افتتاحية العدد: “المرء مع من أحب” حسين بن طلال وإخوانه اليهود
1995/06/30م
المقالات, كلمات الأعداد
2,296 زيارة
في الثالث من أيار/ مايو 1995 استقبل الملك حسين بن طلال في الديوان الملكي في عمان رئيسي مجلسي النواب والأعيان وأعضاءهما، وتحدث إليهم بمناسبة دخوله العام الثالث والأربعين من حكمه للأردن، فنوه كالمعتاد وكغيره من حكام البلاد الإسلامية بالمنجزات العظيمة التي حققها بلده وشعبه،وقدرتهما على مجابهة التحديات والأخطار، وأشار إلى منجزاته الديمقراطية في الأردن، في حكمه والتعددية السياسية وحرصه عليها وعلى حقوق الإنسان في الأردن شريطة أن يعرف كل إنسان معنى هذه الحقوق وأن يعرف الجميع أن عليهم واجبات يجب أن يؤدوها على أكمل وجه ومسؤوليات لا بد أن يتحملوها بأمانة وصدق وشرف وعزم، وكلها منبثقة عن احترام الدستور عن الميثاق الوطني الذي صيغ من قبل كل الفعاليات والاتجاهات في الأردن لينظم مسيرته كأسرة واحدة ويد واحدة وقلب واحد، إلى أن قال [إنه لمس أثناء تجوله في الخارج الكثير من التقدير لمواقف الأردن والاحترام لشعبه والرغبة في دعمه ومساندته بما يتجاوز حجم الأرض وعدد السكان عشرات المرات]، وقال [إن ما يتمناه هو أن يخجل البعض في صفوفنا من الاستمرار في جلد الذات في التشويه والتشويش والانتقاص من هذا كله، وأن يتوقفوا عن هذه الممارسات]، ثم عرج في حديثه على مسيرة السلام التي اختطها وبدأها وأنجزها بأنها [يجب أن تكون حجر الزاوية في سلام شامل في المنطقة ليعيد للفلسطينيين حقهم على ترابهم الوطني ويحل جميع القضايا الباقية بعودة الأرض إلى أهلها وأصحابها كما كان بالنسبة إلينا هنا.. سلام بين المسلمين، ومرة أخرى أكررها لو أنني وجدت اعتراضاً عليّ من أحد إخواني أبناء سيدنا إبراهيم وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين] [موضوع السلام… موضوع المعاهدة مرت على هذا المجلس الذي يمثل هذا الشعب وأقرها، وفي اعتقادي أن الغالبية العظمى من شعبنا تدعم ما أقره وتسانده] [لقد أمضيت اثنتين وأربعين سنة وأنا أتجول.. لقد راح ماء وجهي وأنا استجدي، ويشرفني هذا، لأؤمن احتياجات هذا البلد..] ثم رجا النواب أن يعينوه في سن القوانين التي لها علاقة بمعاهدة السلام لتزيده قوة وقدرة على الاستمرار، ثم القوانين التي لها علاقة بإتاحة الفرصة لإفساح المجال للتعاون مع كل من يرغب في الإسهام في بناء الأردن ودعمه في المستقبل حتى يهيئ الفرصة للناس ليعملوا ويحققوا ذاتهم كي يصل الإنسان الأردني إلى ما يجب أن يكون طبيعياً حقه في وطن عزيز كريم]. هذا مجمل ما جاء في حديث الملك الأردني للنواب والأعيان.. ونحن هنا لا نريد أن نقوم بتحليل سياسي لكل ما جاء في حديثه هذا.. فإن الأمة والحمد لله قد أصبحت على درجة من الوعي تجعلها تدرك بداهة ذلك التكرار الممل الممض لخطب حكامها وجلاديها وسجانيها في كل أقطارها، ولكننا نريد هنا أن نتناول نقطتين هامتين وردتا في هذا الحديث، هما الواجبات والمسؤوليات المنبثقة عن احترام الدستور الأردني والميثاق الوطني الذي صيغ من قبل كل الفعاليات والاتجاهات في الأردن، ثم نقطة إخوانه أبناء إبراهيم عليه السلام، ويعني بذلك اليهود الذين اسماهم المسلمين في حديثه.
أما الواجبات والمسؤوليات الملقاة على عواتق هذه الأمة أو من ينوب عنها ويمثلها في الرأي فإنها لا تتعدى كونها واجبات ومسؤوليات فرضها الله سبحانه وتعالى وألزم بها جميع المسلمين من حكام ومحكومين كما جاءت في كتاب الله وسنة رسوله الكريم بما تضمناه من أوامر ونواه يلتزم بها الناس لقوله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) ولقوله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، ولقوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً)، فالمسلمون غير ملزمين وغير مكلفين إلا بما أمرهم الله به وبما نهاهم عنه، ولا احترام ولا تقدير إلا لما أنزل الله، فدستور الأمة الإسلامية وميثاقها –ومنها أهل الأردن وأهل فلسطين- هما كتاب الله وسنة، فلا يحل لمسلم كائناً من كان أن يجعل من نفسه مشرعاً أو أن يضع نفسه موضع التشريع فيحل هذا ويحرم ذاك، والله تعالى يقول: (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ…) فلا حلال إلا حلال محمد صلى الله عليه وسلم، ولا حرام إلا حرامه، وهما كذلك حتى تقوم الساعة. فدستور حسين وميثاقه الوطني ودستور غيره من حكام المسلمين ومواثيقهم كلها دساتير ومواثيق وضعية أمرنا الله أن لا نحترمها وأن لا نعترف بها، بل أمرنا بنبذها والكفر بها لقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً * فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً * أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً).
وها نحن هنا في هذا المقام نقول للملك حسين ولغيره من حكام المسلمين الذين طال بهم العهد وهم قائمون على حكم الكفر والطاغوت: أما آن لكم أن ترعووا وتكفوا عن غيكم وضلالكم بعد أن بدلتم نعمة الله كفراً وأحللتم الأمة التي تحكمون بالحديد والنار دار البوار… ألم تسمعوا وعيد رب العزة لكم بأنكم إذا لم ترجعوا إلى الله وتتوبوا سيكون مصيركم مصير الذين سبقوكم من الظالمين، ماذا تريدون أيها الحكام… أتريدون التحاكم إلى الطاغوت وقد أمرتم أن تكفروا به… ألا تعلمون أن كل قوانين الدنيا وأحكامها ودساتيرها ومواثيقها التي وضعها المخلوق من دون الخالق طاغوت، وهي ومَنْ وضعها وعمل بها وأطاعها في جهنم… لقد نهجتم أيها الحكام نهج أسيادكم الكفار الذين نصبوكم حكاماً على هذه الأمة في غفلة منها حين أبعدتم الله الخالق الواحد الأحد عن هذه الدنيا المخلوقة له ووضعتم أنفسكم مكانه في الأرض تشرعون وتحلون وتحرمون، ألم تسمعوا قوله تعالى في محكم التنزيل: (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ)، فالله وحده خالق السموات والأرض، وهو الذي خلق الإنسان وهو الذي ينظم علاقاته ويشرع له.
وأي فعاليات واتجاهات هذه التي يفاخر بها العاهل الأردني أنها وضعت ميثاقه الوطني؟… ومن هي هذه الفعاليات والاتجاهات؟… أليست هي هذه المخلوقات العاجزة الناقصة المحتاجة… هذا الإنسان العاجز عن تدبير شؤون حياته! هذا الإنسان الذي لا يعلم ما سيصيبه بعد دقيقة أو ثانية في حياته… هذا الإنسان الذي يرى الشيء اليوم حسناً ثم يراه بعد يوم قبيحاً… هل تترك له أيها العاهل أمر تنظيم الشؤون ورعاية المصالح لأمة أو لشعب، وهو عاجز عن تدبير شؤون نفسه؟
إن الله سبحانه وتعالى قد أنزل الكتاب بينات من الهدى والفرقان ليحكم به المسلمون وحذرهم أن يُفتنوا عنه (وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ)، وتوعدنا بالعذاب والويل إن لم نحكم بما أنزل، ووصف الذين لا يفعلون ذلك بالكافرين والظالمين الفاسقين، وكلاً وعد الله الخزي والعذاب في الدنيا والآخرة. ثم يأتي الحاكم بعد هذا كائناً من كان يقول للمسلمين أنا ربكم الأعلى، ومن هنا الدرب… كلاً ثم كلاً… فالمسلمون لا يطيعون إلا الله ورسوله ومن عمل بكتاب الله وسنة رسوله ولو كان عبداً حبشياً، وهم مأمورون بالأخذ على يد الظالم وبرفع حكم الكفر عنهم وبإزالة الظلم والطغيان (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ)، وكيف لا يكونون كذلك وهم يسمعون قوله تعالى ينفي الإيمان عن كل من لا يحكّم شرعه (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً)، وكيف يمكن للمسلمين أن يطيعوا حاكماً يحكمهم بغير ما أنزل الله وهم يسمعون قوله تعالى: (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) مهما كان هذا الحاكم ومن أي سلالة انحدر.
أما النقطة الثانية التي نريد أن نعرض لها هنا من حديث العاهل الأردني أمام نوابه وأعيانه فهي قوله إنه أوجد سلاماً بين المسلمين…
فمتى كان اليهود أعداء الله ورسله مسلمين أيها العاهل الأردني، يا سليل الدوحة الهاشمية… كأنك لم تقرأ قوله تعالى: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)، وكأنك لم تقرأ قوله تعالى مردفاً بعد هذه الآية (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) وقد جاء هذا السياق في معرض الرد على اليهود والنصارى الذين قالوا إن إبراهيم كان يهودياً أو نصرانياً، فأنزل الله تعالى قوله: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ * هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ).
كأنك لم تقرأ هذا كله أو تسمع به أيها الملك الهاشمي… ثم تأتي بعد ذلك كله وتصف أعداء الله ورسله بأنهم أبناء إبراهيم، والله سبحانه وتعالى قد بكَّت على الكافرين أعمالهم حتى لو كانوا من أبناء الأنبياء الكرام… (وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ)، وقد أنَّبه الله سبحانه وتعالى حين خاطبه في شأن ولده الغريق (وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ).
لقد حكمت على نفسك أيها الملك أنك من الجاهلين حين وصفت يهوداً بأبناء إبراهيم، وما هم بأبنائه ولا بأوليائه أولئك الذين غضب الله عليهم ولعنهم على ألسنة أنبيائه الكرام (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ)، (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ)، (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ) ثم تأتي أيها الملك الهاشمي وتصفهم بأبناء إبراهيم… ألا تكفيك جرأتك على الأمة حتى اجترأت على الله ورسله.
وختاماً نذكر أعضاء مجلسي النواب والأعيان بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة»، «والساكت عن الحق شيطان أخرس»، وبقوله تعالى: (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ). أما الملك الذي يرى يهوداً إخواناً له فإليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرء مع من أحب» [رواه البخاري] وقول ذي الجلال الذي هو في الأرض إله وفي السماء إله: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ).
1995-06-30