الشاعر: عبد اللطيف استيتي
بمناسبة مرور ثمانية قرون على وفاة الناصر صلاح الدين الأيوبي سنة 1192م رحمه الله.
ذكرى الأماجد في الأحفاد تنتقلُ
|
|
يا موقظ الصِّيدِ يوم اسودت العللُ
|
يا مُنْقذَ القدس يا طلاّعَ رَايَتِها
|
|
هيّجتَ فينا شجوناً هَزّها الخجلُ
|
أهلُ الإباء كبار في مقابرهمْ
|
|
هم في المعالي هُداة، قالها المثلُ
|
وَجُبْتَ الديارَ على اسم اللهُ تجمعُها
|
|
حتى استجابتْ قلوبُ الناس والمِللُ
|
أُهدِيتَ نورا تعالى اللهُ واهبُهُ
|
|
صنتَ الأمانةَ لم يرهبك مُحْتَمَلُ
|
أشفيتَ عَدلاً سَموحاً صار مفخرةً
|
|
في العالمين به الإجلال يكتملُ
|
صُنتَ الكرامةَ يوم الفتح فانفرجتْ
|
|
عند الوقيعة عن أسرارها القبلُ
|
أرسيت حكماً بني للنصر متكأً
|
|
أعليتَ صرحاً لقول الله ممتثلُ
|
تلك القرون خلت والقدس في محن
|
|
نقتات مراً، على أكنافها الثقلُ
|
عهدان صنوان في التاريخ حبرهما
|
|
لما يجفَّ، ولكنْ جفّتْ المقلُ
|
كم «جوهرٌ» خان عهد الله في ظلم
|
|
كم «سيفُ غَازِي» إلى الأعداء ينفتلُ
|
إن الخيول التي في اسوح مُصْفَدَةٌ
|
|
قيدَ الأوابِدِ، أدمى سوقَها الكللُ
|
في القدس ذل وفي النيلين همهمة
|
|
في الرافدَيْن جراح ليس تندمل
|
نفط الخليج رهين عند سارقه
|
|
بلواه أعمت عيوناً خانها الكحل
|
في الهند حقد على الإسلام مستعر
|
|
هَدْمُ المساجد في الأصقاع منشعلُ
|
أدهى الدواهي لدى البشناق مجرزة
|
|
هتك العذارى على الأشهاد يُفتعلُ
|
لا الخيل خيل ولا الفرسان مُسْرجةٌ
|
|
عند النداء ولا الأبطال قد حملوا
|
أنى بمثل صلاح الدين نندَبه
|
|
أنى لحطين سيف قاهر بطلُ
|
نندبك ميْتاً صلاحَ الدين من وجع
|
|
هل يندب الميْتَ إلا العاجزُ الثملُ
|
فاهنأ بمثواك رمزاً شامخاً عبقاً
|
|
عنا الجزاء وعند الله تحتفلُ
|
يا أمة أنجبت أعلام عزّتها
|
|
لن تنحني لدخيل غرّهُ الخطلُ
|
|
] ] ] |
|
يا حاديَ العيسى قد تاهت بك السبل
|
|
والركب أضحى أسير الشوق يشتعل
|
هذي الفيافي قفار ليس يعبرها
|
|
إلا الحنين الذي في الصدر يعتمل
|
ناءت بليلى يهود والنوى ظلم
|
|
نظم القوافي على أتراحها وجل
|
شالت نعامتها والسبي كبلها
|
|
والأهل كانوا بها للصبح وارتحلوا
|
شط المزار الذي أضناك مطلبه
|
|
ملهى صباك ذوى من حزنه طُلَلُ
|
يا لائمي في هوى ليلاي معذرة
|
|
شمس الألى غربت وانسدت السبل
|
|
] ] ] |
|
مرج الزهور غدا بوابة علماً
|
|
للنفي باب، وللترحال منتقل
|
يا أهلنا في منافي الموت إنكم
|
|
أسرى بأرض ثراها اليوم معتقل
|
قد غاب صارمها واعتل مركبها
|
|
وانشل ساكنها واغتيلت المثل
|
تعلو الروابي على أكنافها زمر
|
|
حمر الوجوه علوج بينهم هبل
|
الضاد منطقة والخز جبته
|
|
والناس من حوله صرعى مقتتل
|
ترقى إليه جسوم تحت أقنعة
|
|
غلف القلوب سرى في عرقها الدجل
|
يا عابد النصب ذلت أمة كفرت
|
|
السامري افترى والقوم قد عجلوا
|