من يَهُن يسهلِ الهوان عليه
l عندما اشتدت مجازر اليهود ضد أهل فلسطين قبل عام تقريباً قام الصحافيون العرب بسؤال أبرز حاكم عربي سؤالاً مفاده: هل ستحاربون اليهود؟ فأجابه هذا الحاكم: «حرب إيه يا ابني؟»، وهو يستنكر مجرد السؤال. وفي هذا العام حينما اشتدت طبول الحرب التي تقرعها أميركا ضد العراق وقف الزعيم نفسه يقول: لا أحد يستطيع تأجيل الحرب، ولا أحد يستطيع منع وقوعها. وقبل أيام ذهب إلى ألمانيا وحاول إقناع رئيسها بتغيير موقفه المعارض للحرب، وحاول الترويج لفكرة تقليص المهلة المعطاة لصدام إلى أسبوعين أو ثلاثة من عند أبواب شرودر.
l هذه العينة من الحكام هي التي جرأت اليهود على ذبح أهل فلسطين، وشجعت أميركا على تدمير العراق عام 1991م، وأفغانستان عام 2002م، وتعود الآن لدور السمسار الأميركي النشط الذي يستميت في خدمة أوليائه، وهو الأكثر استعداداً لبيع أمته لأمبراطورية الشر التي تجسد الاستعمار الجديد في وجهه الأكثر قبحاً من الاستعمار القديم.
l لقد ظن هؤلاء الحكام أن الأمة غائبة وأنهم يسرحون ويمرحون كما يحلو لهم، ولكنهم لا يعلمون هم ولا زبانيتهم ان الأمة تنفجر فجأةً ويتطايرون هم وبطانتهم شظايا، ويطير معهم كبيرهم الذي علمهم السحر، ومهما كثّفوا أجهزة التنصّت والقمع وإحصاء الأنفاس فإن نهايتهم تأتي من حيث لا يحتسبون، لأن الله ولي الذين آمنوا، وهم أولياؤهم الطاغوت.
l إن صمت الأمة المغلوبة على أمرها يجب أن لا يساءُ تفسيره، وأن لا يتمادى الأعداء في التلاعب بمصيرها، ولا بد من يوم تزمجر فيه وتطرد الأنجاس من صفوفها، وتطهر المنطقة من الاستعمار الجديد، ولا يغرّها ويخدعها حركات السيرك والبهلوانيات المتكررة التي تعرض أمام الأعين صباح مساء.
l إن أمتنا (خير الأمم) هي التي صدت المغول والتتار وهزمتهم وهزمت الصلبيين، وفتحت آسيا وإفريقيا كفيلة بإعادة الحق إلى نصابه ولو بعد حين بإذن الله تعالى. وسوف يطلع فجرها رغم أنف المنافقين المعاندين .