أكذوبة الدول المارقة!
2009/12/21م
المقالات
1,779 زيارة
أكذوبة الدول المارقة!
ليس هناك من دول مارقة أو متمردة أو محور للشر، كل ما هنالك وجود كذب ودجل وخداع أميركي بلا حدود، وقد اعتادت أميركا المتجبرة الطاغية وضع المصطلحات والأوصاف لدول أدمنت على خدمتها وخدمة مخططاتها لعقود خلت تحت ستار كثيف من الدخان الأسود الذي يضلل عامة الناس، لكي لا يثوروا على زعمائهم العملاء متى انكشفوا أمامهم، وتحت هذه المصطلحات تغطى حقيقة العلاقة بين المتآمرين على الأمة وبين أميركا، تحت ستار معاداة أميركا وادعاء أنها الشيطان الأكبر، بل تكبير تلك الشيطنة لدرجة توهم بسطاء الناس بصدق المسرحية التي تمثل بهم وعليهم وعلى دمائهم والعكس هو الصحيح.
حكام أميركا اشتهروا بالكذب والخداع والتضليل، وبنيت سياستهم على هذه الأسس، هي لا تستطيع تضليل السياسيين في العالم، لكنها تحاول تضليل أكبر قدر ممكن من الشعوب، وقد تنجح جزئياً من حيث الزمان والمكان، لكن سرعان ما تنكشف للسياسيين الممارسين، أما عامة البسطاء فيصدقون المسرحيات التي يمثلها حكامهم، وذلك بسبب السيناريو المتقن الذي ينسجون به خيوط اللعبة السياسية، فترى الناس يصدقون أن الرئيس فلاناً عدو لأميركا لمجرد أنه هاجمها في إعلامه، مع أنه من أخلص عملائها، ولا يمكن أن يصدق هؤلاء الناس أن حاكماً هاجم دولة كبرى يمكن أن يكون عميلاً لها! فكيف يهاجمها وهو عميل لها؟! ولا يدري هؤلاء أن هذا جزءاً من المخطط التضليلي.
المشكلة التي تظهر هنا هي أن السياسة التضليلية نجحت في الماضي وتنجح الآن في خداع نسبة عالية من الناس في بلدان العالم، ومن الناس داخل أميركا نفسها، فتنطلي عليهم الحيلة فيسير الجميع في المخطط المرسوم وهو يظن أنه يحارب ذلك المخطط، ثم يقضي حياته وهو يدافع عن الباطل وهو يظن أنه يدافع عن الحق.
إن من يُطلق عليهم محور الشر أو الدول المارقة هي دول تسير في المخطط المرسوم وتخدمه وهي تهاجمه، وتُهاجم أيضاً من قبل الدولة الكبرى فتنجح عملية الخداع والناس يصفقون للجلاد، ويجلدون البريء.
والمشكلة تتجسد في أولئك الذين لا يستعملون عقولهم، بل يستعملون عاطفتهم المرتبطة بما يقوله لهم أناس يحبونهم ويرتبطون معهم برباط جمعيّ، أو قبليّ، أو عائليّ، أو نقابيّ، أو شلليّ، أو مذهبيّ، أو طائفيّ، وهؤلاء يصعب تحويل قناعاتهم إلا إذا أقنعهم رؤساؤهم، وعلى هذه الطريقة ينجح العدو في تسويق مخططاته في أوساط العاطفيين.
2009-12-21