مُـنَـاجَــاةٌ
2016/09/27م
المقالات
1,897 زيارة
مُـنَـاجَــاةٌ
الشاعر: أيمن القادري
إِلهِيْ، أَغِثْنِيْ، فُؤَادِيْ سَقِيمْ
إِلهِيْ، لَقَدْ ضَاقَتِ الأَرْضُ بِيْ
نَهَارِيَ في شَمْسِهِ عِلَّةٌ
وَلَيْلِيْ كَوَاكِبُهُ سُهَّدٌ
يُبَعْثِرُ خَافِتَ أَضْوَائِهِ
وَأَيَّامُ عُـمْـرِيَ شَـهْـرٌ ثَــوَى
|
|
وَدَمْعِيْ عَصِيٌّ، وَذَنْبِيْ عَظِيمْ
وَأَصْبَحْتُ أَسْرِيْ بِلَيْلٍ بَهِيمْ
فَلَيْسَتْ تُضِيءُ فُؤَادَ الأَلِيمْ
وَلكِنْ على ضَوْءِ نَجْمٍ يَتِيمْ
فَلا يَهْتَدِيْ عَابِرٌ أَوْ مُقِيمْ
فَـلا قَمَرٌ، بَـلْ ظَـلاَمٌ عَـقِـيـمْ
|
إِلـهِـيْ أَغِـثْـنِـيْ، فُـؤَادِيْ سَـقِـيـمْ
إِلهِيْ، ذُنُوبِيَ أَشْقَى بِها
تُؤَرِّقُ عَيْنِيَ أَطْيَافُهُ
جُلُودُ تُبَدَّلُ في لَمْحَةٍ
وَأَيْدٍ تُصَفَّدُ في أَرْجُلٍ
وَنَارٌ على النَّاسِ مُؤْصَدَةٌ
فَعَفْوَكَ يـا رَبِّ لا حَـوْلَ لِـيْ
|
|
وَأَخْشَى، إِذا مُتُّ، حَرَّ الـجَحِيمْ
وَأَكْلُ الضَّرِيعِ وَسُقْيَا الـحَمِيمْ
وَيَنْضَجُ كُلٌّ، فَمَا مِنْ سَلِيمْ
وَتُكْوَى جِبَاهٌ عَنَتْ لِلرَّجِيمْ
تُحَطِّمُ كِبْرَ الظَّلُومِ الغَشُومْ
خُـلِـقْـتُ ضَعِيفاً، وَأَنْتَ الحلِيـمْ
|
إِلـهِـيْ أَغِـثْـنِـيْ، فُـؤَادِيْ سَـقِـيـمْ
إِلهِيْ، دُمُوعِيَ أَبْوَابُهَا
مَعَاصِيَّ قَدْ جَرَّدَتْ مُقْلَتِيْ
وَدَاوِ الفُؤَادَ بِنُورِ هُدىً
وَفَجِّرْ دُمُوعِيَ تَبْكِ الذي
وَتَبْكِ الشُهُورَ التي بُدِّدَتْ
وَتَـبْـكِ مَخَافَةَ أَنْ تكْـتَـوِيْ
|
|
مُغَلَّقَةٌ بِضَلاَلٍ جَسِيمْ
وَوَجْهِيْ مِنَ الماءِ، فَاهْدِ الأَثِيمْ
لِتَحْيَا الشغافُ(1)، ويحيَا الصميمْ(2)
مَضَى حِينَ جَافَى الـجَبِينُ الأَدِيمْ
ولا ذِكْرَ فيها لِرَبٍّ عَلِيمْ
بِنَارٍ وَتُـحْـرَمُ مَـثْـوَى النَعِيمْ
|
إِلـهِـيْ أَغِـثْـنِـيْ، فُـؤَادِيْ سَـقِـيـمْ
الشَّغَافُ: مفردها الشغفة وهي من القلب رأسُه عند معلَّق النياط.
الصَّـمِيم: العظم الذي به قوام العضو.
2016-09-27