العدد الرابع -

السنة الأولى، العدد الرابع، محرم 1408هـ الموافق أيلول 1987م

الوعي المطلوب

أخي القارئ،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد: تتوالى على المسلمين المصائب المكائد، وتتوالى عليهم الفتن والحروب، فمن مكة بلد الله الحرام إلى العراق وإيران إلى أفغانستان والمجازر في الهند والمضطهدين المسلمين في الصين والاتحاد السوفييتي وبلغاريا.. وغيرها من دول العالم الإسلامي. إننا ننبه المسلمين إلى أن الصدامات الدموية التي حصلت في الحرم المكي كان يراد منها إيجاد الخصومات والعداوات وتعميقها بين السنة والشيعة، وإظهار أن الخلافات هي بين الناس من وشيعة. مع العلم أن أميركا هي المحرك الآن لهذه الخلافات.. والوعي على المشكلة لم يكن بقدر المصيبة التي ألمّت بالمسلمين. والصحوة الإسلامية تكاد تُحوَّل عن الطريق الصحيح. لأنَّ الكثير من القيِّمين على الصحوة لم يشخّصوا الداء المستشري في أمتنا وانجروا وراء الباطل دون إدراكه، وذلك لفقدانهم الإخلاص ابتداءً ولفقدانهم الوعي السياسي على الأمور.

وَلَكَم ساءني أن أسمع إحدى قارءاتنا الكرام تعترض على أن “الوعي” تتطرّق لمواضيع سياسية، وأنه عليها تجنب الخوض في هكذا مواضيع. اذكَّر الأخت القارئة بما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم». وأريد أن أوضح للأخت أنّ هناك نقطةً مهمةً جهلها الكثير، والتبست على آخرين، أن الإسلام هو عقيدة روحية وسياسية وليس كالنصرانية عقيدة روحية فحسب. فالإسلام جاء ليرعى جميع شؤون الأمة من اجتماعية واقتصادية… وغيرها، والسياسة بمعناها الحقيقي هي رعاية شؤون الأمة وليست سياسة الرأسماليين: سياسة الكذب والميكافيلية والنفاق. فنحن لا نرضى أن تُعَادَ إلى الأذهان الفكرة التي وضعها الغرب في أذهان أبناء المسلمين بأن الإسلام عقيدة روحية “كهنوتية” فحسب تقتصر على الصلاة والصوم والزكاة والحج، أي بمعنى آخر فكرة (أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله). فالإسلام دينٌ ودولة.

الوعيَ الوعيَ اخوة الإسلام، ولنكن بمستوى الأحداث وبمستوى إسلامنا. ولندرك بأن من أسباب تشرذم أمتنا ووقوعنا في حروب لا تخدم إلا أعداءنا هو فقداننا للوعي السياسي، المحلي والدولي، في جميع الأمور.

ونلفت نظر قرائنا الكرام إلى أننا ألغينا الباب العلمي واستعضنا عنه بمقابلات مع علمائنا الأجلاَّء. وذلك نظراً لكثرة المجلات المتخصصة التي تعالج المواضيع العلمية. واستجابة لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالاهتمام بأمور المسلمين، قمنا بتحويل باب “أخبار جامعية” إلى باب آخر أوسع وأشمل هو باب “أخبار المسلمين في العالم”، ليتسنى لقرائنا الكرام الاطلاع على أحوال إخوانهم المسلمين في جميع أقطار العالم. وندعو الله أن نكون بمستوى المسؤولية التي ألقيت على عاتقنا، والله ولي التوفيق.

رئيس التحرير

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *