كلمة أخيرة:
مصطلح العنف عند بعض الأنظمة
العنف في اللغة: ضد الرفق، والتعنيف: التعيير واللوم. أما حكامنا وحكام الغرب فقد اكتشفوا أن للكلمة معنىً اصطلاحياً فأطلقوه على استعمال السلاح ضدهم أو استعمال السلاح ضد أعداء الأمة اليهود والمستعمرين الغزاة.
آخر من استعمل هذه الكلمة في احتفال «لتكريم حَفَظَة القرآن الكريم» في ليلة القدر من رمضان الذي انقضى، هو أحد الرؤساء العرب، الذي وقف خطيباً في حشد كبير من الشيوخ، والسياسيين، تم نقـله على الفضـائيات. قال الرئيس واصـفـاً ما يدور في فلـسـطـين من إجـرام يهودي، وردِّ فعلٍ من أهل فلـسـطـين: «العنف والعنف المـضـاد» ولا ندري من يقصـد بالعنف، ومن يقصـد بالعنف المضاد، فهل أهل فلسطين بدأوا بالعنف وقام اليهود بالعنف المـضـاد، أو هـو العكس؟ أي هل قام اليهود بالعنف وقام أهل فلسطين بالعنف المضاد؟!
إن من يسمع هذا الرئيس لا يَعْجَب من استخفاف اليهود بدماء الناس وأرواحهم، لأن اليهود يدركون من أي نوعية هم هؤلاء «الطوق» الذي يحمي حدودهم. فهل أصبح قتال اليهود ورد عدونهم عنفاً؟ لم يجرؤ هذا الحاكم على القول بأن عمل أهل فلسطين مقاومة احتلال، أو قتال محتلين، أو جهاد، أو دفاع عن النفس والمال والعرض والأرض…الخ. وكأنه لم يجد في قاموس اللغة العربية كلمةً لا تزعج اليهود سوى كلمة «عنف». لقد أتعب نفسه في اختيار الكلمات حتى خرج بنتيجة هي أن كل الدماء والدمار الحاصل في فلسطين هو من باب العنف الذي تمارسه العائلة الواحدة بين جدران المسكن الذي تقطنه، فالمسألة داخلية بين أهل البيت الواحد، وحصلت مشادة كلامية وتلاسن، ثم اشتباك بالأيدي، ثم اشتد العنف بين الإخوة فيرجوهم إيقاف هذه المشادة. هذه المهزلة من هذا الحاكم تبين أن اختيار هؤلاء الحكام كان موفقاً من قبل من وضعوهم في المنصب! أرأيتم أي نوع من الحكام يسوس هذه الأمة المنكوبة بهم؟!