رياض الجنة: أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدعوة

رياض الجنة:

أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدعوة:

إصراره (صلى الله عليه وآله وسلم) على الجهاد بما بعثه الله من الدعوة إلى الله

– أخرج البخاري عن المِسْوَر بن مَخْرَمة ومروان قالا: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) زمن الحديبية… فبينما هم كذلك إذ جاء بُدَيل بن وَرْقَاء الخُزاعي في نفر من قومه من خزاعة، -وكانوا عيبة نصح (موضع نصح) رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أهل تِهامة- فقال: إني تركت كَعْبَ بن لُؤَيّ، وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية ومعهم العوذ المطافيل (أي جاؤوا بأجمعهم كبارهم وصغارهم) وهم مقاتلوك وصادّوك عن البيت، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنا لم نجئ لقتال أحد، ولكنا جئنا معتمرين، وإن نَهَكتْهم الحرب (أتعبتهم كثيراً) وأضرّت بهم، فإن شاؤوا ماددتهم مدة (عقدت معهم هدنة لمدة معينة) ويخلوا بيني وبين الناس، فإن أظهر، فإن شاؤوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا فقد جمّوا (استراحوا)، وإن هم أبَوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي (عنقي)، ولينفذنّ أمر الله».

– وعند الطبراني عن المسور ومروان مرفوعاً: «يا ويح قريش!! لقد أكلتهم الحرب، فماذا عليهم لو خلّوا بيني وبين سائر العرب، فإن أصابوني كان الذي أرادوا، وإن الله أظهرني عليهم دخلوا في الإسلام وافرين، وإن لم يقبلوا قاتلوا وبهم قوة. فما تظن قريش؟! فواللهِ لا أزال أجاهدهم على الذي بعثني الله حتى يظهرني الله أو تنفرد هذه السالفة».

– وأخرج الطبراني وأبو نُعيم في الحلية والحاكم عن أبي ثَعْلَبة الخُشَني قال: قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من غزاة له، فدخل المسجد فصلى فيه ركعتين، وكان يعجبه إذا قدم من سفر أن يدخل المسجد فيصلي فيه ركعتين يثني بفاطمة ثم أزواجه – فقدم من سفره مرة فأتى فاطمة فبدأ بها قبل بيوت أزواجه، فاستقبلته على باب البيت فاطمة فجعلت تقبل وجهه- وفي لفظ: فاه- وعينيه وتبكي، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «ما يبكيك؟» قالت: أراك يا رسول الله قد شحب لونك واخلولقت (بليت) ثيابك. فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «يا فاطمة، لا تبكِ، فإن الله بعث أباك بأمر لا يبقى على ظهر الأرض بيت مَدَر ولا وَبَر ولا شَعَر (أهل القرى والأمصار وأهل الأخبية) إلا أدخله الله به عزاً أو ذلاً حتى يبلغ حيث يبلغ الليل».