أين الخليفة ينقذ الأقصى ومسرى الأنبياء ؟!

أين الخليفة ينقذ الأقصى ومسرى الأنبياء ؟!

 

بقلم : أبو مهند الحموري

 

يا قدس مرت أربعون من ابتــــــــــلاء لابتلاء

يا روضة ضمت خمائلها تغـــــــــــاريد السناء

يا زهرة تهب الرحــــــــــيق مضمخا بالكبرياء

يا قدس.. ما لعــــيونك الخضراء تقطر بالدماء

قد غار فيك الماء وانســــــــــل التألق والضياء

يا من نثرت بخاطري وبمهـــــجتي عطر الإباء

أين الخليفة ينقذ الأقصى… ومســرى الأنبياء؟

****

يا قدس مــــــــرت أربعون من التخبط والشقاء

يا قدس … ما لجبينك الوضاء مســــلوب البهاء

هيا انهضي، ما عادت الأحداق تذرف في الدعاء

فإلى متى ومخالب المحتل تنهش ما تشـــــــاء؟

رغم التألم فوق جمر الخانعين بلا حيــــــــــاء

ولظى التخبط في دياجير النذالة والجفـــــــــاء

سيــــــظل قلبك نابضا متدفقــــــــــا بدم الإباء

****

القدس تسبح في لظى الأصفاد ، تصرخ ، تستجير

القدس تذروها العواصف والنوازل والهجـــــــــير

باتت مصوحة الزنابق والأقاح……. بلا خـــــرير

آلات حفر كالعقارب في ثناياها تســــــــــــــــــــير

يا قدس مرت أربعون بلا جهاد أو أميــــــــــــــــر

فمتى يصــــــــــــــــد بوائق المحتل إعلان النفير؟

وتداس هامات الطغاة ويركل النذل الحقيــــــــــــر

***

يا قدس مرت أربعون وقبلها مرت سنيــــــــــن

فيها الخلافة مزقت وبعيدها ذل الجبيــــــــــــن

روح المنابر والمآذن في ربى الأقصى حـزين

نبض المساطب والتكايا في سلاسله سجــــــين

يا قدس عذرا إن بدا شعري لآهاتي رهيــــــن

واستلهم الأشعار من لهب المجازر والأنــــين

فغدا يعود الحق أبلج لا يكن ولا يلـــــــــــــين

***

يا قدس مرت أربعون فأشعـــلت فينا الحنــين

قد صادر المحتـــل من أكنافك الدر الثمــــين

قد صـــال فيك الجوظ والتنكيل والغل الدفين

“حيفا”و “يافا” من عقيدتنا و “عكا” أو ” جنين”

وكذا ” الخليل” وكل شبر له الأسر المــــهين

أرض الرباط لها القداسة في صدور المسلمين

ندعوك يا رب السماء بفضلك النصر المــبين

***

القدس تسكن في الفؤاد وفي الحناجر والمقل

يا قدس مرت أربعـــــــون يسوسنا فيها هبل

ويذود عن مسرى النبي “بمدفع” يرمي قبل

هو منطق السلم المعفر بالتخاذل والدجــــل

نخر الرجولة والشهامة واستبد به الـــــزلل

القدس تسأل عن صلاح الدين يحذوها الأمل

ليحرر الأعناق والألباب من لوت الوجــــل

***

يا قدس مرت أربعون ختامها كان اقتتــــال

يا ويل من سفكوا الدماء ولوثوا شرف النزال

يا ريح من ظنوا التحرر دولة تحت احتلال

القدس صدت كيد مأفون دنيء بالنــــــــعال

سحقا لمن ربطوا طهارتها بزناء ومـــــــال

خلطوا الحلال مع الحرام وزينوا صلب الهلال

فتفطرت منه السماء وزلزلت منه الجبـــــال

***

يا قدس نورك خافت متناثر مثل الشـــــــفق

يا قدس وجهك شاحب متكدر يشكو الأرق

يا قدس مرت أربعون بلا حفيف أو ورق

لم يبق غصن مزهر منورة إلا انســـــحق

والمنبر المأسور لم يسلم شذاه بل احــترق

قم يا خليفتنا بجيش لا يكن إذا انطــــــــلق

وانقش على الأسوار آيات ” البراءة” و ” الفلق”.