حتى حاخاماتهم مجرمو حرب!
2009/02/04م
المقالات
1,537 زيارة
حتى حاخاماتهم مجرمو حرب!
بعث” مردخاي إلياهو”- الذي يعتبر المرجعية الدينية الأولى للتيار الديني في دولة الكيان اليهودي والذي شغل في الماضي منصب الحاخام الشرقي الأكبر لـ(إسرائيل)- برسالة إلى رئيس الوزراء اليهودي إيهود أولمرت وكل قادة (إسرائيل)- ضمن نشرة” عالم صغير” وهي عبارة عن كتيب أسبوعي يتم توزيعه في المعابد اليهودية كل يوم جمعة، ذكر فيها قصة المجزرة التي تعرض لها شكيم بن حمور والتي وردت في كتبهم المحرفة كدليل على النصوص التوراتية التي تبيح لليهود فكرة العقاب الجماعي لأعدائهم وفقاً لأخلاقيات الحرب، حيث كتب إلياهو بأنه” طبقاً لما ورد في التوراة، فإن مدينة بأكملها تحملت المسؤولية الجماعية عن السلوك غير الأخلاقي لأحد من أفرادها”.
وأضاف الحاخام الأكبر أن “هذا المعيار نفسه يمكن تطبيقه على ما حدث في غزة حيث يتحمل جميع سكانها المسؤولية؛ لأنهم لم يفعلوا شيئاً من شأنه وقف إطلاق صواريخ القسام”. ودعا مردخاي رئيس الوزراء (الإسرائيلي) إلى مواصلة شن الحملة العسكرية على غزة معتبراً أن” المس بالمواطنين الفلسطينيين الأبرياء أمر شرعي”.
أما” الحاخام شلوموا إلياهو وهو الحاخام الأكبر لمدينة صفد ونجل الحاخام مردخاي إلياهو فقد قال: “إذا قتلنا مئة دون أن يتوقفوا عن ذلك فلا بد أن نقتل منهم ألفاً، وإذا قتلنا منهم ألفاً دون أن يتوقفوا فلنقتل منهم عشرة آلاف. وعلينا أن نستمر في قتلهم حتى لو بلغ عدد قتلاهم مليون قتيل، وأن نستمر في القتل مهما استغرق ذلك من وقت”.
وأضاف إلياهو قائلاً: “المزامير تقول: سوف أواصل مطاردة أعدائي والقبض عليهم، ولن أتوقف حتى القضاء عليهم”.
وقال يسرائيل روزين مدير معهد تسوميت الديني الشهير بأن” حكم التوراة ينص على قتل الرجال والأطفال وحتى الرضع والنساء والعجائز، وحتى سحق البهائم” مشيراً إلى أن” قوم عملاق كانوا يعيشون في أرض فلسطين، وكانت تحركاتهم تصل حتى حدود مصر الشمالية، لكن العماليق شنوا هجمات على مؤخرة قوافل بني إسرائيل بقيادة النبي موسى عليه السلام عندما خرجوا من مصر واتجهوا نحو فلسطين”.
ويضيف روزين قائلاً” لقد كلف الرب بني إسرائيل بعد ذلك بشن حرب لا هوادة فيها ضد العماليق” مستدلاً بالحكم الذي يقول” اقضوا على العماليق من البداية حتى النهاية.. اقتلوهم وجردوهم من ممتلكاتهم، لا تأخذكم بهم رأفة، فليكن القتل متواصلاً شخصاً يتبعه شخص، لا تتركوا طفلاً، ولا تتركوا زرعاً أو شجراً، اقتلوا بهائمهم من الجمل حتى الحمار”.
وحسب التراث اليهودي فقد كان يوشع بن نون هو أول من طبق هذا الحكم عندما انتصر على العماليق، فدمر مدينتهم أريحا على من فيها. ويضيف روزين في فتواه بأن” العملاق لا ينحصر في عرق أو دين محدد، بل يشمل كل من يكره اليهود لدوافع دينية أو قومية”.
ويصل روزين إلى حد القول” عملاق سيبقى ما بقي اليهود، ففي كل عهد سيخرج عملاق من عرق آخر لمناصبة اليهود العداء، لذا يجب أن تكون الحرب ضده عالمية”.
وشدد روزين في فتواه على أن” تطبيق حكم العماليق يجب أن يقوم به اليهود في كل وقت وزمان لأنه تكليف إلهي، ولا أن نضع في اعتبارنا مواقف دول العالم ” مضيفاً بالقول” علينا أن ننفذ أحكام الرب، وأن نتوقف عن الاختفاء في ظل أسرة شعوب العالم، وحتى عندما يكون تطبيق هذه الفريضة ثقيلاً وصعباً، فإننا مطالبون بتطبيقها دائماً”.
ومما يزيد من خطورة تلك الفتاوى أنها تجد لها صدى واسعاً بين (الإسرائيليين) وخاصة من يصفون أنفسهم بالمتدينين، فقد أشارت دراسة صادرة عن قسم العلوم الاجتماعية بجامعة بار إيلان إلى أن” أكثر من 90% ممن يصفون أنفسهم بأنهم متدينون يرون أنه لو تعارضت الخطوات التي تتخذها الحكومة (الإسرائيلية) مع رأي الحاخامات فإن الأولى تطبيق رأي الحاخامات”.
ويزداد الأمر بالنسبة لأتباع التيار الديني الصهيوني، والذين تشير تقارير الجيش إلى أنهم” يمثلون أكثر من 50% من ضباط الجيش (الإسرائيلي) وأكثر من 60% من قادة الوحدات الخاصة”.
وتشير الأرقام الصادرة في الدراسة إلى أن” أكثر من 95% من الجنود المتدينين أكدوا أنهم لا يمكنهم الانصياع لأوامر عسكرية تصدر لهم دون أن تكون متسقة مع الفتاوى الدينية التي يصدرها الحاخامات والسلطات الدينية”. (صحيفة الوطن الكويتية/ 17/ 1/ 2009م).
الوعي: اليهود بمجملهم، بمختلف قطاعاتهم، يخوضون حروبهم من منطلق ديني. وهذا المنطلق الديني كان سبباً في اختيار فلسطين أرض ميعاد لهم. وهذا المنطلق لا يستطيع اليهود التخلي عنه لأنه هوالذي يجمعهم ويجعل لهم الحمية، ويجعل عندهم القدرة على البقاء والاستمرار… وهذا المنطلق يرى الغرب كذلك ضرورة وجوده فيهم حتى لا يفشل مشروعه الاستعماري بغرسهم في بلادنا ليكونوا يديه ورجليه وعينيه في المنطقة؛ لذلك لا يرى غضاضة في كون (إسرائيل) دولة دينية بينما هي ممنوعة على الآخرين، ولا مانع عنده من قيامها بكل ما قامت وتقوم وستقوم به من مجازر بحق المسلمين. إن الحمية الدينية اليهودية هي مطلب يهودي وغربي للبقاء والاستمرار ليهود.
وإن ما يقوم به حاخاماتهم من مرافقة للجنود، وحث لهم على القتل ليجعل حربهم دينية بامتياز، وفي المقابل يمنع المسلمون من خوضها دينية من قبل الغرب وعملائهم من الحكام وأذناب الحكام من العلماء… وهكذا ستبقى المجازر تترى بحق المسلمين حتى تقوم للإسلام خلافته، وعندها سيحدث ما نبأنا به الصادق المصدوق أن يهود يقاتلوننا فنقتلهم كعباد لله وطاعة فيه، وحينها لن يحميهم حجر ولا شجر ولا طائرة ولا رادار ولا غرب. وهل يظن اليهودي إلا أنه يقتل نفسه عندما يقتل المسلمين. إن المسألة مسألة وقت، لا نراه، بإذن الله، بعيداً. فكل آت قريب.
2009-02-04