كان بيار الجميّل يقول: إن مشاكل لبنان ناتجة من وجود الأغراب على أرضه، وإذا خرج الأغراب فإن اللبنانيين يتفقون خلال 48 ساعة.
أما غسان تويني فيقول: إن ما يجري في لبنان ما هو إلا حروب الآخرين على أرضه. لقد قالوا كثيراً. ولكنهم لم يقولوا الحقيقة.
إن ما حصل في لبنان وما زال يحصل هو بسبب امتيازات الموارنة. فرنسا أنشأت لبنان من أجل الموارنة، ورتبت الأمور فيه أثناء انتدابها عليه بحيث يمسك الموارنة فيه بكل صغير وكبيرة. وقد تكبّر الموارنة وتجبروا وأهانوا واحتقروا دون أن يدروا أن تصرفاتهم تتراكم غيظاً عليهم. وكانت النتيجة ما نرى.
وما زال الموارنة يتشبثون بالامتيازات حتى الآن. ورغم أن اتفاق الطائف لم يأخذ من امتيازاتهم إلا القليل فهم غير راضين. عدد النصارى لا يزيد عن الثلث في لبنان ومع ذلك أعطي لهم نصف عدد النواب وأعطيت لهم رئاسة الجمهورية ونصف عدد الوزراء وقيادة الجيش وما زالت مراكز الدرجة الأولى في غالبيتها بأيديهم، والوكالات التجارية بأيديهم. ويستكثرون على المسلمين أن يكون مدير الأمن العام منهم. وهم كانوا وما زالوا يرفضون إعطاء الجنسية لعرب وادي خالد (مكتومون) والأكراد (قيد الدرس). أما هم فإنهم يعطون الجنسية للنصارى الذين يعيشون في أميركا أو أوروبا أو أفريقيا بحجة أن أجدادهم من أصل لبناني، فهؤلاء يحملون جنسية مزدوجة (أي يمنحونه جنسية لبنانية بالإضافة إلى جنسيته). وقد منحوا الأرمن جنسية لبنانية ومنحوا الفلسطينيين النصارى الجنسية، وهم يمنحون النصارى الذين يأتون من أي قطر الجنسية. وبالأمس منح ميشال عون الفرنسيين الجنسية اللبنانية. فكيف لا يمتلئ قلب المسلم غيظاً وهو يرى هذا التمييز؟
والآن يقولون عن الحكومة التي شكلها الهراوي برئاسة عمر كرامي بأنها حكومة سورية وهي غير مقبولة لأنها مفروضة عليهم.
حين ألف أمين الجميل حكومة تحت حراب إسرائيل سنة 82 كانت مقبولة عندهم، أما إذا كانت الحكومة مؤيدة لسوريا فهي مرفوضة لأنها غير متوازنة، ولأن اليد الخارجية لها تأثير عليها! ونسألهم: متى تألفت في لبنان حكومة لم يكن لليد الخارجية تأثير عليها؟
لقد حان الوقت للحل الجذري لمشكلة لبنان، وذلك بإرجاع لبنان إلى اصله جزءاً من بلاد الشام غير منفصل ولا مستقلٍ عنها كما أرادته فرنسا¨