واشنطن ـ من رفيق خليل المعلوف:
أعلن مستشار الرئيس بيل كلينتون لشؤون الأمن القومي أنطوني ليك أن الولايات المتحدة ستضرب «الدول ذات القدرة على الارتداد» ومنها إيران والعراق وذلك بشكل حاسم ومنفرد إذا هددت المصالح الحيوية الأميركية. وأنها ستعمد إلى عزلها ديبلوماسياً وعسكرياً واقتصادياً وتكنولوجياً. وأكد أن واشنطن تحترم ما قدمه الإسلام للعالم منذ أكثر من 1300 عام وتعرض «كل تعابير الصداقة لأولئك المؤمنين بالإسلام الذين يلتزمون السلام والتسامح. لكننا سنوفر كل مقاومة لمواجهة المتطرفين الذين يشوهون العقائد الإسلامية ويسعون إلى توسيع نفوذهم بالقوة».
وجاء كلام ليك في خطاب جامع ألقاه في 21/09/93 في جامعة جونز هوبكينز تحت عنوان «من الاحتواء إلى التوسع» حدد فيه معالم سياسة الولايات المتحدة الخارجية وفلسفتها. مركزاً على أن العقيدة الأميركية الجديدة تقضي بدعم مجموعة الدول الديمقراطية ودعم حرية السوق في العالم وتوسيعها لتحل مكان عقيدة الاحتواء ضد الشيوعية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ودول أوروبا الشرقية.
وقال ليك في خطابه الذي لم يتطرق فيه إلى النزاع العربي الإسرائيلي أو إلى عملية السلام والاتفاق الفلسطيني ـ الإسرائيلي إلى أن «استراتيجية التوسع» الأميركية ترتكز على أربعة عوامل هي:
l تقوية المساعدة للديمقراطيات التي تعتمد الاقتصاد الحر أساساً لها.
l تقديم المساعدة للديمقراطيات الجدية والاقتصاد السوق الحر حيث أمكن.
l مواجهة العدوان من قبل الدول المعادية للديمقراطية وللسوق الحر.
l المضي في دعم اجندا إنسانية، ليس بتقديم المساعدات الديمقراطية واقتصاد السوق في المناطق التي توجه مشاكل إنسانية.
وأوضح ليك أن الاستراتيجية الأميركية يجب أن تكون في الوقت نفسه واقعية. ومشيراً إلى أن المصالح الأميركية قد تتطلب في بعض الأحيان مصادقة دول غير ديمقراطية بل الدفاع عنها لأسباب تتعلق بالفائدة المشتركة.
وقال أنه مع تقدم الديمقراطية واقتصاد السوق يجب توقع ردود فعل من الذين يمتلكون سلطة ذات مصدر غير شعبي. «وعندما يجلس هؤلاء الحكام فوق دول تعتبر قوى إقليمية مثل إيران والعراق فقد يعمدون إلى استعمال العنف والأساليب غير المشروعة بشكل يهدد الولايات المتحدة والديمقراطيات الأخرى». وأن مثل هذه الدول ذات القدرة على الارتداد ستعمد إلى رعاية الإرهاب والاتجار بأسلحة الدمار الشامل وتكنولوجيا الصواريخ الباليستية وستضطهد على الأغلب شعبها وتزرع بذور الخلافات الاثنية وتهدد جيرانها.
ولاحظ أن الدول ذات القدرة على الارتداد غالباً ما «تهترئ من الداخل اقتصاديا وروحيا. ومع استمرار ضعفها فإنها تصبح أشد يأساً وخطراً».
وأضاف: «أنه عندما تبدأ أعمال هذه الدول في تهديد شعبنا وقواتنا مباشرة أو تستهدف مصالحنا الحيوية علينا أن نكون مستعدين للرد بشكل حاسم ومنفرد كما فعلنا عندما حاول العراق اغتيال الرئيس السابق (جورج )بوش».
وشدد على ضرورة المحافظة على القوة العسكرية لردع عدوان هذه الأنظمة لإلحاق الهزيمة بها إذا اقتضت الضرورة ذلك.
وقال أن انسحاب القوات الأميركية من الصومال هو مسألة وقت فقط. وأضاف أن ذلك يجب ألا يتم بشكل يخرب كل ما تحقق في المنطقة المحيطة بمقديشو وعودة الفوضى مجدداً إلى البلاد .