الأرضُ ثكْلى لا ضياء ولا حَنينُ… والناسُ في سَكَراتهمْ زُمَرٌ عِزِينْ 
.
 | 
وسفينةُ الأَّيامِ تائهةٌ بأَشْرعةٍ نَسيجِ العنكبوتِ بلا عُيونْ 
.
 | 
والموجُ يعلو صاخباً مُتَلاطماً في غضبةٍ، لُجَجاً يُفجّرُها الأنينْ 
.
 | 
ظلُماتُ دَيْجورٍ تُبعْثَرُ في الدروبِ وفي الفضاءِ، يَلُفُّها شَبَحُ السُّكونْ 
.
 | 
فالبدرُ منطفئُ وشمي الكوْنِ شاحبةٌ وكلُّ نجومِهِ لا تَسْتبينْ 
.
 | 
والأُفْقُ منطبقٌ على كل الأنامِ عباءةً سوداء في صَمْتٍ، دَفينْ 
.
 | 
والفجرُ ماسورٌ وراء البحرِ، تحتَ الأرضِ في سجنٍ مَكينْ 
.
 | 
قد كَبّلتْهُ هنالكَ الأشياعُ من حزبِ الطواغيتِ الخبيئةٍ في الحصونْ 
.
 | 
يا أيّها الليل الطويل ألا انجلي، لِبَيانَ صُبْحُ الكونِ في دَفَقٍ حَنونْ 
.
 | 
¯ ¯ ¯
 | 
سبعونَ عاماً قد مضتْ في حُلْكةٍ سوداء، باكيةً بألحانِ الشُّجونْ 
.
 | 
أيّامُها عَرْجاءُ تلهثُ في تأَنٍ، عُمْرُها قد فاقَ تعدادَ القرونْ 
.
 | 
مُذ هُدِّمُ الصرخُ الكريمُ ومُزِّقتْ قطعُ الخلافةِ في مؤامرةِ السنينْ 
.
 | 
أتَاتورْكَ، يا أصلَ الخيانة في الورى نَتْناً، مضيتَ لقبركَ العَتِمِ اللعينْ 
.
 | 
لا بوركَ الاسمُ الذليل وذكرهُ، وعليكَ لعنةُ كلِّ مَنْ حُرِمَ اليقينْ 
.
 | 
(وحميدُ) عزٍ قد مضى لا ينثني إلا لرب في سُجودِ الزاهدينْ 
.
 | 
يا أيّها الصوفيُّ في حبِّ الإلهِ، وفارسَ الميدانِ تحرسُ ذا العرينْ 
.
 | 
كلماتُكَ النوريةُ الزهراءُ تبقى شُعْلةً، أبكيكَ يا جَدّي الحزينْ 
.
 | 
قلتَ: (البلادُ بلادُ أجدادي فلا تتطّلعوا، الموتُ قَبْلَ مبيعها للساقطينْ) 
.
 | 
فتشاوروا وتواثقوا واستجمعوا عَفِنَ الرجالِ وحَفْنَةَ المتآمرينْ 
.
 | 
غَدَرُوا بِأمِّ لم تزلْ مَكْفِيَّةً ظِئْراً تُرضّعُ وُلْدَها لا تستكينْ 
.
 | 
هَوَتِ الخلافةُ يا فجيعةَ أُمّتي، يا حُزْنَ أسلافي وخَطْبَ المؤمنين! 
.
 | 
¯ ¯ ¯
 | 
سبعونَ عاماً والعزاءُ بأرضنا مستوطنٌ، والدار تَبْكي والسِّنونْ 
.
 | 
والطفلُ يولد شاحباً متحرّقاً، والشيخُ يَمضي ذاهلاً في الراحلينْ 
.
 | 
سبعون عاماً والجراحُ جِراحُ،ا نَزْفٌ غَزيرٌ لا يجفُّ ولا يهونْ 
.
 | 
والخَطْبُ يَعْظُمُ والبلاد تباعدتْ، والقدسُ بيعةْ في مزادِ الخائنينْ 
.
 | 
والقبضةُ الغربيةُ النكراءُ تُحْكِمُ أمرَها فوْقَ العبادِ الصّاغرينْ 
.
 | 
والحِكمةُ الروحيّة العَلياءُ تَنْدُبُ حَظَّها في جَمْعِها الوَهِنِ المَهينْ 
.
 | 
¯ ¯ ¯
 | 
يا نوحُ قد عادَ الفجورُ، ولم يزلْ في الأرض جَمْعُ أراذِلِ المتكبرينْ 
.
 | 
وتأسستْ في الغرب مملكةُ الجبابرةِ العتيدةِ، يَقْتُلونَ وينهبونْ 
.
 | 
فيهمْ مُسَيْلمة الجبانُ وزُمْرةٌ خَوّانةٌ، جاءوا بنهجٍ يَخْدعونْ 
.
 | 
قد دارتِ الأيامُ فانتصبتْ «بمجلس رعبهم» عُزّى لها يَتَعَبّدونْ 
.
 | 
عُزّىَ الجديدةُ لم تعد حَجَريّةٌ، ونقوشُها ليستْ صنيعَ النّاحتينْ 
.
 | 
عُزّى دِمُقراطيةُ الألوانِ، يَنْظِمُ سَجْعَها دجّالُ غَيٍّ ذو جُنونْ 
.
 | 
سجدتْ لها كلُّ العقول مُطيعةُ إلاّ عقولَ المؤمنينَ المدرِكينْ 
.
 | 
نَصَبوا لها تمثالَها، غَنَّوْا لها أشعارَها، في حبّها يتناظرونْ 
.
 | 
واستقدموا الكُهّانَ من كلِّ البقاعِ، لمعبدٍ رفعوهُ فوْقَ العالمينْ 
.
 | 
ظنّوا بأنَّ الدهرَ مملكةٌ لهمْ، وبأنّنا نبقى عبيداً خاضعينْ 
.
 | 
وبأنّ نورَ قلوبِنا يُمْحى بزنزاناتهمْ، ورجالُنا لا يثأرونْ 
.
 | 
وبأنَّ مصباحَ النبوّةِ قد خبا، وكتائبَ التوحيد ماتتْ منذُ حينْ 
.
 | 
وخلافة الصدّيقِ من وحْيِ الخيالِ، وصيْحةَ الفاروقِ وَهْمَ الأولينْ 
.
 | 
يا مَنْ نَسيتمْ مجدَنا، إنّا رجالٌ نصنعُ التاريخَ في هذه السجونْ 
.
 | 
روميِّة الطُّلْيان لا زالتْ تُراقِبُ موكبَ الفتحِ الموحِّدِ مُذْ قُرونْ 
.
 | 
والنهرُ يجري صامتاً في شوقهِ للقاء عزٍ، وانتصارِ الصابرينْ 
.
 | 
ومشاعلُ الإيمانِ لا زالتْ يُضاءُ بها الأثيرُ، ونورُها وضحٌ مبينْ 
.
 | 
¯ ¯ ¯
 | 
لا تفرحوا بالقصرِ إنّ جحافلَ الإنثقاذِ آتيةٌ بأسطولٍ متينْ 
.
 | 
والأُسْدُ فيها زمجرتْ لتقيمَ صَرْحَ الحقِّ بعدَ هزائمِ المُستَغرِبينْ 
.
 | 
والصّارخونَ بوجهِ فِرعوْنَ اللئيم تأهبوا ليحطّموا عرشَ المُجونْ 
.
 | 
المشعلِونْ الأرضَ بركاناً يزيزلُ رُكْنَ هاتيك المعاقلِ والحُصونْ 
.
 | 
والخارجونَ على «كُروشِ النِّفْط» قد هبّوا لتُبْقرَ ذي البطونْ 
.
 | 
صيحاتُهمْ ستثيرُ إعصاراً بأوديةِ الحِجازِ يَهزّ ركنَ النائمينْ 
.
 | 
والباصقونَ على وجوهِ الساقطينَ، وَمَنْ رَضُوا بولاةِ أمْرٍ فاسقينْ 
.
 | 
التائبون السائحون الرافضون لشرعِ قَيْصَرَ كُلِّهِ، «المتطرّفونْ» 
.
 | 
هو خندقُ التوحيد يجمع أهْلَهُ في الحقِ لا يتردّدونْ 
.
 | 
 هي ثورةُ التحرير هاتفةٌ تجلجلُ في الدُّهور بخيْلها والثائرينْ 
.
 | 
¯ ¯ ¯
 | 
كلُّ الأحبّةِ كبّروا في وَقفةِ الحقِّ الصريحةِ في وجوهِ الظالمينْ 
.
 | 
لخلافةِ الإسلام يُشْرقُ نورُ÷ا فجْراً وَضيئاً في انبعاثِ المُخلصينْ 
.
 | 
 اللهُ أكبرُ، يا بلادُ تزيّني، فاليومَ عُرسُك، زغردي والمُنشدينْ 
.
 | 
اللهُ أكبرُ، يا جموعَ أحبتي، بَزّغَ الضياءُ فردِّدوا مستبشرينْ 
.
 | 
 اللهُ أكبرُ، بيعةٌ لخليفةٍ. يا روْعةَ اليومِ العظيمِ، وفرحةً للعاملينْ 
.
 | 
هذا بيانٌ للورى فاستبشِروا: نَصْبُ الإمامِ علي بلادِ المسلمينْ 
.
 | 
 هي رحمةٌ للناس تُنْشَرُ بينهمْ، لا ظلمَ لا عدوانَ، بل حقٌّ ودينْ 
.
 | 
يا ربَّنا وإلاهنا، هو موعدٌ نَصْبو له، جُدْ يا كريمَ الأكرمينْ 
.
 | 
 وبحّقّ اسمٍ، أعظمِ الأسماءِ، إلْحاحاً عليكَ، فلا تردَّ السائلينْ 
.
 | 
واقبلْ دعاء يا قريبُ ولّبِّهِ، فالعهدُ منك بآيك الثَبْتِ الرّصينْ 
.
 | 
 والحمدُ كلُّ الحمد إقراراً بها، نرضى قضاءك يا عظيم الحاكمينْ 
.
 | 
والقصدُ كلُّ القصدِ رضوانٌ، وجعلُ شريعةِ القرآنِ نورَ المُبصرينْ 
.
 | 
سبعونَ في سبعينَ تمّتْ وانقضتْ. فاجعلْ تمامَ العَدّ نَصْرَ الثابتينْ ¨ 
.
 |