أيتها النساء أما آن لكنّ أن تنفضنَ عنكنّ أوساخ الرأسمالية العفنة؟
2013/10/29م
المقالات
2,541 زيارة
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها النساء أما آن لكنّ أن تنفضنَ عنكنّ أوساخ الرأسمالية العفنة؟
عبق الجنان _ أكناف بيت المقدس
الحمد لله القائل وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) . والقائل (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) والصلاة والسلام على رسول الله الرحمة المهداة، أخرجنا من ظلمات الأديان والمبادئ لنور الإسلام وعدله القائل «استوصوا بالنساء خيراً فإنهنَّ عندكم عَوَان… ألا وحقهنَّ عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهنَّ وطعامهنَّ» سنن ابن ماجة.
الحمد لله على نعمة الإسلام العظيم، المبدأ الوحيد الأوحد الذي كرَّم المرأة فأعطاها حقها في الحياة حينما وأدها عرب الجاهلية الأولى، يقول رب العزة في محكم التنزيل ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ)، الذي كرَّمها كإنسانة ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى) بينما اختلف اليونان في كونها بشراً أم لا! وجعلها مساوية للرجل لها ما له من حقوق وعليها ما عليه من واجبات!. يقول رب العزة ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) ويقول جل وعلا (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )
بينما قيدت المبادئ الأخرى المرأة وجعلتها أسيرة لرغبات الرجل، تابعة لسطوته وجبروته فلا حق لها بالتملك، ولا نعجب إذا علمنا أن القانون الفرنسي الذي يتشدق به أهله بأنه أساس الحريات كان حتى زمن ليس ببعيد يمنع المرأة من التملك! _وهي ممنوعة من الحياة بعد موت زوجها كما في حضارة الهنود، ملعونة عند يهود لا حق لها في الحياة ولم توجد إلا لخدمة الرجل، وكان بعض البشر في أوروبا وغيرها يرون أن المرأة لا يصح أن يكون لها دين، حتى كانوا يحرمون عليها قراءة الكتب المقدسة رسمياً.
أجل الحمد لله على نعمة الإسلام الذي لم تكرم المرأة إلا فيه، ولم تُعطَ قدرها وتصان إلا في ظل حكمه. فأي مبدأ ذاك الذي تراق فيه الدماء لحماية امرأة سوى الإسلام؟ وأي تشريع ذاك الذي يفرض على الحاكم تحريك جيشه لأجل امرأة سوى الإسلام؟ وأي مبدأ سوى الإسلام تكون المرأة فيه أميرة وملكة تصان كما الدر المكنون؟؟
فشتان شتان بين مبدأ يحدد للمرأة دورها في الحياة ويوظف قدراتها بما يناسب طبيعتها التي فطرها ربها عليها، ويكفل لها مكانة مرموقة تساهم من خلالها في بناء أمة ونهضة مجتمع يداً بيد مع الرجل دون أن تُمس بأي أذى أو تتعرض لأي استغلال يحط من قدرها ويعاملها جسداً خاوياً من أي قيمة لفكر أو خلق… وبين مبدأ لا يعاملها إلا كجسد يجلب الربح ويشبع أهواء رجل لا يملك سوى مالٍ ورغبة. مبدأ يجبرها على مزاحمة الرجال في الأسواق، والتخلي عن طبيعتها لتسابق الرجال في ميادينهم وأعمالهم بحثاً عن مؤونة فقدتها في ظل تشريع وضعي، الغلبة فيه للقوي الذي يستغل ضعفها أبشع استغلال ، وباسم الحرية المزعومة يزيدها له عبودية وذلاً وارتهاناً، ليرمي بها في النهاية في مأوى العجزة.
أجل شتان بين الثرى والثريا، بين إسلام يحفظ المرأة ويصونها وبين رأسمالية تستغلها وتظلمها.. وهل يستويان مثلاً ؟؟!
إن الحديث عن أوضاع النساء في العالم اليوم، وفي ظل غياب التطبيق الحقيقي للإسلام ، وسيطرة الرأسمالية بشرورها _ يشبه متابعة فلم رعب يستغل فيه مجرم فاقد للأخلاق السوية والفطرة البشرية غياب الحامي الذي ينقذ ضحيته من بين مخالبه.. فينهش فيها ويتلذذ بإهانتها بقدر ما يمكنه قبلَ أن يأتيه من يخلص العالم من شروره وطغيانه.
فليس ما نتحدث عنه من أوضاع مأساوية للنساء في العالم ضرباً من الخيال بل هو حقيقة واقعة تكاد لا تخفى على أي امرأة في العالم. وتثبتها الأرقام المهولة للإحصائيات اللامعدودة التي تذكر غيضاً من فيض الانتهاكات التي تواجهها نساء العالم أجمع، من اغتصاب وتحرش وقتل ونهب وظلم واستغلال وإذلال، فضلاً عن اضطرارها لرعاية أبنائها لتحصيل قوت لا يكفيهم يومهم حين يهجرها زوجها تاركاً لها مسؤولية رعايتهم أو يجلس في بيته لا يجد عملاً بسبب انتشار البطالة والأزمات الاقتصادية المتتالية.
وعلى سبيل المثال لا الحصر على ظلم الرأسمالية ونتائجها المدمرة على المرأة ذكر «معهد المرأة» في إسبانيا ـ مدريد، في تقريره السنوي الذي قام بإعداده فريق متخصص برصد أحوال المرأة في العالم الغربي، مجموعة من الإحصاءات المذهلة:
– في عام 1990م قدّم 130 ألف امرأة بلاغات بالاعتداء الجسدي والضرب المبرح من قبل الرجال الذين يعيشون معهن سواء كانوا أزواجاً أم أصدقاء.
– ويقول أحد المحامين: إن الشكاوى بالاعتداء الجسدي والضرب المبرح بلغت عام (1997م) 54 ألف شكوى، وتقول الشرطة: إن الرقم الحقيقي عشرة أضعاف هذا العدد.
– وفي عام 1995م خضع مليون امرأة لأيدي جراحي التجميل، أي بمعدل امرأة من كل 5 نساء يعشن في مدريد وما حولها.
– كما أن هنالك بلاغًا يوميًّا عن قتل امرأة بأبشع الطرق على يد الرجل الذي تعيش معه.
ثانياً: الولايات المتحدة الأميركية
– في عام 1980م (1.553000) حالة إجهاض، 30% منها لدى نساء لم يتجاوزن العشرين عاماً من أعمارهن، وقالت الشرطة: إن الرقم الحقيقي ثلاثة أضعاف ذلك.
– وفي عام 1982 م (80%) من المتزوجات منذ 15 عاماً أصبحن مطلقات.
– وفي عام 1984م (8 ملايين) امرأة يعشن وحدهن مع أطفالهن ودون أية مساعدة خارجية.
– وفي عام 1986م (27%) من المواطنين يعيشون على حساب النساء.
– وفي عام 1982م (65) حالة اغتصاب لكل 10 آلاف امرأة.
– وفي عام 1995م (82) ألف جريمة اغتصاب، 80% منها في محيط الأسرة والأصدقاء، بينما تقول الشرطة: إن الرقم الحقيقي 35 ضعفاً.
– وفي عام 1997م بحسب قول جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة: اغتصبت امرأة كل 3 ثوان، بينما ردت الجهات الرسمية بأن هذا الرقم مبالغ فيه في حين أن الرقم الحقيقي هو حالة اغتصاب كل 6 ثوان!
– وفي عام 1997م ( 6 ) ملايين امرأة عانين سوء المعاملة الجسدية والنفسية بسبب الرجال، 70% من الزوجات يعانين الضرب المبرح ، و4 آلاف يقتلن كل عام ضرباً على أيدي أزواجهن أو من يعيشون معهن.
– 74% من العجائز الفقراء هم من النساء، 85% من هؤلاء يعشن وحيدات دون أي معين أو مساعد.
– ومن 1979م إلى 1985م: أجريت عمليات تعقيم جنسي للنساء اللواتي قدمن إلى أميركا من أميركا اللاتينية، والنساء اللاتي أصولهن من الهنود الحمر، وذلك دون علمهن.
– ومن عام 1980م إلى عام 1990م: كان في الولايات المتحدة ما يقارب مليون امرأة يعملن في البغاء.
– وفي عام 1995م: بلغ دخل مؤسسات الدعارة وأجهزتها الإعلامية 2500 مليون دولار .
يشار إلى أن هذا التقرير السنوي المسمى بـ«قاموس المرأة» صدر عن معهد الدراسات الدولية حول المرأة، ومقره مدريد، وهو معهد عالمي معترف به.
وليست المرأة المسلمة عن كل ذلك ببعيد، بل هي الضحية الأولى والمتضرر الأكبر من صفقة الغدر التي وقعها خونة العرب والترك مع بريطانيا لهدم دولة الخلافة عام 1924 م الموافق 1332 هـ.
فقدت المرأة المسلمة بغياب الخلافة مكانتها، فقدت العزة والمنعة، فقدت الرعاية والحماية. وأصبحت ضحيةً لحكام سوء ابتلانا الله بهم لا يرعوون عن التنكيل بالإسلام وأهله، وصارت هدفاً لضربات الكافر المستعمر الذي لا يألو جهداً في بث سمومه بكافة الأشكال لإخراجها من طهرها وثوب عفتها ، لتصبح كما نساء الغرب ماجنة تابعة له، تتجرد من فكرها لتكون إمعة له، فلا تشكل حينئذ خطراً عليه: لا تربي جيلاً ولا تعلم نشئاً على إسلام قائم على المفاصلة بين الحق والباطل . بل تنجرَّ وراء أخبار الفن والأزياء لا يشغلها سوى لهو فارغ وحديث باطل، وأقصى طموحاتها ثوب تتزين به أو وجبة طعام تحضرها لأطفالها! .. لا تطيع زوجاً ولا تحترم أخاً ولا توقر أباً، فهي «حرةٌ» لها «كيانها المستقل» تفعل ما تشاء كيفما تشاء في ظل قوانين تكفل لها حرية الخروج على الأب والزوج وحرية مخالفة دينها وعصيان ربها، لكن هذه القوانين نفسها تمنعها من العودة عن «حريتها» فلا (خط رجعة).
فيا نساء العالم: إننا نناديكن _وقد جربتنَّ شرور الرأسمالية العفنة وذقتنَّ الويلات والنكبات في ظلها _ لتنبذنَها وتُقبلنَ على الإسلام الذي يرعاكنَّ ويكفل لكنَّ الحياة الكريمة والسعادة الهانئة.
يا نساء المسلمين، يا بنات أمة محمد صلى الله عليه وسلم:
يا من رضيتنَّ بالله ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً.. يا من كرمك الله من بين خلقه ومخلوقاته فقال (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ )، وكرمك ثانياً بالإسلام العظيم.. يا حفيدة خولة والخنساء وعائشة وخديجة: اعلمي أنك على ثغر من ثغور الإسلام ، ولهذا فأنت مستهدفة في كل لحظة وكل مكان. في الجامعة والمدرسة والشارع وحتى المنزل حين تجلسين أمام التلفاز أو الكمبيوتر! فسموم الغرب لم تترك سبيلاً إليكِ إلا وسلكته ولا طريقاً لفتنتك وتركته.
واعلمي أمة الله أن كل ما يصدره الغرب لكِ من فكر وتظنينه خيراً فهو السم الزعاف والشر المستطير، إنها مفاهيم يصدرها ويمررها لكِ من قال فيهم رب العزة (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً)، هم الشيطان و( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ) .
فأي خير في خروجك على شريعة ربك ، وترك دينك ، وموافقةِ هواكِ حين يخالف ما جاء به نبيكِ صلى الله عليه وسلم من كونك أم وربة بيت ومربية للأجيال وعرض يجب أن يصان ويحافظ عليه ؟ أي خير في جعلك بوقاً ينعق بمقال الغرب في كل موطن، أو أن تصبحي سلعة تعرض كما السيارات في المعارض.أي خير فيما تجلبه الرأسمالية لكِ من فقر وذل وفساد وهوان واستغلال، قد عانيت منه وذقتِ مرارَته وتجرعتِ علقمه؟!
يا أيتها المسلمة فلتعلمي يرحمك الله أن الإسلام وحده سبيل الخلاص لك. وأن تطبيقه في دولة الخلافة وحده سيكون سفينة النجاة في بحر لُجِّيٍّ يغشاه موج الباطل، أن الإسلام وحده بفكرته وطريقته هو النور في ظلمات الرأسمالية.
ولتعلمي أنك أختاه مكلفة كما الرجال سواء بسواء بالعمل للتغيير بإزالة الأنظمة الجبرية والعمل لإقامة الخلافة الراشدة الثانية. ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
فوحدها الخلافة تعيد لكِ سيرتك في بناء صرح المجد، وحمل مشعل الهداية للعالمين لتسطري صحائف عز خالدة في إنقاذ نساء العالمين من وثن الرأسمالية ونقلهنَّ إلى نور الإسلام… تجددين سيرة أم سلمة وأم سليم والخنساء والشفاء ورفيدة الأسلمية… تعطين للعالم كله صورة براقة مشرقة عن المرأة المسلمة وتثبتين للغرب أنك لست بالضعيفة ولا بالتابعة بل القوية بإسلامك، المفكرة العظيمة والسياسية المبدعة والطبيبة الماهرة التي تداوي جراح أمتها بحملها الدعوة للإسلام حملاً سياسياً مع الكتلة الواعية ، تقضين على فكر الغرب وتحبطين كيدهم ومؤامراتهم.
فيا أيتها المسلمات: أما آن لكنَّ أن تنفضنَ عنكنَّ شرور الرأسمالية، وتنظفنَ بلادكنَّ من أوساخها وعفنها؟ (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ )
فلتكن أخواتي نهضة شاملة وعزمة لا تلين في قلع جذور الباطل وزرع بذور الحق، لتنمو ثمراً يانعاً يعجب المؤمنين ويغيظ الكفار.
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
والسلام عليكنَّ ورحمة من الله وبركاتهq
2013-10-29