أصدر وزير التربية الفرنسي فرانسوا بايروا تعميماً يسرى مفعوله من 03/10/94 وينص على منع أية مظاهر دينية في المدارس والثانويات. وفي 05/10/94 تدخلت الشرطة لتفريق نحو 150 طالباً تظاهروا بعدم مُنِعت نحو 50 طالبة تلبس اللباس الشرعي الإسلامي من دخول مدرسة مانت لاجولي (ضواحي باريس). ومن بعد ذلك استمرت هذه المشكلة في فرنسا حيث توجد طالبات يرتدين اللباس الشرعي. مع أن النصارى يلبسون الصليب في المدارس وهو شعار ديني، واليهود يلبسون الـ «كيببا» وهي شعار ديني. ولم يَرَ وزير التربية إلا اللباس الإسلامي.
فإذا كانت فرنسا تريد محاربة الحركات الإسلامية السياسية فإن هذا اللباس ليس شعاراً خاصاً بهذه الحركات. إنه حكم شرعي إسلامي في صلب القرآن الكريم والسنة والمطهرة. فهل وصلت فرنسا من الغباء إلى درجة محاربة الإسلام مواجهة؟ نحن نرى بقية الدول الغربية تحارب الإسلام، ولكنها تقول بأنها تحارب الأصولية والتطرف، وتتظاهر بأنها تحترم الإسلام، وبذلك تخدع السذّج.
أما فرنسا فهي تعمل مواجهة وصراحة، وليت الدول الكافرة الأخرى تسفر عن وجهها وتعمل مثل فرنسا. ولكن نحن نتوقع العكس، أي أن تتراجع فرنسا عن المواجهة الصريحة إلى المحاربة المقنعة بعد أن تصطدم بواقع صمود الفتيات المسلمات في فرنسا، والتزامهن باللباس الشرعي.
والغريب أن فرنسا التي تعتبر نفسها أم الحريات تتخبط هذه الأيام، وتناقض نفسها تناقضات مفضوحة. بالأمس عملت على إلغاء الانتخابات الجزائرية لأن المسلمين نجحوا فيها. والآن ها هي تطرد الفتيات المسلمات من المدارس لا لشيء إلا لأنهن يلبسن لباساً إسلامياً ظنته فرنسا، لباساً إرهابياً. وبهذا يبرهن وزير التربية الفرنسي عن مدى جهله بالإسلام، مع أن المسلمين هم الطائفة الثانية في فرنسا من حيث العدد، وهذا يفرض على وزير التربية أن يكون ملماً بأوليات الدين الإسلامي.
حين يشتم شخص مثل سلمان رشدي الدين الإسلامي يقوم الغرب كله ومنه فرنسا بالدفاع عنه باسم حرية القول. أمّا حين تلبس الفتاة لباساً محتشماً لا يؤذي أحداً ولا يشتم أحداً فإن فرنسا تقوم بمنعه وتطرد الفتيات من المدارس! فأين حريتكم وأين عقلكم؟