أَهجرِ الأحزانَ وانسَ الأَلَما
.
|
|
ودعِ الماضي المريرَ المُظلِما
.
|
صَوّرِ الدنيا جمالاً باهراً
.
|
|
ثم أطلقْ في رُباها النَغَما
.
|
واكتبِ الشعرَ مُحِبّاً عاشقاً
.
|
|
واسهرِ الليلَ وناجِ الأنجُما
.
|
لا تعشْ دنياكَ حُزناً دائماً
.
|
|
لا تكن يا صَاحبي مستَسلما
.
|
أُهجرِ الأحزانَ هيا يا أخي
.
|
|
أُنظُمِ الشِّعرَ وأَجْرِ القلَما
.
|
|
% % %
|
|
لحظةً يا من تناجيني ألمْ
.
|
|
تسمعِ الخطْبَ العظيمَ المؤْلِما؟
..
|
كيفَ أشدو يا أخي في زمن
.
|
|
غابَ فيه الحَقُّ والظلمُ سما؟
.
|
كيف أشدو في بلادي وأَخي
.
|
|
في «سراييفو» يذوق العلقما؟
.
|
كيف أنسى إخوةً لي ذهبوا
.
|
|
في يد الصِّرْبِ السُّكارى مَغْنما؟
.
|
كيف أنسى في سراييفو أخي
.
|
|
واجماً خوفاً وجوعاً وظما؟
.
|
وبراكين العِدا تدهمُهُ
.
|
|
تقذف النارَ، تصُبُّ الحِمما
.
|
وذئابُ الصِّرْبِ تغدو نحوه
.
|
|
تنهشُ اللحمَ الحرامَ المسلما
.
|
كيف أنسى حُرّةً قد سُلِبتْ
.
|
|
طُهْرَها، بل كيف أنسى اليُتَّما؟
.
|
كيف أنسى الموتَ في ساحاتها
.
|
|
سائحاً في كل فجٍ مُقْدِما؟
.
|
كيف أنسى لست أنسى أبداً
.
|
|
يا أخا الإسلام ذاك الْمأتما
.
|
|
% % %
|
|
كيفَ أشدو وجراحي لم تَزَلْ
.
|
|
مُذْهَوَتْ دولتُنا نهرَ دِمَا؟
.
|
كيف أشدو والملايين التي
.
|
|
تدعي الإسلام أضحت أُمما؟
.
|
شُتِّتَتْ في كل وادٍ فغدتْ
.
|
|
تندُبُ الخطَّ وَتَبْكي نَدَما
.
|
وإذا الأشلاء في أوطانها
.
|
|
قَدَّسَتْ في كل قُطْرٍ صَنَما
.
|
يا أخا الإسلام هذي أمتي
.
|
|
أُقْحِمَ الباطلُ فيها ونَما
.
|
فَتَنَاستْ دِينَها وانْتَكَسَتْ
.
|
|
في دروبِ الجهلِ تَمضِي قُدُما
.
|
هَجَرَتْ إسلامها فاسْتَرْسَلَتْ
.
|
|
في دروبِ الجهلِ تَمضِي قُدُما
.
|
رضيتْ بالكفر في تشريعها
.
|
|
وأقامتهُ عليها حَكَما
.
|
واليهوديُّ الذي مزَّقَنَا
.
|
|
قد غدا فينا صديقاً مُكرما؟
.
|
زمنٌ قد ضل فيه أمْرُنا
.
|
|
فَغَدا الخائنُ فينا عَلَ/ا
.
|
كيف لا آسى؟ أَجِبْني يا أَخي
.
|
|
كيف لا أبكي على قومي دَمَا؟
.
|
هُوَ جُرْحٌ لم يَزَل فينا فهل
.
|
|
أقتل الجرحَ وأنسى الأَلما؟
.
|
إن تكن تَبحثُ عن أفراحِنَا
.
|
|
فلقد ماتتْ وصارتْ عَدَما
.
|
|
% % %
|
|
يا أخي هذه حياتي، هل ترى
.
|
|
في شقاها أملاً مُبتسِما
.
|
ليس ما أبديتُ يأساً إنما
.
|
|
هو حزنٌ في فؤادي جَثَما
.
|
فاهجر الهزَل ودعْ عالمه
.
|
|
وامضِ في ساح الوغى معتصما
.
|
هذه مأساتنا فانهضْ بها
..
|
|
داوِها، لا تخضَ أصنامَ العَمى
.
|
قم بنا ثورةَ حقٍّ ضائعٍ
.
|
|
تُلْهِبُ الآفاقَ أرضاً وسما
.
|
قم بنا يا صاحِ ندعو أمةً
.
|
|
ضلَّتِ الدربَ السويَّ القيِّما
.
|
أمتي، ثوري وَلاَ تنخدعي
.
|
|
وادفعي عنك الأذى والنِّقَما
.
|
أيها الإخوان في الشرق وفي الـ
.
|
|
ـغرب هبُّبوا واستعيدوا الهمَما
.
|
وأقيموا دولة الإسلام في
.
|
|
هذه الأرض ورُدّوا الظُلَمَا
.
|
يُسحَقُ الماشي على الأرضِ إذا
.
|
|
ثَلَمَ السيفَ وبالسِّلْمِ احتمى
.
|
ويُهانُ الفاتحُ المنصورُ إن
.
|
|
تَرَكَ الفَتْحَ وعافَ الشَّمَما
.
|
ويموتُ النَّسْرُ مقهوراً إذا
.
|
|
سكنَ السَّفحَ وجافى القِمَما
.
|
سنَّةُ الكونِ التي نَعْرِفُها
.
|
|
لا تحابي كافراً أو مُسلِما
.
|
|
% % %
|
|
أيها البُشْنَاقُ أنتم قطعةٌ
.
|
|
من بقايا أُمتي لن تُسْلَما
.
|
إن هذا الجرحَ في أعماقِنا
.
|
|
لن يرى بُرْءًا ولن يلتئما
.
|
لن ينامَ الظلمُ مسروراً إذا
.
|
|
ثارَ مَنْ قَدْ مَسّهُ مُنْتقِما
.
|
سوف يلقى الكُفْرُ منا ضربةً
.
|
|
ينثني من بعدها مُنْهَزِما
.
|
سوف تعلو في ربانا صرخةٌ
.
|
|
تسحقُ الضيْمَ وتمحو الأَلَما
.
|
صرخةُ الحقِّ التي نعرفها
.
|
|
سوف يصلى نارَها من ظَلَما
.
|
|
|
|
|
|