خمسون عاماً مضت على جامعة الدول العربية، تلك الهيئة التي أنشأها الانجليز مستهدفين من وجودها صرف أذهان وأنظار المسلمين عن حقيقة الوحدة وأساسها وطريقتها العملية المثمرة، فالانجليز الذين مزقوا وحدة المسلمين واحتلوا بلادهم عقوداً طويلة لم يغفلوا عن الإسلام كمبدأ يفرض على معتنقيه الحياة في ظل دولة واحدة وتحت إمرة رجل واحد هو خليفة المسلمين.
ولقد عاش الانجليز بين المسلمين ورأوا الروح الاجتماعية التي تميز أبناء المسلمين وكذلك لمسوا مشاعر الأخوة والتواد والتراحم التي تربط أفراد المجتمع الاسلامي، وقبل ذلك فهم المستشرقون واقع الوحدة الحضارية التي تجمع مختلف شعوب وأجناس الأمة الإسلامية حيث أن الجميع يؤمن بعقيدة واحدة، ويخضع لجهة تشريع واحدة، ويتلقى أحكاماً على سائر تصرفاته من مصدر واحد هو الوحي المتمثل في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. فتصوير الحياة واحد ومقياس الأعمال واحد وهذه أعظم وحدة يمكن أن توحد البشر، بل هي الوحدة الحقيقية الوحيدة التي تجعل العدو اللدود والخصم المبين أخاً حميماً وخليلاً مصطفى يُؤثر على النفس والمال والولد.
ولذا فإن الانجليز لم يكتفوا بهدم الدولة التي تمثلت فيها الوحدة السياسية للأمة، ولم يرضوا بإثارة النزعات العرقية والطائفية والمذهبية بين أبناء الأمة، بل ولم يطمئنوا لتقسيم البلاد سياسياً إلى كيانات هزيلة، بل أرادوا أن تكون الفرقة دائمة وبرضى واستحسان أبناء الأمة، ومما اتخذوه من أساليب في هذا المجال هو إعطاء بدائل عن الوحدة الحقيقية، بدائل تكون متنفساً للروح الجماعية والرغبة الوحدوية وتكون أيضاً غشاوة تحجب الأنظار والعقول عن الوحدة التي تقوم على اساس الإسلام أي على الأساس الحضاري لهذه الأمة، فتضلهم هذه البدائل وتفقدهم القدرة على الحركة الواعية المخلصة التي تؤدي إلى استرداد وحدتهم وعزهم ومكانتهم بين الأمم.
وقد بدأت المناقشات حول وحدة جزء من شعوب المسلمين وهم العرب في مجلس العموم البريطاني بشكل جدي في 24 فبراير سنة 1943، واستقر الأمر على مشروع أيدن وزير خارجية بريطانيا حينذاك، والذي تمثل في إنشاء منظمة تقوم على أساس يخلوا من أي محتوى حضاري فهو كالأرض الجدباء، أو كالعود اليابس لا ينبت عليه ثمر. فكانت هذه المنظمة هي جامعة الدول العربية، وكانت القومية العربية هي ذلك العود اليابس أو الأرض الجدباء، ولقد أجمع من تصدوا للكتابة عن جامعة الدول العربية أمثال روبرت .و. ماكدونالد، أحمد جمعة، روبرت رويديجر، قي الدين النبهاني، نحمد خيري، حسين حسونه، بطرس غالي، وغيرهم على أنها مشروع بريطاني بدأ بكلمات أنتوني ايدين وزير خارجية بريطانيا في 29 مايو 1941م حيث أعلن ما نصه: [إن العالم العربي حقق تقدماً منذ نهاية الحرب العالمية الأخيرة، وكثير من المفكرين العرب يتمنون للشعوب العربية قدراً أكبر مما هو كائن الآن من الوحدة العربية، ويأملون تحقيق هذه الوحدة في دعمنا. إن مثل هذا الرجاء من أصدقائنا يجب أن لا يظل بلا استجابة. إنه ليبدو لي من الطبيعي أن تقوى الروابط الحضارية والاقتصادية وأيضاً السياسية بين الدول العربية. إن حكومة جلالة الملكة ستضع من جانبها خطة مناسبة ستجد القبول لدى الجميع وتحظى بدعمها الكامل] وبعد قرارا مجلس العموم البريطاني في 24 فبراير سنة 1943 قبول خطة أيدن، وبدأت المشاورات بين عملاء بريطانيا في الدول العربية حيث قامت حكومة النحاس باشا رئيس وزراء مصر بدعوة مندوبي الدول العربية لاجتماع عقد في الاسكندرية فيما بين 25 سبتمبر و7 أكتوبر سنة 1944، وطرح للنقاش في هذا المؤتمر صور ثلاث لتحقيق الوحدة العربية:
1- إنشاء دولة واحدة بحكومة مركزية واحدة.
2- إنشاء دولة فدرالية مع برلمان مركزي ومجلسا يقوم بالاعداد والتنفيذ لقرارات البرلمان.
3- إنشاء رابطة كونفدرالية بسيطة تشمل صلاحيتها مجرد التنسيق والتعاون بين حكومات الدول العربية مع عدم السماح لها بأي سلطة مركزية.
وكان المقياس لقبول الحلول المطروحة هو أن تحتفظ كل دولة بكامل سيادتها مما يعني عملياً الحل الثالث فقط، وهو بالفعل ما تم الاتفاق عليه وانتهى هذا المؤتمر بتوقيع مشروع لاقامة جامعة عربية.
وفي شهر مارس سنة 1945 اجمع المؤتمر العربي العام، وحضرت فيه سوريا ولبنان والسعودية وشرق الأردن واليمن والعراق ومصر، وفي 22 مارس سنة 1945 أقر المؤتمر ميثاق جامعة الدول العربية.
أما الأهداف التي تضمنها ميثاق الجامعة فهي:
1- توثيق العلاقات بين الدول الأعضاء، والتنسيق بين سياساتها، والاهتمام بمصالح الدول العربية وتحقيق التعاون بينها في الاقتصاد والاجتماع والثقافة.
2- تحقيق استغلال الدول العربية.
3- الدفاع عن فلسطين حتى تظل عربية وتستقل ويتسنى لها الانضمام إلى الجامعة.
وجعل تحقيق هذه الأهداف متوقفاً على عدم المساس بالسيادة المطلقة للدولة واستقلاليتها، وكان تنفيذ القرارات بل واتخاذها مربوطاً بمبدأ الاجماع وليس الأغلبية، وتقييم واقع الجامعة العربية – بغض النظر عن الأساس الخاطئ الذي قامت عليه وكونها مشروع استعماري – يتم عن طريق النظر إلى مدى تحقق تلك الأهداف المعلنة لها والتي تضمنها ميثاقها الأساسي والتي جعلت كغايات لها.
وبالنسبة للهدف الأول فإنه أمر لا يخفى على أحد واقع ما يسمى بالعلاقات العربةي العربية، وها هو الدكتور علي الدين هلال عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة يلخص لهذه العلاقات في مقالة “العلاقات العربية والوضع الاقليمي فيقول: [عندما ننظر في أحوال منطقتنا نلاحظ أن عام 1944 شهد مفارقة صارخة بين استمرار إخفاق الدول العربية في تحقيق المصالحة في ما بينها أو في وضع الأسس لتضامن عربي، والتقدم السريع الذي حققته هذه المفاوضات بين هذه الدول واسرائيل وصولاً إلى تسوية شاملة في المنطقة.
فعلى مستوى العلاقات العربية العربية استمر خلال عام 1994 مناخ يتسم بجو من عدم التنسيق والشك المتبادل، وبروز – أو استمرار – حالة التوتر في العلاقات الثنائية بين بعض الدول مثل العلاقة بين قطر والبحرين، أو العلاقة بين مصر والسودان، أو العلاقة بين الجزائر والمغرب، والعلاقة بين العراق وعدد كبير من الدول العربية].
ونظرة واحدة في ما أعلنه عصمت عبد المجيد الأمن العام في 22 آذار من مجموعة مبادئ لاجراء المصالحة العربية تكشف عن حقيقة هذه الجامعة من كونها ندي للعصابات الحاكمة تحاول من خلاله ضبط شراسة الصراع بين أعضائه والذي هو صراع لخدمة الأسياد في واشنطن ولندن. وهو أيضاً يكشف عن الاستمرار في تأصيل التجزئة والبعد عن أي شكل وأدنى مستوى للوحدة بين هذه الدويلات.
وهذه المبادئ هي:
1- احترام استقلال كل الدول العربية وسيادتها وسلامة أراضيها وأنظمة الحكم فيها، وتأكيد سيادتها على مواردها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والتعهد بعدم القيام بأي عمل ينتهك هذه المبدأ بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
2- تحريم استخدام القوة أو التهديد بها، أو التحريض عليها من جانب أي دولة عربية ضد أي دولة عربية أخرى.
3- الالتزام بتسوية المنازعات بين الدول الأعضاء بالطرق السلمية في إطار الجامعة.
4- الالتزام بمنع أجهزة الإعلام الحكومية والموجهة في شن الحملات الاعلامية ضد دولة عربية أخرى.
وأما عن التعاون من أجل التنمية والاقتصاد فالواقع أن العلاقات الاقتصادية وحجم التبادل التجاري بين أي دولة عربية مع واشنطن أو باريس أو لندن، هي أقوى من أي علاقة بين دولة عربية وأخرى، وما تتمتع به الدول الغربية من تسهيلات وما تساهم به الأموال العربية في تمويل مشروعات داخل الدول الغربية لهو عشرات أضعاف ما بين الدول العربية مجتمعة، وأما حرية انتقال رأس المال والأفراد فحدث ولا حرج، ويكفي أن العربي يتنقل داخل أوروبا وأميركا بأيسر من أن يتنقل داخل البلاد العربية وإمكانية دخول أوروبا وأميركا للعربي من شمال أفريقيا أيسر من دخوله للكويت أو السعودية أو دولة في الخليج.
وليس هذا قاصراً على الدول بل إن هذه الدول خلقت أوضاعاً جعلت حتى الأفراد يهربون برأس مالهم إلى أوروبا وأميركا فيكفي أن تعلم أن حجم الأموال العربية الخالصة المودعة في بنوك الغرب للعام الماضي بلغت أكثر من 1670 مليار دولار، بينما لا توجد أموال عربية في جميع الدول العربية تعادل عشر هذا المبلغ.
وأما التعاون الثقافي والاجتماعي فهو أدهى وأمر، فلقد دفن تراث الأمة وأصبح العمل على محو اللغة العربية وجعل اللهجات العامية محلها مهمة كل مثقف فتح الباب أمامه ليصل إلى جماهير الأمة عبر أجهزة الإعلام، وأصبحت الثقافة الأجنبية واللهو الرخيص والانحال الفكري والسطحية سمات بارزة للثقافة والمثقفين على امتداد البلاد العربية كلها.
والهدف الثاني تحقيق الاستقلال، فالقاصي والداني، العالم والجاهل يدرك اليوم أن الدول العربية جميعها دول تابعة، حكامها جميعاً أجراء لأميركا وبريطانيا وفرنسا، وأن هذه الدول وضعت من قبل حكامها على مدى الخمسين عاماً الماضية في ظروف وأوضاع أفقدتها حتى التفكير في الاستقلال وجعلت الوسط السياسي بكامله يقبل ذلك ويجعله مسلمة بديهية وأمراً واقعاً لا بد من ا لتسليم به.
وعن قضية فلسطين واسترجاعها فتتجلى فيها الخيانة منذ بداية القضية وحتى يومنا هذا، والحقائق التي تم التنبيه إليها من قبل الواعين المخلصين في الأمة أصبحت ظاهرة للعاين، ولقد كانت مؤتمرات القمة العربية التي هي جزء هام من أعمال الجامعة العربية، وأصبحت دورية حتى وكأنها المؤسسة الأولى والأهم في الجامعة مسرحاً لطبخ المؤامرة وجمع الدول العربية من أجل الاعتراف الجماعي بإسرائيل وإعطائها فلسطين وسلخها عن جسد الأمة.
فالمؤتمر الأول في يناير 1964 كان لمنع الحرب مع اسرائيل عقب ما نشأ من هياج في سوريا والعراق على قيام اسرائيل بتحويل مجرى نهر الأردن، وكذلك إقرار قيام منظمة التحرير الفلسطينية التي أُوكل إليها أمر إنشاء الكيان الفلسطيني على جزء من فلسطين حتى يتسنى تسليم البقية لاسرائيل والاعتراف بها.
أما المؤتمر الثاني فهو الذي وقع فيه إجماع جميع الدول العربية على السير في تصفية القضية الفلسطينية والاعتراف باسرائيل وقبول المشروع الأميركي الذي عرضه جونسون على الملك حسين وعلى ليفي اشكول رئيس وزراء اسرائيل حينذاك.
وأما بقية المؤتمرات فكانت عبارة عن صراع على إخراج هذا الحل إلى الوجود أو طرح حلول بديلة من قبل عملاء الانجليز فكانت الجامعة ومؤتمراتها مسرحاً لصراع أنجلو أميركي على كيفية تصفية قضية فلسطين ولم يكن للجامعة دور غير هذا، والنتائج العملية التي وصلت إلى حد بحث انضمام اسرائيل إلى الجامعة لهي خير دليل على ذلك، وسيأتي اليوم بإذن الله الذي تطرح على الأمة فيه كل محاضر اجتماعات الحكام (عصابات المافيا) لترى بعينها واقع الخيانة والخداع والتضليل الذي حدث تحت ظل هذه المنظمة الخبيثة.
الجامعة العربية ومصيرها المحتوم:
لقد واجهت الجامعة العربية ومنذ نشأتها مواقف عكست فساد الأساس الذي قامت عليه وبطلان الميثاق الذي اتخذته لها، وأبرزت الحقيقة المرادة من إيجادها، وكان لصراع الحكام من أجل تسخيرها لغايات وأهداف السياسة الانجليزية تارة والأميركية تارة أخرى الأثر البارز بل والوحيد في مسيرة الجامعة، وصاحب ذلك محاولات تغيير نظام الجامعة، وأبرز محاولة جديرة بالذكر نظراً لما لها من علاقة بما تمر به الجامعة الآن هو ما حدث عام 1968 من قبل مصر حيث أرادت أميركا حينذاك جعل الجامعة العربية هي المؤسسة التي يتم من خلالها نفيذ الصياغة الجديدة لمنطقة الشرق الأوسط حيث كتب محمد حسنين هيكل المستشار الصحفي للرئيس عبد الناصر آنذاك مقاله الأسبوعي وجعله مخصصاً لموضوع إيجاد صيغة جديدة للعمل العربي المشترك، أي إيجاد نظام جديد للجامعة العربية أي ما يسمى بتطوير الجامعة العربية، وفي نفس الوقت وزع مكتب المعلومات الأميركي في بيروت دراسة كتبها وكيل وزارة الخارجية الأميركية يوجين روستو الذي يعتبر في الوقت نفسه المستشار الشخصي للرئيس الأميركي جونسن في شؤون الشرق الأوسط تضمنت هذه الدراسة مخططاً جديداً للشرق الأوسط وإيجاد نظام جديد لدوله وشعوبه بما في ذلك اسرائيل، وكان مما قال فيه: [إن السلام بين اسرائيل وجيرانها هو مجرد بداية رغم أنه لا يمكن الاستغناء عنه لمهمة تحقيق نظام مستقر وتقدمي في المنطقة]، وكان كذلك مما قال فيه: [وعلى السكان العرب في المنطقة أن يجدوا بأنفسهم الوسائل لاستعادة الحدائق الخصبة التي جعل بها ماهيتهم، وفي مثل هذا المجهود الاقليمي لن يجدوا شركاء لهم أفضل من الاسرائيليين] وكان مما قال فيه: [غير أن النجاح في مثل هذه الجهود الرامية إلى تحقيق تعاون اقليمي لا يمكن اعتباره أمراً مسلماً به، فلن يكون سهلاً على الشرق الأوسط أن يصبح منطقة مستقرة وتقدمية ومفتوحة على العالم دون أن تتحر من التدخل الخارجي] وكان مما ذكر فيه ضرورة ايجاد نظام جديد للمنطقة يكون فيه لاسرائيل مكان ومتسع.
واليوم وبعد مضي خمسين عاماً جاء دور الانجليز لمحاولة تحديد مستقبل الجامعة ولكن لا لتعديل نظامها كما أراد الأميركان حينئذ لها، بل لوأدها والاستغناء عن خدماتها وايجاد منظمة شرق أوسطية بديلة تكون اسرائيل عضواً فيها على أن تكون هذه المنظمة ليست فقط بديلاً عن الجامعة العربية بل وعن جميع المنظمات الاقليمية من مجلس تعاون خليجي واتحاد مغاربي وغيره، وبذلك ينمحي الأساس القومي وقوم المنظمة الجديدة على أساس قطري.
ومنذ اعلان ذلك المشروع انتابت عملاء أميركا موجة نشاط قوي لمقاومة هذا العمل لعملاء بريطانيا، وعلقت آمال كبار على الذكرى الخمسين لتأسيس الجامعة العربية بعد أن جرى الترويج أنها ستكون مناسبة لتأكيد قرارات مؤتمر الاسكندرية وتعميمها، فيجري تفعيل دور الجامعة العربية، وتحقيق لم الشمل العربي، والتصدي للقضايا التي تواجه العرب، وعلى رأسها ما يسمى بعملية السلام، وفيها اتخاذ موقف موحد من التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ووقف عمليات التطبيق مع الكيان اليهودي انتظار للحل الشامل على جميع المسارات. ونظراً لأهمية النتائج المرجوة فقد أجرت دول عربية لقاءات فرعية قبيل انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية فالتقى وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي كما التقى وزراء خارجية إعلان دمشق.
لكن نتائج مؤتمر وزارء خارجية العرب جاءت مخيبة لآمالهم، فبينت مدى انقسام الدول العربية، وأن المصالحة لا زالت بعيدة المنال. ولما كان تفعيل دور الجامعة مرتبطاً بمدى الوئام بين الدول العربية فقد كرس المؤتمر هَوان الجامعة العربية بعد أن لم يتفق الوزراء على تشكيل محكمة عدل عربية أو على حل الأزمة المالية الخانقة للجامعة.
وأبرز ما تمخض عنه المؤتمر فشل مصر في حشد موقف عربي موحد يربط التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية بانضمام الكيان اليهودي إليها، أو بتعهده بالتوقيع عليها خلال فترة يجري الاتفاق عليها، فقد قال وزير خارجية السعودية سعود الفيصل إن حكومته لم تتخذ موقفاً محدداً بعد، أما وزير خارجية الأردن عبد الكريم الكباريتي فقال: اعتقد أنه في النهاية ستكون كل دولة حرة في التصويت. وتدليلاً على المواقف المتحدة مسبقاً من القضايا المطروحة فاجأ وزير خارجية عُمان يوسف بن علوي وزراء الخارجية بلقائه عشية المؤتمر بمساعد وزير خارجية الكيان اليهودي يوسي بيلين واتفاقه وإياه على جملة من خطوات التطبيع بين البلدين، وبهذه النتائج تكون محاولات عملاء أميركا قد باءت بالفشل.
هذه هي جامعة الدول العربية، خداعاً وتضليلاً وتآمراً على مدى نصف قرن فهل آن للمسلمين أن يهبوا من سباتهم ويعملوا لوحدتهم الحقيقية التي أوجبها عليهم الإسلام وذلك بإقامة دولته وتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهل آن للعرب أن يفقهوا أن رسالتهم الإسلام وأن بقائهم ومجدهم فيه وحده وليس في شيء غيره، فيبادروا بطمس كل مخلفات الاستعمار وإزالة ومؤسساته وقلع عملائه. والله يؤيد بنصره من يشاء والله غالب على أمره.