شاكر أبو صالح صويلح – الأردن
يا من يُسائِلُ عن أنباءِ دنيانا
|
|
خَذْنا بحملك واسمعْ بعضَ شكونا
|
فالقدسُ ضاعتْ وما عادتْ لنا حَرماً
|
|
واليومَ عمّانُ فابكِ اليومَ عَمّانا
|
كم خَوْزقونا ومصّوا بعدُ من دمنا
|
|
وذوَّقونا من التعذيب ألوانا
|
وأَجمعوا كيدَهم في قَتْل نَخْوَتِنا
|
|
حتّى رَضِينا بما يَجْريِ وما كانا
|
ووَّظفوا – أينما كنا – لنا رصداً
|
|
فانظرْ حواليكَ تبصرْ ثَمّ شيطانا
|
تبّاً لحكّامنا، داسوا كرامتنا
|
|
وأَسلمونا إلى الأعداءِ قُرْبانا
|
والخائنُ الوغْدُ أضحى بيننا بطلاً
|
|
وذُلُّنا صار تطبيعاً وغفرانا
|
وأصبحتْ طاعةُ الطاغوت مكرمةً
|
|
وطاعةُ الله تجديفاً وعصيانا
|
وكِلْمَةُ الحقّ عَدّوها إذا رُفِعتْ
|
|
تجاوُزاً وانتقادُ الكفر كفرانا
|
وصار صُلْحُ اليهودِ اليوم مفخرةً
|
|
نزهوا بها وبطولاتٍ وإحسانا
|
كأنّنا لم نَذُقْ يوماً جرائمهمْ
|
|
ولم نَعِشْ معهم في الذلّ أزمانا
|
كأنّ لؤمَهمو لم يغشَ ساحتَنا
|
|
كأنَّ مكرَهمو ما طالَ إنسانا
|
كأنّهمْ لم يخونوا عهدَ خالقهمْ
|
|
وما طَغَوْا حين أُعطوا الملك طُغْيانا
|
فلْيَرْكَبُنّ بهذا الصلح أظهُرَنا
|
|
ولْيَجْعَلُنَّ غراب البين ينعانا
|
فلْننسَ قبيةَ والسّموعَ أنّهما
|
|
تفجّران لهيباً في حنايانا
|
وديرَ ياسينَ فلنُخْرِسْ نوادِبَها
|
|
ولْنَحْسِبْ بجميل الصَّبْر حوسانا
|
ولننسَ صبرا وشاتيلا ومذبحة
|
|
فجرُ الخليل نعى فيها ضحايانا
|
ولْننسَ مسجِدنا الأقصى وما أثمتْ
|
|
يهودُ فيه وما أصلَوْه نيرانا
|
ولْينهبوا مالَنا من غير ما حرجٍ
|
|
وليقلعوا زَرْعنا ظُلْماً وعدوانا
|
ولْيهدِموا – بتشفّيهم – منازلنا
|
|
وليملأوا عَيْشنا بؤساً وأشجانا
|
ولْيذبحونا، ألسنا عندهم بَهَماً
|
|
وليُرْقصونا على أشلاء قتلانا
|
ولْيملأوا بذرارينا سجونَهُمو
|
|
تحرُّشاً، أو بدعوى الأمن أحيانا
|
ولْيُغرقونا بسيلٍ من دعارتهم
|
|
وليجْعلوا عيشنا سُمّاً وقطرانا
|
ولْينشروا الإيدز في جُهّالنا مرضاً
|
|
أمسى لِفُسّاق هذا العصر عنوانا
|
ولْيُبْعِدونا إلى مَرْجِ الزهور ضحىً
|
|
وليستبيحوا فلسطيناً ولبنانا
|
وبعد ذلك نرضى أن نصافحَهُمْ
|
|
بل أ، نعانِقَهُمْ يا شُؤْمَ مسعانا
|
إنّى لاعجبُ من قَوْمي غدوْا تبعاً
|
|
للخائنين أذناباً وعُبْدانا
|
حتَى الثقاةُ الألى كنا نؤمِّلُهم
|
|
للخير، صاروا لهم للشرِّ أعوانا
|
ولم يَعُدْ لوزير أو لمُرْتَزِقٍ
|
|
كيما ينالوا من الحكّام رضوانا
|
إلا التغنّي بأمجادٍ مزيَّفةٍ
|
|
مزعومة لُفِّقَتْ زوراً وبهتاناً
|
حتّى الإذاعةُ والتلفازُ وُظِّفتا
|
|
لتقلبا هذرَ الحكّام قرآنا
|
أمّا صحافتنا – الله يُصْلِحُها –
|
|
ما كان أضيعَنا فيها وأشقانا
|
فإنّها الأعورُ الدّجّال قد عَمِيَتْ
|
|
عن الهُدى وأجازت بَغْيَ أعدانا
|
وقرَّبَتْ كلَّ زنذيقٍ رُوَيْبِضَةٍ
|
|
وأفردتْ لكلاب الحكم عُمْدانا
|
فإن تكنْ (فرمسونيا) فأنت لها
|
|
أكتُبْ وهرِّجْ وأَعلِ الصوتَ رنّانا
|
وإن تكن مسلماً فالأمر مختلفٌ
|
|
أنت العدوُّ فلا رأيٌ لك الآنا
|
ماذا أقول لمن هم في نفاقهمو
|
|
وجُبْنِهِمْ ضاعفوا والله بلوانا
|
الباعثينَ ببرقيات (وجهنةٍ)
|
|
ما كان أغناهمو عنها وأغناها
|
المنفقين رياءَ، مالَهم، وهوىً
|
|
الموسعينَ جميع الصُّحْف إعلانا
|
المشركينَ، بلا إذنٍ، عشائرَهم
|
|
لما تنادَوْا إلى تأييد من خانا
|
ماذا أقول لهم؟ أللهُ يُصْلِحُهمْ
|
|
مهلاً، تَعالوْا نَعِي وَحْياً وقرآنا
|
أقولُ والعهدُ ما بيني وبينهمو
|
|
وسف تُعْطيهمُ الأحداثُ برهانا
|
لَميتةٌ في سبيل الله طيبةٌ
|
|
خيرٌ من العيش في ذلٍّ وإن لانا
|
يا مسلمونَ ألا تندى وجوهُكُمو
|
|
خِزياً وعاراً وتكيتا وخذلانا
|
حتّام نَغْرِقُ في أحلامنا هَمَلاً
|
|
نُساق خَلْف ذئابِ الحكم قُطْعانا
|
فلا خليفةَ نمشي تحتَ رايتِهِ
|
|
ولا كتائبَ للإسلامِ تَرْعانا
|
فشمِّروا عن ذراع الجِدِّ وافتتحوا
|
|
بابَ الجهادِ، فإنّ الوقت قد حانا
|
لا ترهبوا الغربَ والأذنابَ، إنّهمو
|
|
سيُهزَمون بإذن الله سَرْعانا
|
إنّ الطواغيت لا مولى لهم أبداً
|
|
مهما استطالوا، ونحنُ الله مولانا
|
هيّا أقيموا على التقوى خلافَتَكُمْ
|
|
نهجَ النبوة تثبيتاً وأركانا
|
وقلّدوها إماماً مُؤْمناًُ بطلاً
|
|
حصيفَ رأيٍ على الخيرات مِعْوانا
|
لنْ تُهْزَمَوا ما تمسَّكْتم ببارئِكمْ
|
|
وما جَعَلْتُمْ طريق النصر إيمانا
|
وسوف نبْطشُ بطشاً لا مثيل له
|
|
بالمجرمين الألى خانوا قضايانا
|
مفاوضين أكانوا أم سماسرةً
|
|
أمْ مُؤْثري الصَّمْتِ نوّاباً وأعيانا
|
وسوف نملأُها عدلاً كما مُلِئَتْ
|
|
جَوْراً، ونُرْجع مسرانا وأقصانا
|