رياض الجنة:
البيعة على النصرة (3)
بيعة العقبة الأولى
– أخرج أبو نعيم في دلائل النبوّة قال: أقام رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) ثلاث سنين من نبوته مسـتخـفياً، ثم أعلن في الرابعة. فدعا عشر سنين يوافي الموسم، يتبع الحاجّ في منازلهم ويدعوهم إلى أن يمنعوه حتى يبلغ رسالة ربه عز وجل، فلا يجد أحداً ينصره حتى إنه يسأل عن القبائل ومنازلهم قبيلة قبيلة… فأقام رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) يدعو القبائل إلى اللَّه عز وجل، فيؤذى ويشتم، حتى أراد اللَّه بهذا الحي من الأنصـار ما أراد من الكـرامة. فانتهى رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) إلى نفر منهم عند العقبة، فجلس إليهم، فدعاهم…
– ذكر ابن حزم في جوامع السيرة النبوية: فكان من صنع اللَّه تعالى لهم أنهم كانوا جيران اليهود، فكانوا يسمعونهم يذكرون أن اللَّه تعالى يبعث نبياً قد أظلَّ زمانه فقال بعضهم: هذا واللَّه النبي الذي يتهددكم به اليهود فلا يسبقونا إليه.
– قال ابن هشام: فأجابوه فيما دعاهم إليه، بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام، وقالوا: إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أن يجمعهم اللَّه بك، فسنقدم عليهم، فندعوهم إلى أمرك، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين. فإن يجمعهم اللَّه عليك فلا رجل أعز منك… ثم انصرفوا عن رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) راجعين إلى بلادهم، ودعوا قومهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم… حتى إذا كان العام المقبل وافى الموسم إثنا عشر رجلاً، فلقوا رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) بالعقبة فبايعوه على بيعة النساء، وذلك قبل أن تفترض عليهم الحرب.
– ذكر ابن إسـحـاق نص البيعة عن عبادة بن الصـامت، قال: بايعنا رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) «على أن لا نشـرك باللَّه شـيئاً، ولا نسـرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف، فإن وفيتم فلكم الجنة، وإن غشيتم من ذلك، فأخذتم بحدّه في الدنيا فهو كفّارة له، وإن سترتم عليه إلى يوم القيامة، فأمركم إلى اللَّه عز وجل، إن شاء عذّب، وإن شاء غفر».
«الـوعــي»: إن ذكر كلمة بيعة، وجـمـع المؤمنين على أحكام شرعية واحدة، ومن ثم ذكر الأخذ بالحد لمن غشي من ذلك شيئاً… ليدل دلالة واضحة على بدء الدخـول في مرحلة إقامة الدولة الإسـلامية .