اليمن يحترق بنيران الصراع الدولي ولا خلاص له إلا بالخلافة
2014/10/30م
المقالات
1,987 زيارة
اليمن يحترق بنيران الصراع الدولي ولا خلاص له إلا بالخلافة
في إجابة مفصلة أدلى بها أمير حزب التحرير الشيخ عطاء خليل أبو الرشتة حول التطورات الأخيرة في اليمن أوضح أنها تأتي في سياق صراع مستعر بين فريقين: أميركا والأتباع والعملاء، وبين بريطانيا والأتباع والعملاء، وكل من الطرفين يستعمل وسائله وأساليبه. أما أميركا فتسير بمنطق استعمال قوة الحوثيين والحراك الجنوبي وإيران، بالإضافة إلى أسلوب التفاوض (عبر جمال بن عمر) لتحقيق المكاسب. وأما بريطانيا فتسير بمنطق الدهاء السياسي عن طريق استغلال الرئيس هادي لصلاحياته الرئاسية ومداراة أميركا لاتقاء ضغوطها، ودون تمكينها من المناصب الحساسة في الحكم، ثم عن طريق زج علي صالح ورجالاته مع الحوثيين، حتى إذا ما فشل هادي ورجحت كفة الحوثيين كان لبريطانيا في الحكم نصيب عن طريق صالح ورجاله. فيما يلي نلخص أبرز الخطوط العريضة التي تناولتها الإجابة.
– استقر نفوذ الإنجليز في اليمن في العقود الأخيرة وبخاصة منذ تولي علي صالح السلطة في 1978م حيث قام بقصقصة، بل بقطع، أجنحة النفوذ الأميركي في اليمن، وطارد عملاءها وأتباعها، وكادت تصبح الطبقة السياسية الفاعلة في اليمن خالصة للإنجليز وعملائهم. وقد استمر هذا الأمر حتى أحداث «الربيع العربي» سنة 2011م في اليمن، حيث انتفض الناس على علي صالح لطغيانه وتفرده في الحكم.
– تمكنت أميركا من استغلال الأحداث الجارية بعد أن اهتزت سلطة صالح بشدة وتخلخلت مؤسسات السلطة، فبدأت بالتحرك الجاد لإقرار حل للأحداث يناسبها عن طريق سفارتها ومبعوثيها، بالإضافة إلى أتباعها المحليين، وقد أحست بريطانيا فعلاً بأن أميركا جادة في ذلك، فسارت على أسلوبها المعتاد، وهو أن تبادر هي إلى حل يحافظ لها على نفوذها فأطلقت في بداية نيسان/أبريل عام 2011م المبادرة الخليجية التي تقضي بتنحي علي عبد الله صالح والتعهد بعدم ملاحقته قضائياً وتسليم صلاحياته لنائبه عبد ربه منصور هادي الموالي لها.
– رغم أن عبد ربه منصور هادي من أتباع الإنجليز إلا أنه أقل وطأةً وأليّن عريكة من علي عبد الله صالح، ما مكِّن أميركا من العبث بالمبادرة، وذلك عن طريق القوة من الحوثيين والحراك الجنوبي، وعن طريق الأعمال التفاوضية من خلال أحد رجالها «جمال بن عمر».
– استغلت أميركا قرار الحكومة برفع أسعار الوقود الذي دخل حيز التنفيذ في30 يوليو/ تموز 2014م، فحركت الحوثيين والحراك الجنوبي في مقاومة ساخنة لحكومة هادي، وكانت أميركا تدعم هذا الحراك ضد هادي سياسياً وأمنياً، لذلك غضت النظر عن اقتحام الحوثيين صنعاء، ولم تستنكر استيلاءهم على المباني الحكومية، التي شملت مبنى رئيس الوزراء، ومركز قيادة الجيش، ومجمع التلفزيون.
– أدركت بريطانيا أن أميركا جادة باستعمال القوة للوصول إلى مكاسب ذات شأن في حكم اليمن، وأن للحوثيين قوة مؤثرة من سلاح وعتاد زودت به عن طريق إيران، فدفعت هادي إلى أسلوب الحوار بدل المواجهة العسكرية محاولاً استثمار منصبه كرئيس لعدم تمكين الحوثيين من السلطة الفاعلة، كما أدخلت علي صالح كشريك للحوثيين وكأنه يعارض حكم هادي بغية احتواء المد الحوثي. ثم تم عقد اتفاق بين هادي والحوثيين، باركته أميركا، ما يؤكد أنها تؤيد كل ما حدث، وأنها أرادت أن يدخل الحوثيون العاصمة، ويجري الاتفاق معهم تحت ضغط السلاح، وقبولهم كمكوِّن سياسي ذي شأن.
– إن الأمور في اليمن هي في تصاعد ولن تستقر على نحو حاسم إلا في حالتين: الأولى: أن تتمكن أميركا أو بريطانيا من حسم الأمور لصالحها، ومن ثم تهيمن فعلياً على اليمن. أوأن يكرم الله هذه الأمة بالخلافة، فتدوس نفوذ الكفار المستعمرين وتقلع جذورهم من البلاد وتقضي على شرورهم بين العباد.
2014-10-30