مولد كيانات في أروقة المؤتمرات
2010/01/21م
المقالات
1,530 زيارة
مولد كيانات في أروقة المؤتمرات
في عام 1920م تم توقيع معاهدة سان ريمو التي حددت مناطق النفوذ البريطانية والفرنسية في بلاد الشام والعراق. وجاء المؤتمر السوري العام المنعقد في 1920م، والذي يعتبر امتداداً لمؤتمر لندن المنعقد في (فبراير) 1920م في مدينة سان ريمو الإيطالية، للبحث في شروط الحلفاء للصلح مع تركيا طبقاً لمعاهدة سيفر، ومناداتها بالأمير فيصل ملكاً على سوريا. وقد بحث المؤتمر: تقسيم بلاد الشام إلى أربعة أقسام: سورية، ولبنان، والأردن، وفلسطين. وتكون سورية ولبنان تحت الانتداب الفرنسي، وفلسطين والأردن تحت الانتداب البريطاني بالإضافة إلى العراق. وكان ذلك سعيًا لتحقيق وعد بلفور لليهود في فلسطين. ولم يكن قرار الانتداب في سان ريمو إلا تطبيقًا لاتفاقية سايكس ـ بيكو المشهورة.
وفيما يتعلق بالكيان اليهودي الغاصب، بدأت الخطوات الأولى لتأسيس الكيان في فلسطين في (مؤتمر بال) في سويسرا عام 1887م، ثم جاء وعد بلفور عام 1917م، ثم قرار تقسيم فلسطين عام 1948م، ثم صدرت عشرات القرارات عن مجلس الأمن والأمم المتحدة، ثم جاء مؤتمر كامب ديفيد، ومؤتمر مدريد، واتفاقية وادي عربة، ولا تزال القضية مرشحة للمزيد من المؤتمرات والقرارات الدولية. أما فيما يتعلق بفلسطين فقد بدأت محنتها مع وعد بلفور وتكرست أكثر في معاهدة سان ريمو، وتعمقت أكثر بانهيار الخلافة العثمانية، ثم جاء قرار التقسيم عام 1948م، ثم جاء عدوان وهزيمة حزيران عام 1967م، ثم صدرت قرارات 242 وقرار 338، ثم جاء كامب ديفيد في شقه المتعلق بفلسطين، ثم جاء مؤتمر مدريد واتفاقية أوسلو عام 1993م، ثم جاءت خريطة الطريق، وشرم الشيخ، والمبادرة العربية، مبادرة الملك عبد الله عام 2002م، ولا يزال أهل فلسطين ينتظرون المزيد من المؤتمرات والمزيد من القرارات الدولية.
أما لبنان فقد كانت بداية تأسيس جزء منه مع ظهور متصرفية جبل لبنان، ثم جاءت معاهدة سان ريمو، ثم حصل انسحاب فرنسا عام 1943م ووضع ميثاق طائفي توافقي أطلقوا عليه ميثاق 1943، ثم جاء اتفاق القاهرة عام 1969م، ثم اتفاق 17 أيار عام 1983م، ثم جاء مؤتمر لوزان عام 1984م، ثم جاء مؤتمر الطائف والاتفاق الشهير عام 1989م، ثم صدر القرار1559 عام 2005م، ثم القرار 1701، عقب العدوان الإسرائيلي عام 2006م، ثم حصل اتفاق قطر عام 2007م، ولا يزال لبنان ينتظر المزيد من القرارات.
إلى متى يبقى المسلمون يحدد لهم أعداؤهم أحجامهم ومصائرهم وحدود دولهم وحكامهم وطبيعة علاقاتهم؟… الحل هو بقطع يد التدخل الأجنبي في بلاد المسلمين وتحكيم المسلمين لإسلامهم، فبِهِ وحده عزتهم، والخلافة وحدها هي الضامن الحافظ لهم من كل ذلك.
2010-01-21