من الأسلحة التي تمارسها الدول الكبرى سلاح التشويه وذلك لصرف الرأي العام عن تأييد شخص معين أو دولة معينة أو حزب معين بحيث يؤدي ذلك إلى الكره والحقد من قبل الناس على الشخصية التي شُوّهت أو الدولة التي شُوّهت أو الحركة التي شُوّهت.
نورييغا في عرف أميركا زعيم عصابة يروّج المخدرات. وراوول سيدراس ديكتاتور وصدام حسين هتلر، وماركوس متسلّط، والسودان وإيران وليبيا تُصدّر (الإرهاب) والحركات الإسلامية متطرفة وبعضها يمارس (الإرهاب) وهكذا تستمر المعزوفة الأميركية، ويتلقفها أعوانها في عالمنا الإسلامي ويمارسونها تجاه شعوبهم: فلجنة حقوق الإنسان الشرعية السعودية جنّد حكام السعودية ما استطاعوا من علماء ومشايخ لاستنكار نشراتها وأشرطة الكاسيت الصادرة عنها واستهجان ما ورد عنها من آراء، إضافة إلى مهاجمة سفر الحوالي وسلمان العودة وجمهورهما الساعي للتغيير.
والحركات العاملة للتغيير في مصر يصفها النظام هناك بالإرهاب، وكذلك الحال في الجزائر وتونس والمغرب، حتى أبو عمار اتّهم حماس بالإرهاب.
وفي المقابل ترى أميركا أن إسرائيل ليست دولة عنصرية ولا تمارس إرهاب الدولة، وترى أيضاً أن الجنرالات الشرق أوسطيين من عملائها هم من أساتذة (الديمقراطية) التي تتشدق بها، وهم أيضاً حُماة حقوق الإنسان، وتغض أميركا طرْفها عن هؤلاء وكأنْ الأمور تجري على خير ما يُرام.
أما الصرب المتوحشون فهم في نظر الغرب دعاة سلام واستقرار ولا يشكلون قلقاً كالذي يشكله بضعة مقاتلين مسلمين داخل سراييفو المحاصرة منذ سنوات، والبحث في رفع الحصار يجب أن يشمل المحاصِرين قبل المحاصَرين وهكذا يتم العدل و(السلام) الأميركي المضبوع باللون الأحمر. ويستمر التشويه ويستمر الكيل بمكاييل عدة إلى أن يبزغ فجر الحق .