تَحَدّ لحَـمَـلَـةِ الدعـوة الإسـلاميـة
2016/10/18م
المقالات
1,789 زيارة
تَحَدّ لحَـمَـلَـةِ الدعـوة الإسـلاميـة
هناك من يستبعد وصول الحركة الإسلامية إلى تسلُّم السلطة بشكل كامل وفعّال.
وهناك من يقول: على افتراض أنها وصلت فإن العالَم الغربي الذي يسيطر الآن على جميع العالم إمّا سيحاصرها ويقضي عليها وإمّا سيحرفها عن حقيقة الإسلام ويحوّلها إلى دولة تسير مع حضارة الغرب، ولو بقيت ترفع شعارات إسلامية.
وقد أورد هذا المعنى الكاتب السعودي عبد المحسن الخنيزي في جريدة «الحياة» في 04/10/97. ونأخذ فقرة من مقاله لننبه دعاة الإسلام إلى هذا التحدّي، وهو تحدّ حقيقي، كي يحضّروا أنفسهم، ويُعِدّوا برامجهم، ويتزودوا سلفاً بالخبرات، ويؤلفوا لكل اختصاص فريقاً متكاملاً من الخبراء، لمقابلة التحدي المذكور والتغلب على مكائد الغرب ومؤامراته.
«الوعـي» تحضّ المسلمين وخاصة من يملك منهم شيئاً من هذه القدرات، تحضّهم على التفكير في هذا الأمر، وإيلائه ما يستحق من الاهتمام. إذ يجب أن تعود الأمة الإسلامية لاقتعاد مركز القيادة في العالم كما وصفها اللـه سبحانه: (كنتم خيرَ أمّةٍ أُخرِجتْ للناس).
فيما يلي فقرة الكاتب السعودي:
«إن التيار الإسلامي بافتراض تسلمه السلطة في بعض البلدان العربية (فإنه سيواجه تحدياً خَطِراً قد يؤدي إلى تجميده وانهياره) إن العالم الصناعي بقيادة الغرب لن يسمح لتجربة إسلامية في الوقت الراهن بانتهاج طريق مستقل في السياسة الدولية، كما لن يكون بوسعها إقامة علاقات اقتصادية متحررة من هيمنة السوق الدولية والشركات العابرة للقومية، وفي ظل هذا المناخ لن يكون بمقدور تلك التجربة أن تشق طريقها نحو امتلاك التكنولوجيا المتقدمة. والتطوير الاقتصادي المنشود والإسهام بفعالية في منافسات البحث العلمي الجارية على قدم وساق، تجربة سوف تتعرض للحصار والمقاطعة السياسية والتكنولوجية والاقتصادية من أجل إبطاء تطورها بل خنقها في آخر المطاف. والتجربة الحالية لعدد من البلدان التي حاولت الانفكاك من ربقة السياسة الدولية التي يرسمها ويقودها الغرب مثال حيّ على ذلك. وإذا قدر لهذه التجربة أن تستمر فلن تتمكن في ظل هذه الظروف من المحافظة طويلاً على حرارة الدعم الجماهيري الذي أوصلها للسلطة وسوف تشهد انحساراً متدرجاً لذلك الدعم (…) ليتركها في النهاية تجابه أعداءها الداخليين والخارجيين بلا غطاء شعبي»
قال رسول اللـه صلّى اللـه عليه وآله وسلّم: «أحبُّ الناسِ إلى اللـه أنفعهمْ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللـه عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخلهُ على مسلمٍ، أو تَكشفُ عنهُ كربةً، أو تَقضي عنهُ دَيْناً، أو تَطردُ عنهُ جوعاً، ولأَنْ أمشيَ معَ أخي المسلمِ في حاجةٍ أحبُّ إليَّ منْ أنْ أَعتكفَ في المسجدِ شهراً، ومَنْ كفَّ غضبَهُ، سترَ اللـه عورتهُ، ومنْ كظمَ غيظاً، ولوْ شاءَ أنْ يُمضيَهُ أمضاهُ، مَلأَ اللـه قلبَهُ رضىً يومَ القيامةِ، ومَنْ مشى معَ أخيهِ المسلمِ في حاجتِهِ حتى يثبتها لهُ، أثبتَ اللـه تعالى قدمَهُ يومَ تَزِلُّ الأقدامُ، وإنّ سوءَ الـخُلُقِ لَـيُفْسِدُ العملَ، كما يفسدُ الخلُّ العسلَ» [الطبراني في الكبير عن ابن عمر]
2016-10-18