المؤلف: حافظ صالح.
الناشر: دار النهضة الإسلامية
بيروت 1988م ـ 1409هـ
تناول كتاب «النهضة» تبيان المعنى الحقيقي للنهضة. حيث أنها مصطلح وضع لمعنى معين. ولم يسبق للعرب أن استعملوها لهذا المعنى الذي أطلقت عليه في العصر الحديث. فمعناها اللغوي حسب وضع اللغة يختلف عن المعنى الاصطلاحي. فبيّن المؤلف أن النهضة هي الرقي الفكري.
وبيّن أن الفكر الراقي هو ما اتصف بصفتين هما العمق والشمول. ولتحقيق النهضة لا بد أن تطرح في المجتمع أفكار راقية، أي أفكار شاملة لكل نواحي الحياة من سياسية واجتماعية واقتصادية وغيرها. ولا بد أن تكون هذه الأفكار مبنية على قاعدة واحدة ثابتة أي على عقيدة واحدة.
ثم فرّق الكتاب بين النهضة من حيث هي والنهضة الصحيحة. إذ اشترط في النهضة الصحيحة أن تكون الأفكار الأساسية فيها بالإضافة إلى العمق والشمول أن تكون مستنيرة. أي أنها تبحث الواقع بحثاً عميقاً شاملاً بالإضافة إلى معرفة ما يتعلق به وظروفه.
ثم سار الكاتب ببيان كيفية تحقيق تلك النهضة الصحيحة. فبيّن الطريق التي على مريدي النهضة السير بحسبها. وبين ما يتوقعه من ظروف قاسية وعداء عنيف من قبل خصومها من الظلاميين والحكام وحملة الأفكار الأخرى.
وبيّن المؤلف ما على مريد النهضة أن يتحلى به من صبر وصدق ومثابرة ومعاناة. حاول أن يربط بينها وبين طريق رسول الله ﷺ.
كما ردّ المؤلف على القائلين بأن سبب تأخرنا وانحطاطنا هو الفقر والجهل والمرض. ويجيب المؤلف على عدّة أسئلة تُطرح في الشارع ومنها: هل النهضة كما يزعمون هي انتشار التعليم، وزيادة الثروة، ومقاومة الأمراض؟ وهل وفرة المدارس، والمعاهد، والجامعات، وكثرة الخريجين الجامعيين وحملة الشهادات العالية وفي كافة المجالات دليلٌ على نهضة البلد، أو سيره في طريق النهوض؟
فيرّد المؤلف على هذه الطروحات ويصل إلى نتيجة أن الغنى وحمل الشهادات العالية ووفرة المستوصفات والمستشفيات والعيادات الخاصة وما يلحق ذلك كله من دكاكين الصيدلة أصبحت مرضاً عُضالاً نعاني منه أكثر من مما نعاني من فقدانه. وأن النهضة هي خلاف ذلك تماماً، ولا تعدو هذه الطروحات أن تكون سوى طروحات خبيثة لتضليل الأمة وحرفها عن سبيل نهضتها.