حديقة الوعي: المصــير
1989/09/23م
المقالات
1,956 زيارة
أيمن القادري
لَحَظاتُ الوُجودِ قيـدُ النَّفـادِ وارتِقابُ المَماتِ عينُ الرَّشادِ
ليستِ الدُّنيا مَرتَعاً للأمانـي ينْتَهي العُمْرُ قبلَ نَيْلِ المُرادِ
تَخدَعُ الدُّنيا النَّاظِرينَ إليهـا فيسيرونَ خلفَها في اعتِـدادِ
وتُمنِّيهِـمُ بأبهـى وُعــودٍ وهُمُ مُمعِنونَ فـي الانقِيـادِ
خابَ منْ أفسَدَ الحياةَ بلَهْـوٍ مُعرِضاً عنْ مسالِكِ الزُّهَّـادِ
وأشاحَتْ عنِ الهُدى مُقلَتـاهُ فمشى حيثُ قادَ صوتُ الفؤادِ
غرَّهُ أنَّ للمسـرَّاتِ سِحـراً لم يـزلْ يستبِـدُّ بالأجسـادِ
وإذا مـا دعـاهُ للنُّـورِ داعٍ صمَّ آذانَـهُ عـنِ الإرشـادِ
يا لها مِنْ مَباهِـجٍ مُهلِكـاتٍ تُلبِسُ الإثمَ أجملَ الأبـرادِ!
ما لِقلبٍ مُشـرَّدٍ أن يُعافـى وبهِ شكٌّ فـي مـآلِ العِبـادِ
إنَّ يومَ الحِسابِ، لا بدَّ، آتٍ إنَّ ربًَّ السَّماءِ بالمِرصـاد
هدأةُ النَّفْسِ في يقينٍ وتقْـوى وعذابُ النُّفوسِ في الإلحـادِ
فاتِّقاءُ الهُمومِ أمـرٌ مُحـالٌ في خِضَمِّ الإعياءِ والإجهـادِ
ومَصيرُ الحياةِ موتٌ وشيـكٌ تخمُدُ الرُّوحُ فيهِ بعدَ اتِّقـادِ
والفَناءُ المَحتومُ فيهِ ادِّكـارٌ يُوقِظُ النَّاسَ مِنْ عميقِ الرُّقادِ
قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم : «الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ الأَماني».
1989-09-23