السعودية: قمم ثلاث… لإنقاذ سياسة فاشلة
2019/06/13م
المقالات
6,376 زيارة
السعودية: قمم ثلاث… لإنقاذ سياسة فاشلة
عقدت في مكة المكرمة في 30و31/05/2019م الموافق 25و26 رمضان 1440ه، ثلاث قمم برئاسة السعودية، الأولى هي لأهل بيت الخليج. والثانية لسائر الدول العربية المنضوية تحت جامعتها المهترئة، والثالثة لسائر المسلمين عبر «رابطة العالم الإسلامي» التي توقظها كلما احتاجت إليها. أما كون عقدها في مكة المكرمة قبلة المسلمين، وفي أواخر رمضان حيث يوجد فيها أعداد من المعتمرين في مكة تفوق أعدادهم أعداد الحجيج في موسم الحج… فلهذا دلالته في أنها تريد أن تعطي صورة عن نفسها أنها زعيمة المسلمين، وأن الاعتداء عليها هو اعتداء على المسلمين. أما هدف السعودية من عقدها في هذه الظروف المأساوية الاستثنائية من الهجمة الدولية على المنطقة واستهدافها في دينها وركائز حياتها، فليس دعوة الذين دعتهم من أجل التنادي للم الشمل والتوحد ووضع كل الإمكانات التي تحصن جبهة المسلمين وتقطع أصابع الشر التي تكيد لهم، كما تفترض الزعامة أن تتصرف… بل من أجل تكريس الانهزام والاستسلام… والسعودية التي أرادت أن تظهر أنها الزعيمة، ظهرت على عكس ما أرادت: خائفة مستجدية ضعيفة… إن السعودية التي دعت إلى هذه المؤتمرات الطارئة هي متَّهمة ومدانة، وهناك شك في كل مواقفها السياسية:
– إن السعودية متهمة بأنها متواطئة في السر مع أميركا و(إسرائيل) لإنجاح خطتهما «صفقة القرن» الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية. ومعلوم أن هذه الصفقة هي صفقة بيع فلسطين بأموال خليجية، والتنازل عنها. فالذي يريد زعامة المسلمين حقيقة هو من يتبنى قضاياهم الحقيقية، وأولاها قضية فلسطين التي يجب أن تكون جزءًا من بلاد المسلمين الموحدة تحت راية الخلافة.
– إن الصراع القائم بين السعودية وإيران هو صراع مصيري بالنسبة لعروش حكام الخليج، ولا سبيل لمواجهته إلا بقيام حلف تدخل في نسيجه (إسرائيل)؛ بحيث تصبح من الدول المعترف بها في المنطقة، بل والدخول معها في أحلاف، وأول هذه الأحلاف هو الحلف ضد إيران. هذا ولا يغرنكم تضمين القمم بند أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية، وما شاكل ذلك من الألفاظ… فالعبرة بما يجري على الأرض، وليس بما يكتب على الورق، فقرارات القمم إن هي إلا حبر على ورق، ويأكل بعضها بعضًا، ولو نجحت هذه القمة لكان من نتائجها أن السعودية هي زعيمة المسلمين، دولًا وشعوبًا، تتكلم باسمهم، وتتنازل باسمهم، وتوقع باسمهم… فتجرهم معها حيث توجهت بها السياسة الأميركية.
– إن حكام السعودية يتهمون إيران بالمذهبية (الشيعية) وفي الوقت نفسه هم يتلطَّون بالمذهبية (السنية) لمواجهتها. فاستعمال المذهبية من قبلهم هو من قبيل الاستغلال وحماية عروشهم، وليس له علاقة بحماية الدين، بل هو اعتداء عليه، وتحريش بين المسلمين، وجعلهم يتقاتلون ويمكنون لعدوهم منهم. صحيح أن النظام في إيران مذهبي، ويقف ضد مصالح المسلمين في المنطقة، ويدعي أنه إسلامي في الوقت الذي يدعم فيه أنظمة حكم قمعية علمانية، مثل سوريا، ويظاهر الروس الكفار هناك لقتل المسلمين، وظاهره أنه ممانع لأميركا بينما في الحقيقة هو عميل تابع لسياستها في المنطقة، وقد ظهرت عمالته لها في التعاون والتنسيق معها في كل من أفغانستان والعراق وسوريا. وفي اليمن كان شريك آل سعود في خراب هذا البلد وقتل شعبه… واستطاع بعدوانيته والتصريح بأطماعه التاريخية أن يشكل فزاعة لحكام الخليج، وهذا عين ما تريده أميركا… ولكن لا يمكن مواجهة النظام في إيران بمثل هذه القمم التي لا تعني إلا المزيد من الارتماء في حضن السياسة الأميركية. بل بالإسلام وحده. وبإقامة حكم الله في الأرض.
هذه هي السعودية اليوم، إنها تريد أن تقود المسلمين ليسيروا معها في خيانة «صفقة القرن»، وفي سياسة تحويل طبيعة الصراع مع كيان يهود، وفي إدخال المنطقة في أحلاف ضد إيران… إن سياسة سلمان وابنه فضحت المستور من هذه العائلة العدوة للإسلام والمسلمين منذ أول نشأة دولتها… نعم إن الحل لكل مآسي المسلمين هو في إقامة الخلافة الراشدة التي بشر بها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنها أولًا هي حكم الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ولأنها ثانيًا لن تقوم إلا على أكتاف المسلمين المخلصين الواعين. الذين يظهر الله بهم الدين.
2019-06-13