مشروع طريق الحرير الجديد (الأمريكي):(إسرائيل) هي من أكبر المستفيدين منه، ويسرِّع وتيرة التطبيع ما بين الكيان الصهيوني ودول الخليج.
2023/12/20م
المقالات
2,637 زيارة
نبيل عبد الكريم (أبو مصعب)
في العصور القديمة كان أقدم طريق تجاري هو (طريق الحرير)، فكان طريقًا تجاريًّا ثقافيًّا، وصل أغلب مناطق العالم القديم واستمر حتى منتصف القرن الخامس عشر. ومع التطورات التي طرأت على العالم اليوم والذي أصبح كمدينة واحدة، من خلال الثورة الإلكترونية الكبيرة التي طرأت على وسائل الاتصال السريعة والقوية والتي تجعلك تجوب دول العالم كلها في لحظات؛ وهذا ما ولد وجود حاجة ماسة لإعادة فكرة طريق الحرير القديم ليضفي سهولة تحرك السلع وسرعة التواصل والتوصيل، وأن تكون هذه الحركة آمنة سريعة.
من هذا المنطلق وجدنا أن الصين حاولت أن تحيي هذا الطريق بما سمي مشروع (الحزام والطريق) وقد قطعت شوطًا كبيرًا في إنشائه؛ حيث أعلن الرئيس الصيني شي جين بينج عام 2013م عن إنشاء ممر تجاري لفتح أسواق الصين للعالم بكل سهولة وأمان ودون تحكُّم الممرات المائية بها، ومن يتحكَّم بها هي حركة التجارة العالمية، ولبناء علاقات سياسية واقتصادية بعيدة المدى مما يتماشى مع طموحات القوة الصينية في القرن الثالث والعشرين؛ ولكن قبل قيام الصين بالإعلان عن الحزام والطريق كانت هناك أصوات من دول أخرى تنادي بإحياء طريق الحرير القديم أو ما يشابهه. وعلى سبيل المثال في عام 1998م، طرحت اليابان فكرة إحياء دبلوماسية طريق الحرير لرفع مستوى العلاقات بين دول أسيا الوسطى. وفي عام 2011م، تقدمت الولايات المتحدة باقتراح مشروع طريق الحرير الجديد الذي قدمته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أثناء زيارتها للهند. وأيضًا في عام 2014م طرحت الهند فكرة مشروع (mausam). والذي يهدف إلى فهم الثقافات الوطنية بين البلدان وإعادة بناء الاتصالات بين الدول في المحيط الهندي.
ولكن كل هذه الاقتراحات بقيت حبرًا على ورق، وسبقتها الصين بخطوات ملموسة لمشروعها الحزام والطريق؛ وذلك يعود لما تعانيه الصين من تحكُّم الولايات المتحدة الأمريكية على [مضيق ملقا] وعرقلة الصادرات الصينية والواردات الهامة لاستمرار تطور الصين وخاصة في الطاقة منها، والمواد الأولية من النوع الأول. وعلى ما يبدو أنه لم يكن للولايات المتحدة الأمريكية إرادة في أن تسبقها الصين، وهذا ما سوف نوضحه لاحقًا.
لقد قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بإعلان مشروع (الطريق الجديد) الذي يصل بين الهند وأوروبا، وذلك خلال قمة مجموعة العشرين في نيودلهي 10 سبتمبر 2023م، من خلال مذكرة تفاهم اتفق عليها القادة بمن فيهم الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي أعلن عن المشروع، وهو عبارة عن ممر بين الشرق، وتحديدًا من ميناء بوندرا الهندي على الساحل الغربي إلى ميناء الفجيرة، ثم يستخدم خط سكة الحديد عبر السعودية والأردن لنقل البضائع عبر حاويات موحدة إلى ميناء حيفا في فلسطين (الكيان الصهيوني). أما الممر الشمالي فيربط الخليج العربي بأوروبا حيث سيربط تحديدًا من ميناء حيفا إلى موانئ مختلفة مثل مرسيليا في فرنسا، وموانئ أخرى في إيطاليا واليونان. وسيشمل المشروع أيضًا كابلًا بحريًا وبنية تحتية لنقل الطاقة وفقًا لما ذكرته فايننشال تايمز واطلعت عليه العربية نت. ووصف بايدن الاتفاق بالتاريخي وأنه (سيغير قواعد اللعبة) وهو مشروع ضخم جدًّا؛ حيث إنه أيضًا سيربط دولًا مثل (فيتنام وتايلاند وميانمار وبنغلاديش) بهذا الممر إذا سمح المجلس العسكري في ميانمار بميناء مخصَّص لهذا المشروع والخروج من ظل الصين. ومن جهة أخرى يوجد في بنغلاديش ست نقاط خروج للسكك الحديدية إلى الهند ويمكن استخدامها لإرسال البضائع إلى أوروبا عبر ميناء موندرا، ويهدف هذا الممر الجديد إلى تأمين سلاسل التوريد وزيادة إمكانية الوصول إلى التجارة وتسريع التجارة البيئية بنسبة 40% وتخفيف التأثيرات البيئية مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة، وخفض التكاليف وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، كما يهدف إلى تيسير نقل الكهرباء المتجددة، والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب من أجل تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، ويساهم في تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية حيث قال البيت الأبيض في وثيقة نشرتها إدارة بايدن بشأن إعلان الممر الكبير بين الهند وأوروبا: (نريد إطلاق حقبة جديدة متصلة عبر شبكة سكك حديد، وربط الموانئ في أوروبا بالشرق الأوسط وآسيا) وقال الرئيس بايدن: (إن هذا المشروع سيؤدي إلى خلق فرص عمل، وازدهار التجارة وتقوية سلاسل الإمداد والاتصال والتواصل بيننا، وهو ما سيجعل الأمن الغذائي في وضع أفضل). وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أرسلا فون دارلين: (المشروع أكبر من مجرد سكك حديد أو كابلات) مشيرة إلى جسر أخضر ورقمي بين القارات والحضارات.
وقد تم هذا الإعلان بغياب الصين عن قمة العشرين المعقودة في الهند، وقد قال المحلل السياسي والأمني فاران جيفري أن الرئيس الصيني شي جين بينج لم يحضر تجنبًا للإحراج، ومن جهة أخرى قالت المحلِّلة فيلينا تشاكاروفا: (إن هذه الخطوة تأتي في إطار التنافس الصيني الهندي مشيرة إلى رعاية بكين مسار عودة العلاقات بين السعودية وإيران. فيما عملت نيودلهي على إعادة التواصل بين الرياض وواشنطن حسب قولها).
ويعتقد الخبير الاقتصادي يحيى السيد عمر في حديثه للجزيرة نت: (إن الهدف الأمريكي من المشروع سياسي؛ وذلك لتعطيل مشروع الحزام والطريق الصيني أو التأثير عليه) فالفاعلية الاقتصادية للمشروع تبدو متواضعة بالمقارنة مع منافع مشروع الحزام والطريق، وأن الدول المستفيدة حاليًّا محدودة. أما بخصوص الدول المتضررة فأنها دول وسط آسيا وغربها، إضافه للصين، كما أن تركيا ستتضرر كونها تخطط لأن تكون عقدة تجارية دولية، ولعل مصر أكبر المتضررين كون المشروع في حال تنفيذه سيؤثر سلبًا على قناة السويس.
وعلى النقيض يقول الخبير الاقتصادي أحمد ذكر الله أن مشروع الطريق الجديد يعزز نقل الطاقة والاتصال الرقمي، كما أنه يعمل على تسريع التبادل التجاري بين الشرق والغرب؛ حيث يوفر حوالى 40% من الوقت المعتاد. ومن جهة أخرى، سياسيًّا له أهمية لتسريع وتيرة التطبيع ما بين الكيان الصهيوني وبعض دول الخليج، كما أنه يأتي في إطار التنافس الأمريكي الصيني. ويُعتقد أن المشروعين متشابهان من حيث الأهداف؛ ولكن يختلفان من حيث الطريق والخلفية السياسية والحرب التجارية.
فمن ناحية الطريق، نجد أن الصين بنت شبكه طرق لطريقها بحيث يخدم الجميع، وبنفس الوقت يمنع السيطرة على هذه الطرق، ولكن لضعفها السياسي والخبث الموجود في الغرب لم تراعِ نقاط الارتكاز حيث اختارت دولًا قد لا تملك مع الأيام السيطرة عليها فتقطع هذه السلسلة، وعلى سبيل المثال لا الحصر باكستان وأفغانستان وخاصة بعد خروج الولايات المتحدة منها، ناهيك عن أن أغلب الدول تتبع للسياسة الأمريكية (تركيا ومصر وغيرهما) فلهذا السبب قد تكون الولايات المتحدة سمحت للصين أن تطرح مشروعها قبلها. وعلى النقيض نجد أن الولايات المتحدة كانت بمكرها ترسم إلى السيطرة على أقصر الطرق مع حرمان الصين منه، وبنفس الوقت كل نقاط ارتكازه الأساسية تخضع لها من الهند إلى الخليج العربي إلى الكيان الصهيوني إلى أوروبا، وهي لم تختار دولًا قد تتفلت، بل اختارت بعناية إيطاليا واليونان وفرنسا احتياطًا ليكون طريقها غير قابل للتوقف أو التعطل، ناهيك عن قصر المدة، وأيضًا يتبع معه قلة الكلفة والأمان والتكنولوجيا الحديثة، ويظهر رغبة الولايات بجعل الهند مركزًا تجاريًّا منافسًا للصين بشكل مباشر فتبقى على النزاع والتنافس الصيني الهندي.
أما الخلفية السياسية،فإن الولايات تسعى إلى ربط الاقتصاد والمنافع المالية بدولة الكيان الصهيوني مما سوف يؤدي إلى تطبيع المنطقة مع هذا الكيان وتثبيته بأنه كيان اقتصادي فاعل بالمنطقة ولا يمكن الاستغناء عنه؛ مما سوف يتيح لهم السيطرة أكثر وأكثر على المنطقة، ومنع توحدها مطلقًا. وإن ما نراه من أحداث اليوم في غزة والداخل ما هو إلا لتهيئة أسباب التطبيع مع الخليج، وخاصة السعودية بعد تصريح ولي العهد محمد سلمان بأنه لا تطبيع إلا باعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، ونرى التضحية التي يقدمها كيان يهود بقليل من الهيبة والأفراد لصالح الحصول على الوعود من هذه السيطرة الكبيرة. وفي حال تم هذا المشروع فسوف يكون لها مورد مالي عالٍ جدًّا على ما سوف تتحكم به من الحكام العملاء الخاضعين لها.
ومن ناحية الحرب التجارية، فإن الطريق يعتبر جزءًا من السيطرة على الحرب التجارية. وباعتبار أن الأيام القادمة هي لمن يسيطر على الشرق الأوسط، فإن امتلاك الخطوط البرية والبحرية والجوية في منطقة الشرق الأوسط وما تحويه هذه المنطقة من المواد الأولية فإن من يسيطر عليها هو الحاكم الفعلي للعالم في قابل الأيام.
ردود أفعال دولة مستفيدة ودولة متضررة.
-
الصين هي من الدول المتضررة.
إن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وسيطرة حركة طالبان يخدم رغبة واشنطن في إفشال شراكة الصين مع العديد من الدول، ومحاولات لتعطيل سير مبادرة الحزام والطريق. ومن جهة ثانية نجد واشنطن تدعم الانفصاليين الإيغور في منطقه شينجيانغ غرب الصين لتقسيمها تحت مسمى تركستان الشرقية. ونجدها تدعم استقلال مقاطعة بلوشستان جنوب غرب باكستان وهو ما يعقد ويلغي التواجد الصيني. لقد تركت الولايات المتحدة الصين تقوم بإنشاء الحزام والطريق، لتتورط في مخاطر قد تؤدي لعرقلة هذا المشروع طبيعيًا ما عدا ما تجهزه الولايات المتحدة من عراقيل صناعية أو مصطنعة.
ومن المخاطر الطبيعية:
– تحمل أعباء الدين؛ حيث إن حال أكثر من 13 بلدًا من البلدان الثلاثة والأربعين المنخفضة والمتوسطة الدخل تزامن مع الحال المتردي اقتصاديًّا.
– مخاطر انبعاثات ثاني اكسيد الكربون بنسبه 0.3% على مستوى العالم، وهذا ناجم من مشاريع البنى التحتية للنقل.
– المخاطر المتصلة بسياسات الدول وتغيراتها وتغيير قوانينها مما يدخل هذه المشاريع في مفاوضات قانونية قد تعيق استمراريه هذا المشروع.
أما العراقيل الصناعية:
نجد أن الصين لم تختار نقاط الارتكاز لمسارها بعناية سياسية بل تم اختيارها جغرافيا، وكانت نظرة الصين لطريق يخدم العالم، وعلى رأسها مصالح الصين؛ ولكن نجد أن طريق الحرير الجديد الذي طرحته الولايات المتحدة تمت دراسته بعناية، فهو لا يخدم الصين وروسيا وغيرهما، فهو مختار من قلب الشرق الأوسط وشريان العالم، وتم اختيار دول الارتكاز فيه دول تابعة لها بالكلية وهذا يخدم الاستمرارية بينما الحزام والطريق على خلاف ذلك. فمراكز الارتكاز أغلبها تابعة لسياسة الولايات المتحدة ومنها: (باكستان، وأفغانستان، ومصر، وتركيا، وإيران، والهند، وكازخستان) وأغلب هذه الدول تدور بالفلك الأمريكي أو عميلة بالكلية لها، وهذا خطأ استراتيجي يؤدي إلى تأخيره أو توقيفه عن العمل؛ حيث يمكن لهذه الدول أن تضع العصا في العجلات، وتؤخر تحرك هذا الطريق وخاصة في أوقات معينة مما يؤدي إلى عدم شفافية ولا مصداقية ولا أمان في هذا الطريق.
دولة الاحتلال الصهيوني هي منأكبر المستفيدين من هذا المشروع:
تعتبردولة الاحتلال الصهيونيهيمنأكبر المستفيدين من هذا المشروع؛ حيث قال رئيس وزراء الكيان المجرم بنيامين نتنياهو: «يسرني أنّ أزف لمواطني دولة إسرائيل، بشرى تحول إسرائيل إلى مفرق رئيسي في هذا الممر الاقتصادي». وقد رأت التحليلات في كيان يهود أن المشروع يهدف بشكل أساسي إلى إنشاء نظام دفاعي اقتصادي واستراتيجي ضد النفود الصيني في الشرق الأوسط. فهو مثير للإعجاب، وسوف يؤمن اندماج الكيان الصهيوني بشكل كامل في الشرق الأوسط، وفي عموم دول آسيا، وأيضًا سوف يحقق لها دخلًا كبيرًا جدًّا، يحقق كل شيء لكيان يهود.
ومن يتابع مجريات الأوضاع السياسية في المنطقة يفهم أن تطبيع السعودية مع كيان يهود سيكون تحصيل حاصل؛ حيث وافقت السعودية على هذا المشروع، وهي تعلم أنه يجب أن تكون لها علاقة وثيقة مع الكيان لأنها طرف أساسي ونقطة أساسية في هذا المشروع، وقد يكون ما ستؤول إليه نهاية أحداث غزة اليوم مخططًا له أن يصب بأيدي الخونة، وتآمر الدول على هذا الشعب المسلم المناضل الثابت المرابط الذي يتطلع، هو والمسلمون، لتحرير بلاده كاملة.
إن ما تقوم به (إسرائيل) من إجرام في غزة خطوة سيجعل صمود المقاومة المذهل، وصمود الشعب الفلسطيني المسلم يندمون عليها؛ إذ إنه تم زرع الرعب الشديد في نفوسهم وكسرت هيبتهم التي بنوها وكشفت زيفها وبهتانها. وسوف يكون، إن شاء الله تعالى، ما يحدث في غزة مسمارًا في نعش زوال دولتهم، والنصر قادم بإذن الله. وحينها لن تنفع يهود ولا دول التطبيع الخليجية لا طريق الحرير الجديد ولا أي اتفاقات بينية.
إن الغرب يعي أن من يسيطر على منطقة الشرق الأوسط يسيطر على العالم بأسرع وقت؛ لذلك هم يتسابقون على السيطرة عليها. وإذا لاحظنا أن الصين بمشروعها (الحزام والطريق) لم تعتمد منطقة الشرق الأوسط إلا بأطرافها، وذلك لعدة أسباب أهمها عدم إثارة الغرب عليها في مشروعها، وهي في نفس الوقت تتقدم في تنفيذ مشروعها… بينما الولايات المتحدة اعتمدت على منطقة الشرق الأوسط مع دول الخليج ببحث أنها أمنت المال والموارد الطاقوية والأولية، واستفادت من قصر الطريق وتوفير الزمن بمقدار يتجاوز 40%… كل طرف بنى مشروعه، وقد غاب عن ذهن الجميع أن دولة الخلافة قادمة بإذن الله، وقدومها سوف يتبِّر ما علوا تتبيرًا.
ولنا مثال مشابه لحالنا اليوم، فعندما تم فتح القسطنطينية عام 1453م على يد دولة الخلافة (الدولة العثمانية) وكانت طريق الحرير والصين هي المهيمنة، فقد تمكن محمد الفاتح من الهيمنة على منطقة البحر الأسود. ومع وجود مضيق الدردنيل تحت سيطرة العثمانيين، أغلق العثمانيون طريق الحرير أمام أعدائهم فانهالت الإيرادات العظيمة على الدولة العثمانية المدفوعة من الغربيين على شكل ضرائب ورسوم العبور، وكذلك اليوم سوف نستولي على كل ما هو داخل أراضينا مهما كانت دون دفع أي شيء، ولا نعترف بالقانون الدولي الحالي بل سوف يكون كل شيء متواجدًا في أراضينا، من مشروع الصين (الحزام والطريق) أو المشروع الأمريكي (الطريق الجديد)، وملكًا لنا، وسوف نهيمن على جميع الطرق التجارية. وهذا من أهم صفات منطقة الشرق الأوسط: السيادة على العالم اقتصاديًّا، وسوف تكون تحت تصرف خليفة المسلمين، ناهيك عن المبدأ الرباني الذي سوف يجلب الخير لكل العالم، وسوف يقتلع كيان يهود من خير البلاد وإعادتها إلى قلب دولة الخلافة واستعادة أموال الأمة المنهوبة عبر هؤلاء الحكام الخونة الذين باعوا دينهم بعرض من الدنيا، وسوف نحاسب كل شخص تآمر أو سفك دم مسلم.
إننا نقول للعالم إننا قادمون رغم ما نعاني اليوم من مآسٍ، فإنها غربلة لإحقاق الحق، وقيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة كما وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفضح كل خائن وكل عميل وكل بائع لدينه وأرضه وشرفه… إننا قادمون إن شاء الله.
فيا أهل القوة كونوا ممن يستخلفهم الله ولا تكونوا ممن يستبدلهم، وكونوا سعد هذا الزمان بنصر دعوة الله والعاملين عليها، هبوا إلى نصرة حزب التحرير الذي يحمل لواء الدعوة إلى استئناف الحياة الإسلامية وتخليص البشرية والمسلمين من ظلم الظالمين الذين يأخذون هذا العالم إلى الدمار، ولا يهمهم كم سوف يموت من هذه البشرية أو ما سوف يحل بالعالم. إننا قادمون بإذن الله، وسيتحقق قول الله فينا: (وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ٥٥)[النور: 55]… اللهم إنا نسألك النصر عاجلًا غير آجل… اللهم آمين .
2023-12-20