كلمة أخيرة:
حـرب دون نازحـين
خلافاً لما تعود على رؤيته كل الناس في الحروب السابقة لوحظ أن بطش اليهود في فلسطين لم يخلّف نازحين. ولوحظ مؤخراً أن هجمة العدوان الأميركي البريطاني والتهويل بكل السلاح المتعدد الوجوه ضد أهل العراق لم تُخلّف نازحين، رغم تقديرات المحللين بأن أعداد النازحين سوف تصل إلى مليوني نازح على أقل تقدير.
فقد صرح رئيس مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في سوريا (الدكتور عبد الحميد الوالي) لصحيفة “الحياة” في اليوم الخامس من العدوان: «إن المفوضية تقوم بإعادة تأهيل مخيم الهول للنازحين الذي كان أقيم في العام 1991م أثناء حرب الخليج الثانية وهو يتسع لنحو 20 ألف نازح من أجل اعتماده لإيواء أي نازحين من العراق» لكن «الوالي» الذي انتقل إلى الحسكة السورية بعد مرور أيام على بدء العدوان قال: «حتى الآن ليس هناك أي لاجئ عراقي أو غير عراقي جاء إلى المخيم أو غيره»، وأكد «الوالي» أن السلطات السورية «قامت بجهود كبيرة لإقامة مخيمات قريباً من معابر اليعربية، وأبو كمال، والتنف تكون انتقالية من أجل نقل النازحين لاحقاً في حال وجود نازحين إلى مخيم الهول الأكثر قدرةً على الاستيعاب».
من جهة اخرى أعلن رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي أن السعودية لن تستقبل أي لاجئ عراقي داخل أراضيها، وإنما سيتم تقديم المساعدات لهم داخل الأراضي العراقية.
أما في المخيمات التي أقامها النظام الأردني على حدود الأردن فإنّ الصور التلفزيونية التي التقطت من داخل تلك المخيمات تظهر أن قاطنيها هم من غير العراقيين، أي من جنسيات سودانية وصومالية ومصرية…
ماذا يدل ذلك؟ إنه يدل على أن النـزوح والتشرد لم يعد من سمات الناس هذه الأيام، ويدل على أن الصمود في مكان المعركة أصبح هو الأصل وأن النـزوح هو استثناء وشذوذ عن القاعدة.
وهذا المؤشر يدل على أن الناس تغـيّـروا نحو الأحسن، وأن عدم نزوح الناس عقّد المهمّة أمام المعتدين اليهود في فلسطين والأنجلو أميركان في العراق وليت الناس يستمروا على هذه الوتيرة في مستقبل الأيام ليؤكدوا لباقي الأمم نوعية المسلم الصامد المتشبّث بحقه حتى الاستشهاد .