بقلم الشيخ عبد الرحمن مطر
أراك يا علم الخلافة تخفِقُ*** فوق الديار كبارقٍ يتألقُ
وأرى الخليفة باسطا كفَّ الترضى*** في بيعةِ فيها الجموعُ توثّقُ
عقدَ الخلافةِ إِنّها فرضٌ على *** من كان بالدين الحنيفِ يصدّقُ
وأرى بلادَ المسلمين تحررتْ *** وأرى الشريعةَ في البلادِ تطبَّقُ
وأرى جنود محمد قد أقبلوا *** ولرفع رايات الجهاد تسابقوا
وأرى الصليبَ وقد خبت نيرانُهُ *** وأراه في حَبْكِ المكائدِ يخفقُ
وأرى الحجارةَ في الجبالِ تكلمتْ *** وأرى بها الأشجارَ صارت تنطِقُ
أملٌ يراودُ كلَّ نفسٍ تبتغي *** مرضاة ربِ العالمين وتُشفِقُ
منْ أن يوالي الكفرُ من طغيانه *** ونظلَّ في تيه الضلالةِ نغرَقُ
وتظلَّ أرضُ المسلمين أسيرةً*** والبومُ والغربانُ فيها تنعِقُ
يا أمةً ضحك العداةُ لجهلها *** وأضلَّها عن هديها المستشرقُ
ألِفَتْ تَمَزُّقَ أرضِها فاستبعدتْ *** عَوْدَ الخلافة واستطال الفاسقُ
وغدا البُغاثُ على الربى مستنسرا*** والكافرون الحاقدون تدفقوا
كي ينقُضوا باقي العُرى من دينِها *** وأعانهم فيها الدَّعيُ المارقُ
يا أمةَ المجد التليدِ وعزةٍ *** قعساءَ أربى من سناها المشرقُ
يا أمةَ الإسلام يا خيرَ الورى *** ما زال إشعاعُ الحضارةِ يبرقُ
يا أمةَ الإسلام هلْ من صحوةٍ*** تدَعُ الأماني واقعاً يتحقَّقُ
وتعيدُ للإسلام سابقَ مجدِه *** وتدكُّ أوكار الضلالِ وتسحَقُ
وتطيحُ بالعملاءِ إذ هم بدَّلوا *** شرعَ الإله ، وبالضلالِ تعلَّقوا
وتعيدُ حكما للخلافةِ يقتدي *** بخطى النبي وهديهِ يتخلَّقُ
يا من تمادوا في الجفاء لنهجِهِ*** هذا طريقُ محمدٍ لا يغلقُ
دربُ الهدى فامضوا به وتكتلوا ***في موكب التحرير لا تتفرقوا
هذي السفينة لا يضامُ نزيلُها*** من يبتغي غيرَ السفينةِ يغرقُ
يا راية الإسلامِ عودي إننا *** شوقا إليك قلوبُنا تتحرَّقُ
فعيوننا ترنو ليوم واعِدٍ *** والريبُ فيما صحَّ لا يتطرَّقُ
فيه الخلافةُ بالنبوةِ تلتقي *** نهجا تنبَّأَهُ النبيُ الصادقُ
من بعد حكم الجبرِ يأتي مُشْرِقا *** لثرى به علمَ الخلافة يخفِق