يلماز شيلك الناطق الرسمي لحزب التحرير في تركيا شوكة في حلق العلمانيين أعداء الإسلام والمسلمين
2007/05/24م
المقالات
1,768 زيارة
يلماز شيلك الناطق الرسمي لحزب التحرير في تركيا
شوكة في حلق العلمانيين أعداء الإسلام والمسلمين
إن أمثال السيد يلماز شيلك يجب أن يكون حاكماً يحكم لا محكوماً عليه في زنازين العلمانيين الديكتاتوريين… رجل مثله لا يملك إلا لسان الحق يقض مضاجع هؤلاء المزيفين فيضعونه ظلماً وعدواناً، فوق ظلم فكرهم وعدوان حكمهم، في السجن… هل يصدق أحد من المسلمين أن أحد هؤلاء العلمانيين بكى عندما سمع بالنداء الذي ألقاه يلماز السنة الماضية واعتقل على أثره، ولكنه لم يبكِ تأثراً وفرحاً بل حقداً. وبعضهم قال: ماذا فعلنا بعد 80 سنة من هدم الخلافة؟… لم نفعل شيئاً!… ها هي الخلافة والحجاب هما مدار حديث الناس… منذ ذلك الحين لم يهدأ لهم بال ضد يلماز حتى أوغروا صدر سفهاء السلطة فاعتقلوه! وما حجتهم في هذا الاعتقال؟ الجواب: إنه كان يغشى قطاعات واسعة من الأمة ويحدثهم بلسانه -بلسانه فقط- عن الخلافة… هذه هي كل جريمته عند الكذَبة السحرة… ولقد تم اعتقاله في 9/3/2007م.
إننا نقول لهؤلاء وأمثالهم: إننا مقبلون إن شاء الله تعالى، وإنكم مدبرون، ومن الآن نقول لكم ما قاله الرحمن في أمثالكم ( الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا ) [آل عمران 119] ولغدٍ نقول كذلك ما قاله تعالى لأمثالكم ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) [الشعراء 227].
ولقد نشرت مجلة «السير للحق» التركية هذه المقابلة -قبل اعتقاله طبعاً- مع يلماز في شباط 2007م، فليقابل القارئ بين فكر يلماز وديمقراطية هؤلاء العلمانيين ليتبين كم هم وديمقراطيتهم وعلمانيتهم زائفون.
l بداية هل تعرفنا بنفسك ليتعرف عليك قراؤنا؟
– بادئ ذي بدء أدعو الله عز وجل أن يتغمد الأمة الإسلامية قاطبة برحمته وبركته وهدايته، وأحمد الله رب العالمين حمداً كثيراً كما أمر، وأصلي وأسلم على رسوله الكريم وعلى آل بيته الأطهار وعلى صحابته الكرام وعلى المسلمين الذين يكافحون في سبيل دعوة الحق إلى يوم الدين، ومن ثم أشكر مجلة «السير للحق» التي أتاحت لي فرصة إجراء هذا اللقاء.
لقد ولدت عام 1969 في أنقرة، وأنهيت دراستي الإعدادية والثانوية في أنقرة، وأجريت خدمتي العسكرية في الفترة 1989-1991، متزوج وأب لطفلين، أعمل في التجارة. وأقوم بمهام الناطق الرسمي لحزب التحرير في تركيا.
l ما هو حزب التحرير، وأي نوع من الأحزاب هو، وما هو هدفه؟ هل لك أن توضح لنا أعماله وأهدافه منذ نشأته؟
– حزب التحرير هو حزب سياسي مبدؤه الإسلام، تأسس عام 1953م على يد العالم الجليل، والمفكر الكبير، والسياسي القدير، والقاضي في محكمة الاستئناف في القدس الشيخ تقي الدين النبهاني عليه رحمة الله، وقد قيّد الحزب أعماله بالأعمال السياسية والفكرية. وبغيته العمل بين الأمة ومعها لتتخذ الإسلام قضية لها، وليقودها لإعادة الخلافة التي ألغيت في الثالث من آذار/مارس 1924 والتي هي مصدر عزة الأمة وعظمتها، وليقودها لإعادة الحكم بما أنزل الله إلى الوجود. وعلى الصعيد ذاته فإن حزب التحرير قام استجابة لقول الله سبحانه: ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) [آل عمران 104] بغية إنهاض الأمة الإسلامية من الانحدار الشديد الذي وصلت إليه، ولتحريرها من أفكار الكفر وأنظمته وأحكامه ومن سيطرة الدول الكافرة ونفوذها. وهو يعمل لتحقيق غايته هذه، فإنه كما أنه لم يتبنَّ أي عمل مادي مسلح، فإنه إن شاء الله لن يقوم بأي فعاليات مادية مسلحة حتى إقامة دولة الخلافة. وكما أسلفت فإن الحزب قد قيّد طريقته التي ينتهجها لتحقيق غايته بالأعمال السياسية والفكرية، والذي أعنيه بالأعمال السياسية والفكرية:
الصراع الفكري: ويتجلى في صراع أفكار الكفر (كالديمقراطية والعلمانية وما هو من جنسهما) وأنظمته، كما يتجلى في صراع الأفكار الخاطئة والعقائد الفاسدة والمفاهيم المغلوطة، ببيان فسادها وإظهار خطئها وبيان حكم الإسلام فيها.
الكفاح السياسي: ويتجلى في مصارعة الكفار المستعمرين، لتخليص الأمة من سيطرتهم وتحريرها من نفوذهم، واجتثاث جذورهم الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها من سائر بلاد المسلمين. كما يتجلى في مقارعة الحكام، وكشف خياناتهم للأمة، ومؤامراتهم عليها، ومحاسبتهم والتغيير عليهم إن هم هضموا حقوقها، أو قصروا في أداء واجباتهم نحوها، أو أهملوا شأناً من شؤونها، أو خالفوا أحكام الإسلام.
l لقد تعرف عليكم الرأي العام التركي من خلال البيان الصحفي الذي ألقيتموه في جامع الفاتح عام 2005م، فما الذي كنتم تهدفونه من خلال بيانكم الصحفي، وبعد أن رأيتم نتائجه هل شعرتم أنكم حققتم هدفكم منه؟
– بداية أود أن أوضح أن حزب التحرير في 2 أيلول من عام 2005م قام بتنظيم فعاليات قراءة وتوزيع نداء الخير إلى الأمة الإسلامية عامة في أكثر من 30 بلداً يعمل فيها وليس فقط في تركيا، حيث نظمت كافة الفعاليات في اليوم والزمان نفسه، بعد صلاة الجمعة. إن السبب الرئيس وراء قيامنا بفعاليات قراءة النداء كان توجيه نداء للأمة حول فرض إقامة الخلافة التي هي طريق خلاصهم. وكما هو معلوم، فقد تم إلغاء الخلافة في 28 رجب 1342هـ الموافق الثالث من آذار/مارس 1924م. وكُنا من خلال نداء الخير الذي نظمناه في ذكرى هدم الخلافة وفقاً للتقويم الهجري 28 رجب 1426هـ الموافق 02 أيلول 2005م قد وجهنا دعوة للأمة الإسلامية عامة وإلى أهل القوة فيها خاصة للعمل والتحرك معنا لإقامة دولة الخلافة من جديد. هذا هو هدفنا من الفعاليات التي نظمناها في ذلك اليوم. إلا أن بعض الأوساط قض مضجعها من فعالياتنا هذه وحاولوا حرف الحقائق وتوجيه الرأي العام باتجاه آخر، إلا أنهم بحمد الله وتوفيقه فشلوا في مسعاهم، فالأمة الإسلامية باتت ترى الحقائق. وأما عما إذا تمكنا من تحقيق هدفنا، نعم إن توجه الناس نحو الخلافة والحزب قبل فعالياتنا في ذلك اليوم وبعدها قد ازداد عما كان عليه بحمد الله وتوفيقه.
l ما هي أهمية الخلافة من وجهة نظر حزب التحرير؟ ولماذا الخلافة؟
– بداية أود أن أوضح أن سؤالك هذا هو سؤال قيم وذو أهمية عظمى للمسلمين، لذا فإني أشكرك لطرحك إياه. وبالمجيء على سؤالك أقول؛ إن واقع الأمة الإسلامية اليوم ماثل للعيان ولا يحتاج إلى طول بيان، فأينما نظرنا نرى أن الكفار وعملاءهم يعتدون ويظلمون أمة الإسلام، بل إن ما يفعلونه بالمسلمين تمتنع عن فعله الحيوانات المفترسة. إن ما يتوجب أن يكون معلوماً جيداً أن أمة الإسلام كانت تعيش حياة عزيزة موقرة طوال تاريخها الرفيع الذي استمر زهاء 1400 عاماً، لذا فإن الذي تسبب بانحدار الأمة وبتداعي الكفار عليها هو سقوط خلافتها مكمن قوتها وعزتها. فالمسلمون كانوا يعيشون في أمان ما بعده أمان تحت ظل دولة الخلافة، فوجدوا الراحة والسكينة، ليس المسلمون فحسب، فحتى غير المسلمين ممن كانوا يعيشون في ظل الخلافة لمسوا عدلها وصرحوا في غير موضع عن سعادتهم وراحة عيشهم في ظلالها. ومنذ أن هدمت دولة الخلافة ومزقت بلاد المسلمين وأقيم عليها ما يزيد عن 50 دويلة كما نرى اليوم، باتوا يواجهون وجهاً لوجه ظلماً عظيماً يوقعه عليهم الكفار المستعمرون في أرجاء بلادهم وأمصارهم. فالكفار المستعمرون أعلنوا حرباً شاملة للقضاء على أمة الإسلام شملت الجوانب العسكرية والاقتصادية والسياسية، والسبب الرئيسي الذي سهل لهم الهجوم على أمة الإسلام بهذه الشراسة هو إدراكهم أن أمة الإسلام تفتقد الجُنة (الواقي) الذي يذود عنها ويحميها من أي اعتداء، أي افتقادها للخلافة ولخليفتها، ذلك أن الخليفة هو الواقي الذي يقاتل من ورائه ويتقى به. وكم هو مؤسف أن هذا الواقي عندما أسقط في الثالث من آذار/مارس 1924م خرج علينا الحكام الخونة من جحورهم، وباتوا يبعثرون ثروات الأمة وجعلوها عرضة لنهب الكفار المستعمرين، وبسبب هؤلاء الحكام الخونة باتت الأمة في وضع مأساوي يندى له الجبين.
أما بالنسبة لسؤالكم “لماذا الخلافة؟” فأقول: إننا نريد الخلافة بسبب كل ما أسلفت؛ لذا فنحن نعمل بجد واجتهاد لإقامة الخلافة التي بها وحدها يعم الخير أمة الإسلام، وعلى الصعيد ذاته فأود أن أذكر لك مثالاً لبيان أهمية الخلافة: إن أمير حزب التحرير العالم عطاء ابن خليل أبو الرشتة -حفظه الله- قد قال خلال الكلمة التي وجهها للأمة الإسلامية قاطبة بمناسبة الذكرى 85 لهدم الخلافة: «…نعم الخلافةُ هي البضاعةُ والصناعة، هي التي تقضي على دولة يهود وتعيد فلسطين كاملة إلى ديار الإسلام، هي التي تقضي على سلطان الهندوس في كشمير، وحكم الروس في الشيشان وكل القفقاس وتتارستان، هي التي تعيد القرم إلى أصلها، وكلَّ بلاد الإسلام إلى أصلها وفصلها. هي التي تحرر البلاد والعباد من نفوذ الكفر وعملائه، وبطش زبانيته وأزلامه. هي التي تمنع تمزُّق العراق والسودان، وتعيد اللحمة إلى الصومال، وتزيل الحدود والسدود التي رسمها الكفار المستعمرون من أطراف المحيط الهادي حيث إندونيسيا وماليزيا إلى شواطئ الأطلسي حيث المغرب والأندلس. إنها التي تنشر العدل والخير، وتُعز الإسلام والمسلمين، وتقطع دابر الظلم والشر، وتُذل الكفر والكافرين».
إن مما لاشك فيه أن دولة الخلافة وحدها هي القادرة على نشر العدل والخير واجتثاث الظلم والشر من جذوره، وهي القادرة على إعزاز الإسلام والمسلمين وإذلال الكفر والكافرين، وهي القادرة على جعل الدنيا سجناً للكفرة الظلمة، والخلافة وحدها هي القادرة على النيل من الكفار وأعوانهم والاقتصاص منهم ومن ثم رميهم إلى مزبلة التاريخ، والخلافة وحدها هي التي ستقطع أيدي الكفار وعملائهم التي تمس أعراض المسلمين وحرماتهم ونسائهم العفيفات الطاهرات، والخلافة وحدها هي التي ستقطع الألسن التي تتطاول على الإسلام ومقدساته، والخلافة وحدها هي التي ستحمي المسلمين وتذود عنهم وتجعل مصالحهم واعتبارهم فوق كل مصلحة واعتبار، والخلافة وحدها هي القادرة على إخراج القادة العظام -قريباً بإذن الله- أمثال المعتصم والفاتح وسيف الدين قطز وقلب أرسلان الذين سيُسيرون الجيوش الجرارة استجابة لاستغاثة امرأة مسلمة واحدة. وأمثلة ذلك لا تحصى.
بإيجاز هذه هي أهمية الخلافة لنا وللمسلمين أجمعين، وعلى الصعيد ذاته فإن عملنا وبرنامجنا يصب في هذا الاتجاه، إنه برنامج تحرير الإنسانية قاطبة وسر نجاحها، إنه البرنامج والحل الأوحد القادر على تحرير الدنيا بأسرها من ظلم وظلمات وتسلط أميركا والغرب الكافر. أضف إلى ذلك أنه فرض على المسلمين جميعاً إزالة أنظمة الكفر وجعل الحاكمية للإسلام وحده وتحويل ديار الكفر إلى دار إسلام ومبايعة خليفة واحد ليحكم بكتاب الله وسنة رسوله وحمل رسالة الإسلام للعالم بالدعوة والجهاد، وهذا يشكل أحد الجوانب الهامة للخلافة التي يتوجب على المسلمين جميعاً أن يتخذوا حيالها إجراء الحياة أو الموت. أي أن الأمر لا يتعلق بحزب التحرير وحده بل هو أمر يعم المسلمين جميعاً، ذلك أنه يحرم على المسلمين أن يمضي عليهم ثلاثة أيام بلياليها دون أن يبايعوا خليفة يحكمهم بشرع الله، وهذا ثابت بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة وأقوال علماء الأمة المعتبرين. وعليه فيحرم على المسلمين ترك هذا الفرض في أي حال من الأحوال، ولا يوجد أي رخصة شرعية ترخص لهم غير ذلك، لذا فيحرم على المسلمين التقاعس في العمل لإقامة الخلافة. أضف إلى ذلك أن المسلمين لن يأمنوا من ظلم الكفار وعملائهم الحكام الذي أبكى الحجارة والجبال إلا بالخلافة. ويجدر الإشارة إلى أن إقامة الخلافة الراشدة من جديد هي وعد من الله عز وجل وبشرى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فكيف يجرؤ المسلم التقاعس عن العمل لإقامتها؟! قال الله تعالى: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) [النور 55]. وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «… ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» [رواه أحمد]، فكيف يمكن للمسلمين أن يتقاعسوا عنها وقد بشرهم بها رسولهم الأكرم، إن المسلم الذي يطلب خير الدنيا والآخرة لا يمكنه بحال من الأحوال أن يتقاعس عن العمل لمثل هذا، بل تجده يعمل لتحقيقه بكل عزم وجدية وتضحية. إن شاء الله يكون هذا القدر كافٍ لبيان أهمية الخلافة.
l ما هي فعالياتكم، وما هي الأساليب التي تنتهجونها لإيصال أفكاركم للمجتمع؟
– إننا نبذل وسعنا لإيصال أفكار وآراء الحزب من خلال المؤتمرات والبيانات الصحفية والإصدارات والنشرات، بالإضافة إلى صفحات الحزب على شبكة الإنترنت، ومن خلال الاتصالات الحية مع الناس، ومن خلال تقصد أوساط معينة. طبعاً النظام القائم يحول دون تمكننا من القيام بما نبغي على أتم وجه -هذه هي حاله وهكذا سيبقى- إلا أننا كحزب عازمون على حمل دعوتنا دون أن نكل أو أن نمل ودون أن تضعف لنا قناة، وبإذن الله وتوفيقه إننا نحمل أفكارنا وندعو لها في أوساط وأقسام مختلفة من المجتمع بكل ما أوتينا من وسع. وعندما نقوم بكل ذلك نكون متوكلين على الله منتظرين العون والسداد منه وحده لا نخاف في الله لومة لائم؛ لأننا كما أسلفت قد حددنا غايتنا وهي استئناف الحياة الإسلامية عن طريق إعادة إقامة الخلافة، وحتى نتمكن من تحقيق غايتنا عاهدنا الله عز وجل أن نعمل بجد وعزيمة حتى آخر نفس لنا مهما كلفنا ذلك دون أن نحيد عن ذلك قيد أنملة. طبعاً إن النظام يجابهنا بأساليب مختلفة بغية حرفنا عن غايتنا، كالتعذيب المفضي إلى الموت الذي تمارسه بعض حكومات الدول القائمة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وكالسجن كما هي الحال في تركيا ودول أخرى. والحزب رغم الظلم والاضطهاد الذي يلاقيه تراه متمسكاً بطريقته لا يحيد عنها ولا يرد على الاضطهاد المادي الذي يلاقيه بأعمال مادية مطلقاً، متقيداً في ذلك بأعمال الصراع الفكري والكفاح السياسي. وعدم قيام حزب التحرير بأعمال مادية مسلحة ناجم عن التزامه وانضباطه بطريقة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في التغيير.
l ختاماً هل لديك شيء آخر تود أن تضيفه؟
– نعم، بإذن الله وعونه، فإن قيام الخلافة قد اقترب، والكفار والظلمة باتوا يتوجسون خيفة من ذلك، فهم أيضاً باتوا يستشعرون إشارات قرب قيامها قريباً بإذن الله؛ لذا باتوا يقومون بأعمال مادية وسياسية بغية تأخير قيامها، فباتوا يتقصدون ترويج مفاهيم مضللة مغلوطة بين أبناء أمة الإسلام بغية إبعاد المسلمين وإلهائهم عن الالتفاف حول الخلافة والدعوة إليها، فقاموا بنشر أفكار خطرة جداً، وعملوا على حشو أذهان المسلمين بها، فعلى سبيل المثال:
حتى يتمكنوا من تطبيق العلمانية (اللادينية) والتي هي فصل الدين عن الحياة والدولة والسياسة، تجدهم بدل أن يقوموا بمهاجمة الدين ينشرون أغاليطهم وأضاليلهم فيقولون “الدين مقدس ومنـزه عن كل شيء، لذا لا يصح تلويثه بإقحامه في السياسة المليئة بالأكاذيب والتضليل والنفاق”، وكما أسلفت تجدهم يقولون “الديمقراطية من الإسلام”، وإلى غير ذلك من المغالطات المقصودة… إنهم يحاولون حشو أذهان المسلمين بمثل هذه الأفكار والمفاهيم المسمومة، إنهم يقومون بكل ذلك لسبب واحد وهو: فصل المسلمين عن السياسة لتأخير أو للحيلولة دون قيام دولة الخلافة من جديد. إلا أن هنالك حقيقة ليست بعيدة عن أذهان المسلمين حالياً، وهي أن المسلمين لم تعد تنطلي عليهم مثل هذه المغالطات والأضاليل، فرجس الكفار بات ظاهراً للعيان، والمسلمون باتوا يدركون أن عزتهم ورفعتهم تكون بالخلافة وحدها، وباتوا يترقبون بزوغ فجر إقامتها، وإن شاء الله فإن ذلك اليوم قريباً، ويكفي أن المسلمين باتوا يبذلون وسعهم من أجل تحقيق ذلك، وباتوا لا يخشون الكفار والظلمة؛ لأن الكفار والظلمة هم أضعف مما يتصور أمام المؤمنين الذين يطالبون بالخير.
أضف إلى ذلك أنه يوجد في المسلمين اليوم دافع يدفعهم لإقامة الخلافة، فالأمة الإسلامية اليوم باتت متيقظة تعي واقعها جيداً وتسعى لتغييره… وباتت تتقوى بقوة الإسلام… وباتت تعي أن لا عزة لها ولا مكانة لها إلا بالخلافة… وبات المسلمون اليوم مستعدون للتضحية من أجل إقامة الخلافة من جديد، وما يحدث في فلسطين وأفغانستان والعراق وكشمير وأوزبكستان ومؤخراً الصومال إلا آلام مخاض ذلك… لقد باتت الأمة اليوم تعي جيداً سبب كل مصائبها وأزماتها من أنها ناتجة عن العدو القديم الجديد وعملائه المحليين المتآمرين على أبناء أمتهم… إن الأمة اليوم تمتلك مقومات بشرية وثروات مادية هائلة تمكنها من إقامة الخلافة، فهي تشكل خمس التعداد السكاني في العالم، وتشكل ثرواتها النفطية والغاز الطبيعي ثُلث الناتج العالمي. ومادامت الأمة تمتلك كافة المقومات التي تلزمها لإقامة الخلافة فما الذي تبقى؟ إن الذي يتوجب على الأمة الإسلامية فعله هو العمل بعزم وثبات وجدية بكل ما أوتيت من قوة ودون أن تخشى في الله لومة لائم لتحقيق وعد الله وبشرى رسوله بإقامة دولة الخلافة التي بها وحدها تنال العزة والشرف. وما ذلك على الله بعزيز.
وختاماً فإنني مجدداً أشكر مجلة «السير للحق» باسم حزب التحرير في تركيا على هذا اللقاء، وأدعو الله عز وجل أن يأخذ بأيديكم ويوفقكم في أعمالكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عليكم وعلى المسلمين كافة.
2007-05-24