لماذا نرفض السلام
1988/12/05م
المقالات
1,906 زيارة
مترجم من مجلة «الفجر» الإسلامية التي تصدر في لندن باللغة الإنكليزية
إنه الوقت المناسب لنسأل هذا السؤال: لماذا نقول لا للسلام مع إسرائيل؟ ولما لا نقبل بمشروع أميركا لحل مشكلة الشرق الأوسط؟. إسحاق شامير ـ رئيس وزراء إسرائيل ـ رفض مشروع شولتز، والانتفاضة في الأراضي المحتلة تجعل من مشكلة فلسطين مركز التنبه.
كل المشاريع المطروحة تعتبر أن الأراضي التي احتلت قبل 1967 أراضي إسرائيلية. واليهود أنفسهم وبالتحديد حزب الليكود وأحزاب اليمين يعتبرون أن الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل هي أراض إسرائيلية «أرض المعياد» بما في ذلك الضفة الغربية. وقد أعلن إسحاق شامير أن إسرائيل لن تتخلى عن أي شبر من الأراضي التي تحتلها. ولا يمكن قبول مبدأ الأرض مقابل السلام. كما أن السلام الذي عقده السادات سنة 1979 لم يغير هذه النقطة في أذهان الإسرائيليين فهو لم يبحث إلا الحقوق الإدارية لسكان الضفة. أي الحكم الذاتي الإداري.
إن مضمون مفاوضات السلام هو الأراضي التي احتلتها إسرائيل بعد عام 1967، أما الأراضي التي احتلتها قبل ذلك فهي أراض يهودية «هي إسرائيل» لهذا فإن العمل المطلوب فقط من الجلوس على طاولة المفاوضات هو لمنح الشرعية «الاعتراف الشرعي» لدولة إسرائيل. وهو شيء واحد بالنسبة للأمم المتحدة ودول الكفر أن تعترف وتؤكد الاعتراف بدولة إسرائيل، ولكن الأمر مختلف كلياً بالنسبة للمسلمين، والعرب والفلسطينيين.
إن الأشخاص الذين سيجلسون ليفاوضوا على السلام باسم الفلسطينيين يقولون للعالم أجمع أن القدس الغربية وحيفا ويافا وعكا واللد ورام الله والناصرة وصفد وطبريا والجليل ومرج ابن عامر هي لليهود. وينكرون ملكية الفلسطينيين لهذه الأراضي. وهذا الأمر لا رجوع فيه، إنك حين تعترف بالحق الشرعي لشخص ما ليملك شيئاً ما، فإن أي عمل يحصل بعد ذلك لاسترجاع ذلك فهو غير شرعي. ولكن هذه الأرض ليست أي أرض حتى تمنح بهذه الصورة، إنها أرض مقدسة وأرض مباركة، إنها أرض للمسلمين ولا يملك أحد أن يعطي أرضاً إسلامية لأي كافر، فالله تعالى يقول: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً). وهذا يعني أنه يحرم أن نجعل لكافر يهودياً كان أو نصرانياً، السلطة على المسلمين أو الأرض الإسلامية. أن التوقيع على معاهدة سلام مع إسرائيل هو إقرار ومنح أراض إسلامية لألد أعداء المسلمين. كما أنه في حال أي اعتداء من إسرائيل على المسلمين في لبنان أو سوريا أو غيرها سيعتبر عملاً قانونياً بالنسبة للفلسطينيين الذين أعطوا إسرائيل حق المحافظة على حدودها.
بالنسبة للقدس، فإن الإسرائيليين يتكلمون دائماً عن وحدة القدس شرقيها وغربيها، وهي العاصمة لدولة إسرائيل وإلى الأبد، لهذا فإنهم لن يتركوها إلا بالحرب.
إن المعاهدة التي وقعها عمر بن الخطاب رضي الله عنه «العهدة العمرية» حين دخل القدس قد نصت على إخراج اليهود من القدس. إن المشكلة هي ليست في عودة الضفة وغزة أم لا، وليست في موضوع الحكم الذاتي، ولا هل منظمة التحرير ستشارك في المفاوضات، لأن كل هذه الخدع لا تختلف في شيء عن المعاهدة الخيانية التي وقعها السادات.
«لا حل لمشكلة فلسطين إلا بالجهاد»، هذه العبارة يجب أن تبقى تتكرر حتى تصبح رأياً عاماً عند المسلمين وحتى تدفع هؤلاء المسلمين لقتال دولة إسرائيل والقضاء عليها، ولإزالة هذا النجس من هذه الأراضي المباركة. هذا هو حكم الله سبحانه وتعالى في هذه المسألة ولا حكم غيره.
إنه الله هو الذي يجب أن نطيعه، وهذا هو حكمه الذي يجب أن ننفذه، وليس لنا أن ننفذ ما يريده أعداء الله وأعداء الإسلام وهذه الدُمى التي أذلت المسلمين وجلبت لنفسها الخزي والعار.
إننا نطالب العون والنصر من الله لا من هؤلاء الذين أوجدوا إسرائيل أو من هؤلاء الذين يعملون على تكريسها كدولة في المنطقة، ولا من هؤلاء الذين يمدونها بأحدث الأسلحة لقتل أبناء المسلمين، وإننا على يقين أن الله سينصر المسلمين على أعدائهم وينجز وعده وعهده، وحينها يفرح المسلمون بنصر الله.
1988-12-05