الأوضاع (ممسوكة)
2002/08/19م
المقالات
1,558 زيارة
الأوضاع (ممسوكة)
l كلما حصل تهديد إسرائيلي لدولة مجاورة يعلق بعض السياسيين على ذلك بقولهم الأوضاع ممسوكة، وكلما حدث اضطراب أمني أو سياسي في بلد ما يعلقون بالقول: إن الأوضاع ممسوكة، لكن لا يقولون من الذي يمسك بهذه الأوضاع، أو من هي اليد الخفية التي تمسك بالأوضاع المحلية، أو التي تمنع قيام (إسرائيل) بخربطة اللعبة الممسوكة جيداً.
l بناءً على ذلك فإن الممسكين بالأوضاع يريدون من الهياج الشعبي الذي يحصل في بعض العواصم العربية عندما تشتد الأزمات أن يكون ضمن الأوضاع الممسوكة والمبرمجة على إيقاع المخطط المرسوم، فلا تخرج التحركات المسماة (شعبية) أو ما يسمونه (الشارع العربي) عن مظاهرة يصرخ فيها المتظاهرون ويحرقون علم (إسرائيل) وعلم أميركا وينفسون كبتهم ويعودون إلى بيوتهم وكفى الله المؤمنين شر القتال.
l إلى متى تبقى الأوضاع ممسوكة؟ ومتى تفلت من يد (اليد الخفية) التي تمسك بها؟ وهل يُقبل أن يصل التخدير السياسي إلى حد تحريك الناس في المناسبات الواردة في برامج روزنامة الحاكم الذي يمسك بالأوضاع وتساعده أميركا على هذا الإمساك المبرمج؟
l يبدو أن التضليل السياسي والإعلامي قد فعل فعله في (الشارع العربي) حتى بدا وكأنَّ تحركه بمثابة رجع الصدى لما يريده الحاكم، أو من يحرك الحاكم من الخارج، فأصبح هذا الشارع ينام على إيقاع الحكام، ويستفيق على الإيقاع نفسه.
l نتمنى أن يكون واقع اللعبة غير هذا، لكن العاطفة السياسية تتحكم في هذا الشارع وهذه العاطفة إذا لم تتحول إلى الفكر الواعي العاقل يبقى الشارع كالريشة في مهب الريح، فيملأون الشوارع صراخاً وضجيجاً وغثاءً. ويبقى العدو الأميركي والإسرائيلي يملأون المنطقة قتلاً وتشريداً وتخريباً وتمزيقاً لهذه الأمة.
l إذا حصل وضربت أميركا العراق فهل ستشتعل المظاهرات في العواصم وتلقى الخطب على المنابر ثم تعود إلى الهدوء وكأن شيئاً لم يكن وذلك كما حصل سابقاً وتبقى (جماهيرهم) في إطار ردود الفعل لا الفعل، أم إن الأمة ستشب عن الطوق وتبادر إلى الفعل لا إلى رد الفعل؟ .
2002-08-19