رحيلُ رجلٍ عظيم
2003/10/20م
المقالات
1,948 زيارة
رحيلُ رجلٍ عظيم
الموتُ في الجسم لا في الروحِ والجسدِ
تُفنى الرجالُ وما تَفنى فضائلُهُم
والشعرُ كان على الوجدانِ أثقلُهُ
فالشمسُ كاسفةٌ ليست بطالعةٍ
عاشَ الحياةَ بصدقِ القولِ ينصحُنا
فتّاحُ خيرٍ ونورُ الهدي زَيَّنَهُ
قد أدركَ الموتَ ليس الموتُ يدركُهُ
يبكي المحيطانِ والأنهارُ ما بَخِلَتْ
(عبدَ القديم) ونورُ الحق مَشْعَلُهُ
قد كنتَ دوماً بحبلِ اللَّه معتصماً
(عبدَ القديم) وسيفُ الحقِ في يدهِ
يَغْشَى المحافلَ والإسلامُ مرجِعُهُ
يا ربِّ ثَبِّتْ على التوحيدِ منطِقَه
وارزقْهُ يا ربُّ الفضيلةَ إنَّ بِهِ
يا ربِّ هييءْ لنا من أمرِنا رَشَداً
عزاؤُنا (بأبي ياسين) فانفجرَتْ
(عطا الأميرُ) رعاكَ اللَّهُ من رجلٍ
دَهْرُ الصَّلاحِ على الأيامِ ترقَبُهُ
نَهْجُ الهدايةِ والإيمانِ نهجُكُمُ
هذي الشبابُ وقد جاءَتْ مبايِعَةً
خليفةُ اللَّهِ والإيمانُ زينَتُهُ
تَمضي لأمرٍ وعينُ اللَّهِ واقيةٌ
|
|
والموتُ حقٌ بلا شكٍ ولا رِيَبِ
فالفضلُ باقٍ إلى الأيامِ والحِقبِ
لمّا رَثَيْتُ سليلَ الفخرِ والنَّسَبِ
تبكي عليكَ ودمعُ العينِ في صَبَبِ
كذا الرجالُ بلا حقدٍ ولا كَذِبِ
مغلاقُ شرٍّ ومنّاعٌ عن الطَّلَبِ
فالموتُ يدرِكُ أهلَ الفسقِ واللَّعِبِ
ودمعُ مكةَ سَيَّالٌ (بذي خُشبِ)(1)
بالقولِ والفعلِ والأعمالِ والخُطَبِ
وكنتَ معتصماً في اليُسْرِ والكَرَبِ
لِيُظْهِرَ الحقَّ لا للنهبِ والصَّخَبِ
سَبْطُ الرسولِ وهذا خيْرُ مُنْتَسبِ
عند السؤالِ وعند الحشرِ إذ يُجِبِ
هدْيَ النبيِّ ونسلَ الخرَّدِ(2) العُرُبِ
وارزقْ عَبيدَكَ خيرَ الرأيِ والأدبِ
من كل حدبٍ مياهُ الخيرِ في الشعَبِ
سيفُ المنابرِ لم يغدُرْ ولم يَخِبِ
في صفوِ عينيكَ بَل في الحِلمِ والأدبِ
يا نفحةَ الخلفاءِ الراشدينَ أبي
وجاءَكَ الأمرُ طوعاً غيرَ مُغْتَصَبِ
فيهِ الصلاحُ صلاحُ المؤمنِ النجِبِ
في طاعةِ اللَّهِ حَطِّمْ مَعْبَدَ النُّصُبِ
كامل النورسي
|
(2) خريدة: المرأة ذات الحياء وجمعها خرد.
2003-10-20