نقطة أساس، وتبني تحوُّل في سعر الصرف، إلى إعادة سوق الدخل الثابت المحلية إلى دائرة الاهتمام. كذلك عدلت وكالة موديز للتصنيف الائتماني نظرتها المستقبلية لمصر من سلبية إلى إيجابية، وأرجعت هذا إلى “الدعم الرسمي والثنائي الكبير” و”الخطوات التي تم اتخاذها بشأن السياسة” خلال الأيام الماضية… وقال جو ديلفو مدير المحافظ لدى أموندي أكبر شركة لإدارة الأصول في أوروبا: “اجتماع كل هذه الأمور معًا كوَّن بالتأكيد زخمًا إيجابيًّا للغاية لصناع السياسة المصريين، وللبلاد، وللاقتصاد”، مضيفًا أن الشركة “تدرس بالتأكيد” العودة إلى الأوراق المالية المحلية للحكومة. هذا هو السبب وراء تقاطر مليارات الدولارات لمصر في أيام قليلة.
إن النظام المصري وصل إلى أسفل دركات الخيانة من خلال سلوكه تُجاه الحرب في غزة، وهذا ليس غريبًا في الحقيقة عن طبقة حاكمة تربّت على عين الغرب وتغذّت على موائده، بل الغريب، والمستنكَر أيضًا، أن يسكت الضباط المخلصون في الجيش المصري حتى الآن عن هذا الفجور ولا ينهضوا لإزالة السيسي فيطهّروا البلاد من رجسه، ويحرّكوا القوات المصرية تحت راية الإسلام إلى فلسطين فيقتلعوا كيان يهود ويحرّروا الأرض المباركة.
أيها المسلمون: هذا هو السيسي، حاكم سيئ بكل المعايير، وهو يعتبر شريكًا كاملًا ليهود في جريمة الحصار والإبادة لأهل غزة … ألم يأنِ لأهل القوة من أهل مصر المؤمنين أن يأخذوا دورهم في وضع حدٍّ لهذا الحاكم الفاجر ومن معه من أهل القوة الخونة المجرمين المرتبطين بأمريكا… إن المسلمين في مصر وفي سائر بلادهم ينتظرون من أهل القوة ممن يخافون الله ويستشعرون بألم أمتهم أن يحسنوا التفكير والتخطيط والتنفيذ ويستلموا الحكم ويسلموه إلى أهل الدعوة للخلافة حتى يقوم أمر الله والذي هو من سيضع حدًّا لجميع أعداء الله. .
2024-03-26