خِمَارُ مَرْوَةَ يَهُزُّ بَرْلمانَ العَلْمَانِيِّين
1999/09/24م
المقالات
1,810 زيارة
لا يزال حجاب مروة القاوقجي، الذي دخلتْ به البرلمان التركي، شامخة متحدية، يثير في المسلمين الإكبار والإعجاب والتأييد، والشجب والاستنكار والاستهجان لموقف العلمانيين الأتراك، الذين اعتبروه استفزازاً لمشاعرهم في قلعة من قلاع الجمهورية العلمانية في تركيا، وهذه تحية إلى السيدة / مروة القاوقجي.
خِمَارُ مَرْوَةَ يَهُزُّ بَرْلمانَ العَلْمَانِيِّين
تِيهي بتاجكِ وَارْتديهِ شِعارا
وتوقَّدي شَمْساً تُضيءُ وأَطْلِعِي
هذا الخمارُ شِعارُ كُلِّ كريمةٍ
خَسِئَ الظلاَمُ، فلمْ يَزَلْ فجرُ الهدَى
والرايةُ الشَمّاءُ ما زالتْ على
ومآذنُ التوحيدِ ما زالتْ بهَا
يا مَرْوَةَ البَلَدِ الـحَـرَام ومَكَّةٌ
هُزِّي بكفٍّ للفضيلةِ حُرَّةٍ
لا تَرهَبي ليلَ الـجُـناةِ ومَزِّقِي
مَهْمَا تَمَادَى ظُلْمُهُمْ وظَلاَمُهُمْ
وَمَشَوْا وغاشِيَةُ الضَلاَل تَلُفُّهُمْ
فالحقُ أقوَى صَوْلةً في زَحفِهِ
وَثَنيَّةٌ تَاهُوا بهَا وتَجَبَّرُوا
عَشِقُوا الفُجُورَ وقَارَفُوا آثامَهُ
قَدْ سَنَّ مِنْهَاجَ الضَّلال كَبيرُهُمْ
مَنْ كانَ يُدْعَى بالكَمَال، وَوَجْهُهُ
وَالذِّئـْـبُ تِمْـثَـالٌ تَسَرْبَلَ ثَوْبُهُ
وَاخْـتَـالَ في وَطَن الخِــلافَـةِ طاغِـيـاً
يا صَوْتَ مَرْوَةَ كَالأَذان مُجَلْجلاً
كَالرَّعْدِ يَعْصِفُ بالطُّغَاةِ مُزَمْجراً
دُكَّتْ حُصُونُ المارقِينَ كَأَنـَّـهَـا
يا لَلْجَبين مُتَوَّجاً بـخِـمَـارهِ
تَخْشَاهُ أَعْنَاقُ الطُّغَاةِ كَأَنـَّـمَـا
أَمَةٌ لِخَالِقِهَا، وقدْ جَاءَتْ بما
أَكْرمْ بهَا ذاتِ الخِمَار عَزيزَةً
قدْ ذَكَّرَتْنا في الكِفَاح سُمَيّةً
يا أيـُّـهَـا الفَـجْـرُ الذي نَشْتَاقُهُ
ويَلُـــوحُ نَجْـــمٌ لِلْخِـــلاَفَـةِ آفِـــلٌ
والفَتْحُ يُشْرقُ بالبَشَائِر هَاتِفاً
مَهْمَا طَغَى مَوْجُ الخُطُوبِ فَأُمَّتي
ولَنا مَعَ الأَمْجَادِ أَكْرَمُ مَوْعِدٍ
وَنُـعِـيــدُ صَـحْـرَاءَ الحـيَــاةِ جَـدَاولاً
|
|
مُتَحدِّياً بَأْسَ الطُّغَاةِ جهَارا
رُغْمَ الدُّجَى في البَرْلمان نَهَارا
يَكْسُو الـحَـرَائِرَ عِزَّةً وفَخَارا
مِنْ أُفْق طَـيْـبَـةَ، يُرْسِلُ الأَنـْـوَارا
سَاحَاتِ أُحْدٍ تُلْهمُ الأَنـْصَـارا
شُعَلاً تُمِدُّ الشُّهْبَ وَالأَقْمَارا
مَا زَالَ غَيْثُ سَمَائِهَا مِدْرَارا
تُعْلِي اللِّوَاءَ وَتَصْفَعُ الفُجَّارا
بِالنُّورِ عَنْ وَجْهِ الـجُـنَاةِ سِتَارا
وَبِأُفْقِهِ وَجْهُ الضِّياء تَوَارى
غَرْقَى، وَتَاهُوا في دُجَاهُ حَيَارى
سَيَخِرُّ صَرْحُ غرُورهِمْ مُنْهَارا
عَبَدُوا بهَا الأَحْجَارَ وَالدُّولاَرا
وَهُـمُ بحَـانَـاتِ الفُـجُــور سُــكَـارى
لِمَن اقْـتَـفَـى مِنْ بَعْدِهِ الآثَارا
دَنِسٌ قَبيحٌ قَدْ تَجَلَّلَ عَارا
حَتـّـى اسْتَعَارَ النَّابَ وَالأَظْفَارا
صَنَماً حَقِيراً فَاجرَاً كَفَّارا
هَــزَّ القُـلُـوبَ وَأَيْـقَـظَ الأَبـْـصَـارا
وَبكُلِّ أَرْضٍٍ يُنْزلُ الأَمْطَارا
تَلْقَى بها الزِّلْزَالَ والإعْصَارا
لا خَافِضَاً رَأْساً وَلا خَوَّارا
تَلْـقَـاهُ سَـيْـفَـاً صَارماً بَـتـَّـارا
يَبْنـِـي الـعُـلاَ ويُشَرِّفُ الأَحْرَارا
لا تَرْهَبُ الـجَـلاّدَ وَالـجَـزَّارا
ببطَاح مَكَّةَ وَابْـنَـهَـا عَـمَّـارا
لِـيُـعِـيـدَ ظَلْمَاءَ الحـيَـاةِ نَهَارا
نُوراً تَوَقَّدَ لِلسُّرَاةِ وَنَارا
وَيَدُكُّ صَرْحَ الظُّلْم وَالأَسْوَارا
لَيْسَتْ تَهَابُ بلُجِّهِ الإبْحَارا
نَصْــبـُـو إلَـيْـهِ أَعِزَّةً أَبـْـرَارا
وَنُـفَـجِّــرُ الـجَــنَّــاتِ وَالأَنـْـهَـــارا
الشاعر: يوسف إبراهيم
|
(أبو ضياء)
24 من محرم الحرام 1420هـ
9/5/1999م
1999-09-24