كلمة أخيرة: تحسين الصورة لدى الغرب
2002/11/20م
المقالات
1,643 زيارة
كلمة أخيرة:
تحسين الصورة لدى الغرب
بعد أحداث 11 أيلول عام 2001م بدأت الأصوات المهزومة، الرسمية منها وغير الرسمية، بحملة تجميلية لصورة «العربي» أو «المسلم» كل حسب قناعاته، ظانين أنَّ ذلك النشاط يساهم في تحسين صورة «العربي أو المسلم» لدى «صناع القرار» الذين يتحكمون في السياسة والاقتصاد والإعلام والسلاح والمال ورغيف من القمح الأميركي الصافي، الذي لا يستطيعون الاستغناء عنه.
وتوهم بعضهم، عن حسن نية أو عن خبث لا فرق، بأن الغرب لا يفهمنا على حقيقتنا، وأن الصورة لديه مشوشة، وأننا يجب أن نُفْهمه أننا لسنا إرهابيين، «فنحن قوم مسالمون جداً»، لا نؤذي نملة، وبسطاء ودراويش، هنيئاً لمن يتعامل معنا نفطياً، أو في شراء السلاح وتكديسه، وشراء كل ما يلزمنا من الإبرة حتى الطائرة من مصانعه، لكن هناك بعض السذّج المجانين الذين يشوهون العلاقة الطيبة التي تربطنا بالغرب الحضاري جداً، وهؤلاء المجانين هناك من لعب بعقولهم وأقنعهم أن بإمكانهم إزعاج الغرب أو قضّ مضجعه، وسوف نقوم بمساعدة هذا الغرب المسكين المسالم العادل الرحيم في القبض على هؤلاء من أبنائنا وتسليمهم له لكي يفعل بهم ما يريد، تماماً كمن يسلم ولده المشاكس لجاره كي يقتله!
بعض المشاركين في حملة تبييض صورة المسلم أو «العربي» لدى الغرب مخادعون يفهمون ماذا يفعلون، والبعض الآخر من مثقفي عصر «الهمبرغر» ومطاعم الماكدونالد، واهمون، ومخدوعون حتى العظم. فالغرب السياسي، والغرب الثقافي يفهمنا حق الفهم، أنتم يا بعض المسلمين، ويا بعض العرب لا تفهمون حتى أنفسكم. إن الغرب عن سابق وعي وسابق تصميم يشوّه الصورة منذ عشرات السنين وقبل أحداث 11 أيلول بعقود، وذلك من قبيل الكيد، والحقد الذي قال عنه القرآن: ( وما تخفي صدورهم أكبر ) [آل عمران/118].
كم من الأفلام السينمائية، والكتب، والمقالات الصحفية التي تعرضت للمسلمين بالسخرية والتهجم والكيد والتضليل؟ وهل الحملات الصليبية حصلت بعد 11 أيلول؟ هل حملات المستشرقين ضد الإسلام وأهله حصلت بعد 11 أيلول؟ هل احتضان بريطانيا لسلمان رشدي ودفاع الغرب كله عنه حصل بعد 11 أيلول؟ وهل زرع كيان اليهود النجس في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس حصل بعد 11 أيلول؟ هل؟ وهل؟ أفلا تعقلون؟ .
2002-11-20